المدرب الدولي “أسامة ساطع” في ندوة عن الموسيقا: العلاقة أزلية ووطيدة بين الإنسان وبين الموسيقا والتراث

شام تايمز – رغد دالي

تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتورة “لبانة مشوّح”، استضاف مشروع “نوافذ 5” الفني والأدبي، الاستشاري والمدرب الدولي “أسامة ساطع” في ندوة بعنوان “الموسيقا ترسم تاريخ الشعوب”، بإشراف الباحث الموسيقي والإعلامي “إدريس مراد” وبالتعاون مع مديرية التراث اللامادي في وزارة الثقافة.

وبحضور قامات إعلامية وموسيقية هامة مثل المايسترو “ميساك باغبودريان” قائد الفرقة السيمفونية الوطنية بسورية والمطرب “نعيم حمدي” وغيرهم، تناولت الندوة التي أقيمت أمس بالمركز الثقافي العربي في “أبو رمانة” بدمشق، أثر الموسيقا في الإنسان وفي علاج جوانب سيكولوجية مختلفة لديه، إلى جانب كيفية مساهمتها برسم هوية الشعوب.

وأوضح المدرب الدولي “أسامة ساطع” لـ “شام تايمز” أن الأمسية تناولت موضوعاً مختلفاً وهو علاقة الموسيقا بالتنمية البشرية وسلوك الإنسان وتأثيراتها على بناء الإنسان، مشيراً إلى أن الموسيقا هي تربية وتغيير لسلوكيات الإنسان وتحسينها، وأن العلاقة أزلية ووطيدة بين الإنسان وبين الموسيقا والتراث.

وأكد “ساطع” أن الندوة تناولت الأثر الإيجابي للموسيقا، إلى جانب بعض الآثار السلبية الناتجة عن التطور السريع والتشويه الذي طرأ على التراث والموسيقا في آن واحد، مع ضرورة تجنب هذه التشوهات واللجوء والتمسك بتراثنا الأصيل وانتقاء ما يُحب الإنسان أن يسمعه انطلاقاً من مبدأ أن التنمية البشرية من خلال الموسيقا تلعب دوراً هاماً في تحسين العلاقات وتحسين التفكير الإيجابي.

وأشار “ساطع” إلى أن الندوة تطرّقت إلى علاج بعض الأمراض المزمنة والنفسية عن طريق الموسيقا، إلى جانب علاقة الموسيقا بتهذيب النفس لتغيير السلوكيات وتحسينها.

من جهة أخرى، أكد “ساطع” أن الندوة ناقشت التراث وأهميته بشكل عام الغنائي منه والشفوي، والعلاقة ما بين التراث الأصيل القديم والأشياء الشعبية التي تعتبر نتاج أوانعكاس لحالات طارئة تظهر في المجتمع وينتج عنها تأليف بعض الأهازيج والحكايات والأغنيات، مشيراً إلى أن كل ذلك يعتبر موروث شعبي ومن المفترض التمسك بالتراث الأصيل الشعبي حتى لا يندثر كونه يعبر عن هوية مجتمعه ووطنه.

وعلّق “ساطع” على حضور بعض القامات الضخمة مثل المايسترو “ميساك باغبودريان” قائد الفرقة السيمفونية الوطنية بسورية والمطرب “نعيم حمدي” مؤكداً أن حضورهم أثرى الندوة وأعطى وجهات نظر مختلفة، مشيراً إلى أن هذه الندوة جاءت تغييراً عن كل الأنماط التقليدية المعروفة في الحديث عن التنمية البشرية.

بدوره أكدّ الإعلامي والباحث الموسيقي “إدريس مراد” لـ “شام تايمز” أن مشروع “نوافذ” بنسخه السابقة كان مخصصاً للثقافة السورية بشكل عام، وقدّم وكرّم من خلاله العديد من الشعراء والكتاب من بينهم الأديب الراحل “وليد معماري” والشاعر “نزيه أبو عفش”، والعديد من الرموز الذين غنوا الأغنية الملتزمة، بينما المشروع بنسخته الخامسة ركّز على التراث السوري اللامادي في مجال الغناء والموسيقا، حيث تم تخصيص الجلسة الأولى للغناء الفراتي السوري، والثانية للغناء المردلي، أما الثالثة فتم تخصيصها لتراث المنطقة الوسطى “حمص وحماه”، إلى جانب وجود الموسيقا والتراث الحي مع الندوة.

وأشار “مراد” إلى أن التراث شيء مقدس، ومن المفترض الحفاظ عليه كما هو، وإذا أردنا أن نطوّره فيتمّ ذلك خلال كتلة الآلات الموسيقية والتوزيع الموسيقي، دون المسّ بهيكلية اللحن والمقام والإيقاع.

وأكد “مراد” أن هذه الندوة جاءت بمثابة فاصل واستراحة بين ندوة موسيقية سابقة وأخرى لاحقة، مشيراً إلى أهمية النقاش مع الحضور والمعنيين بكيفية الحفاظ على التراث ضمن ندوة تفاعلية، بمشاركة الأستاذ “أسامة ساطع” الذي لديه باع في التنمية البشرية، ومن المفترض أن يستفيد الجميع من آرائه في أمور لم يتم مناقشتها من قبل.

يذكر أن الاستشاري والمدرب الدولي “أسامة ساطع” حاصل على دبلوم إدارة عليا في تطوير الأعمال والتنمية البشرية من المعهد العالي لعلوم الإدارة والموارد البشرية في إيرلندا، ودبلوم إدارة أعمال من كلية “كينغستون” البريطانية، ودبلوم إدارة في المهارات الحياتية ومدرب دولي محترف من أكاديمية “كينغستون” البريطانية، ودبلوم إعلام من معهد الإعلام السوري التابع لوزارة الإعلام، إلى جانب بكالوريوس في الأدب الانكليزي من جامعة دمشق.

شاهد أيضاً

ارتفاع حصيلة قتلى الفيضانات والحمم البركانية في إندونيسيا إلى 58 شخصاً

شام تايمز – متابعة ارتفعت حصيلة قتلى الفيضانات وتدفق الحمم البركانية الباردة في إندونيسيا إلى …