الزواج في سورية أصبح من “رابع المستحيلات”.. والشباب تنتظر الحلول!

شام تايمز – جود دقماق

ارتفاع تكاليف المعيشة نتيجةً للظروف الاقتصادية التي يعاني منها السوريين جعل مجرد التفكير في مسألة الزواج “ضرباً من الخيال”، بحسب مراقبين، فيما يراه البعض من “رابع المستحيلات”، حيث وصلت تكاليف الخطبة والعرس إلى مستويات غير مسبوقة، ما جعل البعض يطرح حلولاً قد تساعد الشباب للإقدام على خطوة الزواج، فيما تبدو هذه الحلول غير منطقية وغير واقعية ليبقى الزواج حلماً ينضم إلى قائمة الأحلام المؤجلة.

الباحثة في شؤون الأسرة “لينيت يوسف” بيّنت لـ “شام تايمز” أن مصطلح “العنوسة” يطلق على الرجال والنساء ممن تجاوز سن الزواج، وهذا المصطلح متعارف عليه دولياً وليس فقط في سورية لكن هو كمصطلح غير لائق بالإنسان، مشيرةً إلى أن أسبابه عديدة وواضحة منها “البطالة والفقر والنزوح”، ويوجد إحصائيات تؤكد دخول 3 ملايين فتاة عازبة فوق الثلاثين عاماً بالعنوسة، ووفقاً لهذه الإحصائية أصبح هذا المصطلح يطبق على النساء السوريات.

وأوضحت “يوسف” أن الحلول المطروحة هي حلول خارجة عن الواقع، وتساءلت أنه هل من المعقول أن يكون أحد الحلول هو “قرض الزواج” الذي لا أستطيع أن أرده للمصرف حتى أصبح عجوزاً على حافة القبر، مؤكدةً أنه حل غير منطقي ويجب أن يكون هناك إجراءات جديّة أكثر من ذلك.

وأكدت “يوسف” أن الهدف من الزواج هو الارتباط وتشكيل أسرة سعيدة والهدف الأساسي هو الوجود مع الشريك المناسب، بالإضافة إلى ذلك يجب علينا التمتع بالوعي والإدراك والتماشي مع الواقع، مشيرةً إلى أن الشخص ميسور الحال يستطيع أن يفعل ما يشاء والشخص محدود الدخل من حقه أيضاً أن يفرح بتحضيرات العرس ويعيش الأجواء، ولكن حالته المادية لن تسمح له بذلك.

وأشارت “يوسف” إلى أنه على الشاب والفتاة حالياً تحديد الهدف الأساسي من الزواج وتحديد الأوليات لأنه في الواقع أصبح جميع الناس يعيشون يومهم على أساس تحديد الأوليات، مبينةً أن الشخص أصبح “عم يساير وضعو مسايرة” ويجب أن يكون هذا الحديث مطروحاً في فترة “الخطبة” بين الشاب والفتاة وأن يكون هناك توضيح لهذه الأمور منذ البداية.

وبيّنت “يوسف” أنه يجب علينا الاستفادة من تقاليد الغرب في الأشياء المفيدة مثل العرس البسيط وحتى في الحياة هم أبسط مننا لماذا لا نقلدهم بالأشياء المفيدة، مشيرةً إلى أن نسبة العنوسة وهي 3 ملايين فتاة لن تقف هنا وإنها في ارتفاع متزايد، لذلك يجب على الأهالي محاولة تقريب وجهات النظر واختيار الشريك المناسب القادر على تفهم الوضع الراهن وما هو الهدف الأساسي من الزواج، والحب والتفاهم بين الشريكين موجود سواء أظهروا للآخرين أو لم يظهروا وكل هذا يؤدي إلى تخفيف التكاليف والأمور المعيقة للزواج.

ونوهت “يوسف” أن “قرض الزواج” هو أقصر طريق لانتهاء الزواج بالطلاق لأن الرواتب لا تتحمل دفع أقساط هذا القرض وبعد فترة من الزواج تصبح الفتاة تنتظر مولودها الجديد وهذا يؤدي إلى زيادة التكاليف ويصبح الزوج غير قادر على تحمل كل هذه التكاليف وينتهي الأمر بالطلاق، مؤكدةً أن مصطلح “قرض الزواج” هو حل غير واقعي وغير منطقي.

وأكدت “يوسف” أنه كل إنسان في الحياة يسعى إلى الاستقرار ولتكوين أسرة وهذا حق من حقوق الإنسان، مبيّنةً أنه ويجب أن يكون هناك حلول جدية ومؤثرة على الواقع من أجل حل كل هذه المشاكل والمعوقات أمام الشاب والفتاة.

شاهد أيضاً

ريف دمشق..القبض على مجموعة تروج عملات أجنبية مزورة

شام تايمز- متابعة ألقى قسم الأمن الجنائي في بلدة السيدة زينب بريف دمشق القبض على …