اختراعات فريدة لمواطنٍ سوري تتحول إلى خردة.. ولا حياة لمن تنادي!

شام تايمز – فرح غزلان

لطالما كانت سورية موطناً للمخترعين والأدباء والعلماء، ورغم كل الظروف والصعوبات أبى أبناؤها التخلي عن أفكارهم ومواهبهم ليثبتوا أن المعاناة منبع الإبداع.

“أجود شجاع” مواطن ٌسوري من محافظة السويداء، موظف متقاعد ولديه ورشة إصلاح للأجهزة الميكانيكية، حاصل على 5 شهادات براءة اختراع، حيث كان اختراعه الأول عام 1999 عبارة عن جهار إنذار يستطيع أن يتصل برقمي هاتف على التناوب أثناء عملية السرقة، يختارهما صاحب المنشأة ويخبر عن السرقة عبر رسالة مسجلة مسبقة بصوت صاحب العلاقة، كأن يقول: “محل أحمد، في شارع الملك فيصل، منطقة ساروجة، يتعرض للسرقة”، ويكرر الاتصالات إلى حين حضور صاحب المنشأة وإسكات الجهاز.

والجهاز الثاني عبارة عن دارة إلكترونية لحماية خطوط الهاتف الأرضي من سرقة المكالمات، يتم وصلها مع خط الهاتف المرتبط بالمنزل، بحيث تسمح فقط لخط المنزل بالاتصال.

في حين كان الاختراع الثالث من نصيب أصحاب الهمم المُقعدين، وهو كرسي تصعد الأدراج، ويعتبره “شجاع” من أهم اختراعاته، فهي ثنائية الغرض تسير على الطرقات وتصعد على الأدراج بسرعة 60 درجة/الدقيقة، كما تحتوي على جميع عوامل الأمان.

ويقول “شجاع”: “جاءت فكرة الكرسي من خلال مشاهدتي لسيدة في شارع فرعي بمدينة دمشق، تدفع كرسي عليها رجل للدخول إلى أحد الدوائر الرسمية، وكان مدخل الدائرة يرتفع بضع درجاتٍ عن الأرض، وتقدَّم أحد المارة ليساعدها بحمل الكرسي فمالت الكرسي باتجاه السيدة، ووقع الرجل المُقعد على الأرض”.

والاختراع الرابع نتّج عن تطوير الاختراع الذي يسبقه ليصبح كرسي مخصص لذوي الشلل الرباعي ومبتوري الأطراف، تعمل بإشارة من الرأس دون الحاجة لاستعمال الأيدي، أما مصابي شلل الأطراف السفلية فيمكنهم قيادتها بواسطة عصا خاصة، وحصل المخترع على الميدالية البرونزية في معرض “الباسل” للإبداع والاختراع، والميدالية الذهبية في المسابقة “الوطنية” للإبداع، لاختراعه هذه الكرسي.

ويضيف “شجاع” أن ما دفعه لتطوير الاختراع أنه وبعد مرور أكثر من 6 سنوات على اختراع الكرسي الأول، شاهد على شاشة التلفزيون السوري طالباً في كلية الإعلام وُلد بدون أطراف يطالب الحكومة بدعم اختراعه كي يستفيد منه الناس، وهنا بدأ “شجاع” بالتفكير لتطوير الكرسي حتى يستفيد منه هذا الشاب وأمثاله.

أما بالنسبة للاختراع الأخير تمثّل في جهاز إنذار عن سرقة أي شيء موجود قرب المنزل كالسيارات أو الدراجات النارية وغيرها، وميزة هذا الجهاز أنه يوضع داخل المنزل، أي بعيداً عن أيدي اللصوص.

ويتابع المخترع السوري كلامه بحزنٍ وأسى: “قلت في أكثر من لقاء أنني مستعد للتنازل عن براءة الاختراع بدون مقابل لأي جهة تتبنّى الكرسي من القطاع العام حصراً حتى يستفيد الناس منها، لكن للأسف لم يكترث أحد وتحولت مع الزمن إلى قطعة خردة، تكسوها الغبار”.

شاهد أيضاً

العدل الدولية: انعقاد جلسات حول الهجوم الإسرائيلي على رفح خلال يومين

شام تايمز – متابعة أعلنت محكمة العدل الدولية، اليوم الثلاثاء، أنها ستعقد جلسات يومي الخميس …