المشافي السورية تعاني من نقص حاد في أطباء التخدير

شام تايمز – متابعة
تعاني غرف العمليات في المشافي السورية من نقص حاد في الكادر الطبي المتخصص في التخدير وانعكاس ذلك على قطاع الرعاية الصحية والعمليات الجراحية وتفاقم ظاهرة نزيف الأطباء والكفاءات إلى الخارج، حيث يوجد هناك تخوفات عديدة من فقدان أطباء التخدير من صفوف الكادر الطبي السوري.

وأكدت الدكتورة “زبيدة شموط” رئيسة رابطة التخدير وتدبير الألم في نقابة الأطباء أنه يوجد تناقص بأعداد أطباء التخدير، حيث قدّرت عددهم بـ 500 طبيب فقط، يتوزعون على مستشفيات عامة وخاصة، بينما الحاجة تصل إلى 1500 طبيب لتغطية النقص الحاصل، إضافة إلى أن هناك أطباء نخسرهم نتيجة حالات الوفاة بينهم.

وبيّنت “شموط” أنه هناك مطالب ومقترحات تم طرحها، وبناءً عليه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل رئاسة مجلس الوزراء والصحة والتعليم العالي، وتم منح المكافأة التي طالبنا بها بالنسبة لأطباء التخدير، مشيرةً إلى أنه لابدّ من اتخاذ حلول جذرية لبقية المطالب لأن ذلك يعطي الخريجين الجدد حافزاً وتشجيعاً لدخول الاختصاص.

ولفتت “شموط” إلى أن المكافآت وحدها غير كافية لتحسين وضع أطباء التخدير، إن كان في الجهات العامة أو الخاصة، وأنهم بحاجة للحصول على الحوافز تحت بند الأجور، وهذا يؤدي إلى تعديل مستوى دخلهم، إضافةً لحصولهم على المكافآت المجزية بنسبة تتراوح بين 50 – 70%، مؤكدةً أن السرعة في اتخاذ القرارات مطلوبة ومهمة جداً للمحافظة على الكوادر الطبية الموجودة لدينا، منوهةً بأن الطبيب السوري مشهود له بالمستوى العالي، وأن الدول الأخرى تقوم باستقطابه بأي وسيلة.

من جهته، أوضح الدكتور “فواز هلال” المسؤول العلمي في رابطة اختصاصيّ التخدير وتدبير الألم أن واقع أطباء التخدير في سورية سيئ جداً، وسنوات قليلة قادمة ونفتقد لوجود أطباء التخدير لدينا، وتم طرح الموضوع مراراً منذ عام 2016 ولم نحصل على حلول جذرية وجميعها حلول مسكّنة، علماً أن هناك الكثير من المشافي المركزية والجامعية المصنفة هيئات عامة تم تقليص العمل فيها أو إلغاؤها.

 

وأكد “هلال” أن أعداد اختصاصيّ التخدير تشهد تدهوراً سريعاً، ولا توجد إحصائية دقيقة لعددهم، إذ يسافر عدد من الأطباء أسبوعياً إلى الخارج، فضلاً عن غياب الفئة العمرية الشابة في هذا الاختصاص، وإن وجدت فأعدادهم قليلة وهم مشروع سفر أيضاً، لافتاً إلى أن معظم اختصاصيّ التخدير اليوم من ذوي الأعمار المتقدمة ومعظمهم وصل إلى سن التقاعد، وأن طبيب التخدير لا يعطى حقه على أكمل وجه، ويتعرض لضغط مادي كبير، وأن تعرفة وزارة الصحة على الرغم من “غبنها” فإن كثيراً من الأطباء لا ينالون ربعها على أحسن تقدير ومع ذلك نطالب بتطبيقها.

 

وفي السياق أوضح مدير عام مشفى الزهراوي “علي محسن” أن المشفى لا توجد فيها سوى طبيبة تخدير واحدة تغطي القسم قدر الإمكان، بمساعدة فنيي التخدير الذين يقومون بمساعدتها في الحالات الإسعافية فقط، أما الحالات التي تستدعي وجود طبيب التخدير فتؤجل أو لا تجرى إلا بوجودها، لذلك تقتصر العمليات الباردة على يومين في الأسبوع، وتغطية الحالات الإسعافية 24 ساعة على مدار الأسبوع.

 

وأشار “محسن” إلى أنه لم يحصل أي خطأ طبي في المشفى في السابق ولا حالياً بسبب النقص الحاصل بأطباء التخدير، لافتاً إلى أهمية إعطاء أطباء التخدير حقوقهم كاملة، ورفع سقف الأجور التي يتقاضونها لتحقيق حياة كريمة لهم، بسبب الجهد الذي يبذلونه وتعرضهم للشدة النفسية والضغط الناتج عن ساعات العمل الطويلة ومحاولة استقطابهم جميعهم.

شاهد أيضاً

ارتفاع حصيلة ضحايا الأمطار الغزيرة إلى 71 قتيلاً و67 مصاباً في باكستان

شام تايمز – متابعة ارتفعت حصيلة ضحايا الأمطار الغزيرة والبرق في باكستان إلى 71 قتيلاً …