بعد كم دقيقة من التفكير العميق عليك أخذ قسط من الراحة؟

شام تايمز – متابعة

يحتاج الدماغ إلى فترات راحة منتظمة للتخلص من الفضلات الأيضية، وهو مصمم للعمل في شكل دورات مثل إيقاع الساعة البيولوجية الذي يكون من خلال مواعيد الاستيقاظ والنوم.

ونقل تقرير لصحيفة “لوفيغارو” (Le Figaro) الفرنسية، عن “ميشيل لو فان كوين” مدير أبحاث المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية، أن “الدماغ لا يمكنه العمل أكثر من 10 دقائق في مهمة تتطلب تركيزاً عالياً، وهو يحتاج إلى استراحة قبل البدء من جديد”.

ويقل انتباه الإنسان بعد حوالي 10 دقائق من العمل الفكري المكثف دون أخذ قسط من الراحة، ويعزى ذلك إلى أن التلوث الضوضائي وعوامل التشتيت الأخرى مثل رسائل البريد الإلكتروني والرسائل القصيرة والمكالمات وما إلى ذلك من أمور، تحفز الجهاز العصبي السمبثاوي.

وأوضح “ميشيل لو فان كوين” أنه حين يكون الجهاز العصبي السمبثاوي مرهقاً، ينتج عن ذلك إفراز متزايد لهرمونات التوتر، بما في ذلك “النوربينفرين”.

وعندما يكون في جرعات صغيرة، يحسّن “النوربينفرين” نشاط الدماغ، خاصة التفاعل بين الخلايا العصبية في الفص الجبهي على وجه التحديد، ولكن عندما يكون بجرعات زائدة، يتم تنشيط مستقبلات أخرى تؤدي إلى تثبيط النشاط العصبي، وبالتالي يتباطأ نشاط الفص الجبهي مركز الوظائف التنفيذية، مما يسبب الإجهاد الذي يضر بالقدرة على التركيز.

وذكرت “غلوريا مارك” أستاذة علوم الحاسوب والباحثة في جامعة كاليفورنيا: “أن العمل على الشاشة في بيئة صاخبة مثل الفضاء المفتوح يقوّض الانتباه مع مهمة متقطعة كل 11 دقيقة في المتوسط، ويستغرق الدماغ 23 دقيقة لاستعادة التركيز والعودة إلى مهمته.

وتتفاعل اللوزة الدماغية كثيراً مع ما هو غير متوقع ومع الضوضاء، وعادة ما ترسل أعضاء الحس معلوماتها إلى المهاد والقشرة المخية الحديثة ليتم تفسيرها هناك، لكن حوالي 10% من المعلومات تصل مباشرة إلى اللوزة التي تتفاعل بسرعة كبيرة مع معلومات حسية معينة دون حتى تحليل ما يحدث.

لا يخلو هذا الأمر من عواقب، وذلك لأن عمل اللوزة بشكل مفرط يحفز الجهاز السمبثاوي باستمرار ويزيد من إفراز “النوربينفرين” مما يؤثر على التركيز، وفي الواقع يختلف التصوير بالرنين المغناطيسي لدماغ الذين يعيشون في المدن عمن يعيشون في بيئة هادئة، وأثبتت دراسة أجريت على تأثير الضغط الاجتماعي في “ألمانيا” و”كندا” أن “اللوزة الدماغية لدى الذين يعيشون في المدن تكون أكثر حساسية”.

ويحضّر الدماغ آليات التجديد خلال لحظات الراحة والنوم، وتقوم الخلايا الدبقية المسؤولة عن تغذية الخلايا العصبية وحمايتها بمهمة التخلص من فضلاتها، أي بقايا التفاعلات الأيضية التي تحدث في الدماغ على وجه الخصوص لتغذية الخلايا العصبية التي تستهلك الكثير من الطاقة، ويسمى نظام التطهير بالجهاز الغليمفاوي.

ويعتبر هذا الجهاز ضرورياً لأن تراكم نفايات الدماغ يزيد من خطر الإصابة بالأمراض التنكسية العصبية، مثل “ألزهايمر” و”باركنسون” وأفاد “ميشيل لو فان كوين”: أن “وضع الفئران في بيئة هادئة يولد عددا أكبر بكثير من الخلايا العصبية في بنية الدماغ، مقارنة بالتعرض لأصوات مختلفة”.

شاهد أيضاً

الصحة الفلسطينية: الاحتلال ارتكب 10 مجازر خلال الـ 24 ساعة الماضية

شام تايمز – متابعة أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ …