شام تايمز – فرح غزلان
انطلقت اليوم الثلاثاء، فعاليات ورشة عمل الإعلاميين بعنوان “التعريف بالالتزامات الوطنية في قمة نيروبي” بدمشق، تحت رعاية مشتركة من الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان ووزارة الإعلام وصندوق الأمم المتحدة للسكان، بحضور ممثلين عن الجهات الراعية وبتواجد 30 إعلامي من جهات مختلفة.
وبدأت فعاليات اليوم الأول للورشة بدقيقة صمت على أرواح الشهداء، ثم أداء النشيد الوطني السوري، وبعدها ألقى الدكتور “حميّر عبد الغني” ممثل صندوق الأمم المتحدة بالإنابة الكلمة الافتتاحية للورشة، متحدثاً عن أهداف الصندوق ومساهمته في تقديم الدعم للجهات الوطنية من أجل زيادة الوعي، ومناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي وقضايا الشباب، مؤكداً على أن الإعلام هو الشريك الأساسي والعامل الحيوي في دعم قضايا السكان، لذلك من المهم بناء كوادر مدربة ومتخصصة لإنتاج مادة إعلامية سكانية تساعد في تشكيل الرأي العام.
بدورها أكدت المهندسة “سمر السباعي” رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان أن الالتزامات التي صادقت عليها سورية في قمة “نيروبي” ليست بعيدة عن مساعي الحكومة سواءً خفض معدل الزواج المبكر أو خفض نسبة وفيات الأمهات وغيرها، منوهةً إلى أن مسؤولية نشر هذه الالتزامات بين الناس تقع على عاتق الإعلاميين في المرتبة الأولى، لذلك يجب على الإعلامي أن يكون مُلماً بهذا الموضوع ومقتنعاً به حتى يستطيع إيصال فكرته.
من جهتها ألقت “إلهام صافي” معاون رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان كلمة الهيئة، مستعرضةً المؤتمرات الدولية التي عُقدت بما يخص السكان كمؤتمر “بوخارست” عام 1974 وهو أول مؤتمر عالمي دولي للسكان، ومؤتمر المكسيك عام 1984 حيث شاركت سورية فيه، ثم نوهت لقضايا عمل مؤتمر القاهرة، حيث ركز المؤتمر على الترابط بين السكان والنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، والمساواة بين الجنسين والعدالة وتمكين المرأة وصولاً إلى التعاون الدولي والمشاركة مع القطاع غير الحكومي، ثم أشارت إلى ورقة عمل سورية في قمة “نيروبي” التي تضمنت أهم التحديات كالمرتبطة بالأمن والاستقرار والنزوح واللجوء والهجرة ونقص الموارد المالية.
وتضمنت الورشة محاضرتين ألقاهما الدكتور “مجدي الفارس” عضو مجلس إدارة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان، الأولى بعنوان “دور الإعلام في التحفيز وكسب التأييد”، أما الثانية فكانت بعنوان “إعداد التقارير الإعلامية”.
وشرح “الفارس” خلال المحاضرات بعض الاستراتيجيات المساعدة في إعداد التقارير الإعلامية، موضحاً ان الإعلام أكبر مؤسسة فاعلة في التنشئة الاجتماعية اليوم.
وأضاف: لابد من وضع خطة إعلامية لتسويق المنتج النهائي بالشكل الملائم، حيث أن عوامل نجاح أي مشروع تكون بالتخطيط الدقيق واستقطاب الخبرات وتوفير الموارد المالية له.
وعن دور وزارة التربية ومادة التربية الوجدانية في نشر الوعي حول الزواج المبكر أكد الدكتور “الفارس” لـ “شام تايمز” أن مادة التربية الوجدانية هي مادة أخلاقية والأخلاق لا تتجزأ، وعلينا أن نعي أن المجتمع بأكمله يشارك في التربية الأخلاقية، مضيفاً أن البلدان المتطورة تُضمن في مناهجها وفي كافة المراحل الدراسية ما يُسمى بـ “تعليم السلوك” ونحن نفتقد لهذا الشيء ضمن مناهجنا الأساسية، حيث يقتصر وجوده في الأنشطة اللاصفية بالرغم من التعديل الأخير الحاصل في المناهج، وبالتالي نحن بحاجة إلى ضابط إيقاع للتربية الأخلاقية خاصةً بعد الحرب التي عانت منها سورية.
وتخللَّ المحاضرات مداخلات من الحضور، مناقشين فيها النقاط المطروحة وأهميتها.
وصرح مدير الإعلام التنموي “عمار غزالي” لـ “شام تايمز” أن هدف الورشة هو تعريف الإعلاميين بالتزامات قمة “نيروبي”، وخلق حالة عصف ذهني لدى الصحفي وتزويده بالأفكار اللازمة والمعلومات الصحيحة حتى يستطيع إيصال رسالته بالشكل الأمثل.
في حين أوضح “أنس يونس” رئيس مجلس أمناء بصمة شباب سورية لـ “شام تايمز” أن مجال عمل الهيئة السورية لشؤون الأسرة يتداخل مع باقي الوزارات كالإعلام والتربية والتعليم العالي، لكن دور الإعلام الآن هو الأهم من خلال تبني هذا الموضوع والاقتناع به كي يستطيع الترويج له للمساعدة بتحقيق الأهداف المرجوة.
وتعهدت عدة دول عربية منها سورية في قمة “نيروبي” 2019 على سعيهم من أجل وصول الجميع للحقوق والصحة الجنسية والإنجابية، والوصول لإجهاض آمن، والتثقيف الجنسي الشامل، والتخلص من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والمساواة بين الجنسين في الهيكلية السياسية بالدولة.