فيلم “الهيبة” تمرير مشاهد على حساب عاطفة المُشاهد

شام تايمز – أسامة غنم

وكأن ما كان يجري في صالة السينما أمام المتفرجين حقيقي وواقعي صيحات وهتافات وتصفيق حار من جمهور كان ينتظر بلهفة عرض فيلم “الهيبة” الذي لربما أعاد للحضور السينمائي هيبته في سورية، فالمتفرجون على ما يبدو لم يتابعوا فيلم “الهيبة” إلا من باب الشوق لشخصيات العمل الذين كانوا من ذوي الأثر الراسخ على نفوس متابعي مسلسل “الهيبة”.

هذه العاطفة لحضور الفيلم التي أبداها الجمهور استطاع صناع العمل استغلالها لتغطية عيوب ظهرت في الفيلم واتباع سياسة تمرير المشاهد على حساب عاطفة المُشاهد.

وفي بداية الفيلم أُعيد متابعوه إلى نهاية إحدى أجزاء العمل الذي انتهى بانتحار شخصية “ناظم العالي” التي أداها الفنان اللبناني “رفيق علي أحمد” لتنطلق بعدها أحداث الفيلم نحو ميل آخر مختلف عما جرى سابقاً وذلك في سياق العثور على قاتل والد “جبل شيخ الجبل” الذي تبين أنه قد انتحر في أوقات سابقة، وأقيمت له مراسم دفن ليتبين أن المدعو “ناظم” حيّ يرزق في دار للعجزة في بلغاريا وهذه لعلها أول قطرة في السيل تتعارض مع المسلسل الذي لطالما كان يحاكي واقع سكان إحدى القرى الحدودية وهذا يتعارض مع ما يسمى الواقعية التي يجب أن تتوفر للعمل الفني حتى لو كان خيالياً من ناحية، ومن ناحية أخرى يعلمها متابعو العمل وهي دقة ملاحظة شخصية “جبل” لأمور كهذه والتي لم تكن لتمر دون أن يعلم بها.

وبعد انطلاق “جبل” للبحث عن قاتل أبيه تختفي قرية “الهيبة” عن الفيلم لتدور الأحداث في تركيا وبلغاريا بعيداً عن قرية “الهيبة” وعن شخوصها وأهمها شخصية “أم جبل” التي جسدتها الفنانة القديرة “منى واصف” التي لم تظهر إلا بمشاهد معدودة استخدمت أيضاً لشحذ عواطف الجمهور ليس إلا، لأن منطق الفيلم أساساً وفق ما عرض لا يطرح في ثناياه الهيبة وشخوصها ومصيرهم الأخير.

والأمر الغريب الآخر في الفيلم هو التعامل الخفيف مع قضية عبور اللاجئين للحدود بين الدول بهذه البساطة التي صورها لنا الفيلم فباستخدام التصوير البطيء استطاع “جبل” وأصدقائه عبور الحدود بدقائق وببساطة دون أدنى استخدام لأي حيلة للعبور بشكل منطقي، لأن المتتبع لأخبار اللاجئين في الواقع يرى احتياجهم لشهور كي يتمكنوا من عبور الحدود.

وبعد ذلك يتمكن “جبل” برفقة أصدقائه وبمساعدة “علي شيخ الجبل” التي يؤديها الفنان اللبناني “سعيد سرحان” من الوصول إلى “ناظم العالي” الذي كان يقيم ضمن إحدى مشافي بلغاريا والذي كان يبدو دون أي حماية رغم تصويره في بداية الفيلم أنه مطلوب للإنتربول الدولي ومهدداً بالقتل من أطراف عدة كما بيّن الفيلم.

وفي سياق عودة” جبل” إلى قريته “الهيبة” لقتل “ناظم العالي” على أرضها يتصادف في تركيا بخيانة ابن” نضال السعيد” الذي قتله “جبل” في وقت سابق، الأمر الذي يؤدي لهروب “ناظم” من يد “جبل”، ولكن ما أسهلها أن يعثر عليه “جبل” وأن يُؤمن له وببساطة وفي تركيا أحدث أنواع البنادق الرشاشة ليبدو مشهداً عاطفياً مؤثراً لمحبي مسلسل “الهيبة”.

وبعد كل هذه الأحداث يعود جبل لقريته “الهيبة” ويضع “ناظم العالي” على أرضها ليقتل على يد “أم جبل” بطلقةٍ أصابته في صدره في الجهة المقابلة للقلب ما يجعلها غير قاتلة إلا إذا أراد صنّاع العمل استغلال جماهيرية الفيلم أيضاً ليحضروا لمسرحية “الهيبة” كما قال الفنان “تيم حسن” ساخراً.

شاهد أيضاً

بمشاركة الرئيس “الأسد”.. انطلاق أعمال القمة العربية الـ 33 في المنامة

شام تايمز – متابعة بمشاركة الرئيس “بشار الأسد” انطلقت أعمال الدورة الـ 33 لاجتماع مجلس …