شام تايمز الإخباري رؤية لسورية أجمل
مقالات مشابهة
شام تايمز – درعا – فراس الأحمد
وردت شكاوى من قبل بعض المواطنين في حي السبيل بمدينة درعا لـ شام تايمز” حول وجود تلوث بمياه الشرب، ما تسبب بحدوث أعراض تسمم عند بعض الأهالي في الحي خلال صباح الأربعاء والأيام القليلة الماضية ومن خلال تقصي الشكاوى ومقاطعة المعطيات المتوفرة، تبين توثيق أسماء العشرات من المراجعين في فرع الهلال الأحمر بدرعا ومشفى درعا الوطني وبعض العيادات الخاصة بأعراض تسمم من إقياء وحرارة وإسهال وكان العامل المشترك بين جميع المراجعين بأن غالبيتهم من منطقة حي السبيل وبأن الإصابات شملت عوائل بأكملها وبأعمار متفاوتة من ٧ سنوات وحتى ٤٥ عام وجميع الحالات تم تقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم من سيرومات والمضادات الحيوية وتخريجهم بوضع صحي جيد، بحسب ما أفادت مصادر طبية في محافظة درعا.
وفي سبيل التعامل الفوري مع الموقف، وجّه محافظ درعا المهندس ”لؤي خريطه“ وبشكلٍ فوري كلاً من مدراء المياه والصرف الصحي والبيئة والصحة ورئيس مجلس المدينة بالكشف على خطوط مياه الشرب والصرف الصحي في الحي المذكور ومعالجة الانسدادات بخطوط الصرف الصحي وتوزيع حبيبات الكلور من قبل مؤسسة المياه والشرب بدرعا على الأهالي في الحي ليتم وضعها في الخزانات وتعقيم مياه الشرب كاجراءات فورية، كما وجّه المحافظ مديرية الصحة بتوزيع كمية من أدوية شراب فلاجيل (مطهر معوي) في الحي تحسباً لأي أعراض، كما تفقد المحافظ أعمال مؤسسة المياه ومجلس المدينة والصرف الصحي لمعالجة المشكلة والقيام بأعمال قطف عينات المياه من قبل مديريتي البيئة والصحة وإجراء الاختبارات اللازمة لها بالسرعة القصوى، وأكد المحافظ على ضرورة تقديم كل الإمكانيات لحل المشكلة وضمان صحة وسلامة مياه الشرب.
من جهة أخرى وحول هذه الشكاوي، صرّح المهندس “محمد المسالمة” مدير مؤسسة المياه في محافظة درعا بأنه نتيجة شكوى من بعض المواطنين بوجود اختلاط لمياه الصرف الصحي بمياه الشرب، وبعد التحري تم أخذ عينات تبين أن هناك اختلاطات في بعض الأبنية في منطقة كورنيش السبيل بمنطقة بنايات الشهداء وتبين أن مصدر التلوث هو خط صرف صحي قديم يوجد فيه عدة انسدادات.
ولفت “المسالمة” إلى أنه بتوجيهات من محافظة درعا تم اتخاذ إجراءات فورية تمثلت بقطع خط المياه الرئيسي المغذي للحي وتم العمل على تزويد المواطنين بالمياه عن طريق صهاريج المؤسسة، كما تم توزيع حبوب تعقيم خاصة بالمياه لتوضع في خزانات المياه ريثما يتم معالجة مشكلة خط الصرف الصحي من قبل مجلس المدينة وما يزال العمل جارٍ لتبديل الخط وتأمين انسياب لمياه الصرف الصحي حفاظاً على عدم تلوث خطوط مياه الشرب، لافتاً إلى أن سبب التلوث هو تراجع مياه الصرف الصحي باتجاه خطوط مياه المواطنين في المنطقة.
وأشار “المسالمة” إلى أنه سيتم خلال الأسبوع الحالي حل المشكلة بالتعاون مع المحافظة ومجلس المدينة والجهات المعنية وبإشراف المحافظ، مؤكداً أن المشكلة محدودة فقط في منطقة بنايات الشهداء في الكورنيش الغربي لحي السبيل بمدينة درعا.
فيما أفادت مصادر في محافظة درعا أن تهالك بعض خطوط المياه لدى بعض المواطنين وقربها من خطوط الصرف الصحي، وعدم الإبلاغ عن الانسدادات الحاصلة من قبل بعض الأهالي وإهمالها كان له الدور الأساسي في حصول عملية التلوث.
من جهة أخرى، يتواصل العمل من قبل الجهات المعنية في المحافظة والصحة والبيئة والمياه ومجلس المدينة لمتابعة تنفيذ الإجراءات الكفيلة بضمان عدم وجود أي تلوث.
كما علمنا لاحقاً أنه تم التوجيه بإيقاف ضخ المياه إلى شبكة المنطقة المذكورة والبدء بتغذيتها عبر صهاريج المياه ريثما يتم سبر خطوط دفع المياه والشبكة المغذية بشكل كامل، والتأكد من عدم وجود أي تلوث في شبكة المياه ليصار لاحقاً إلى إعادة الضخ.
وتؤكد الجهات المعنية في مؤسسة المياه والصرف الصحي ومجلس المدينة على ضرورة إبلاغ الأخوة المواطنين في حال وصول أي شكوى بما يخص المياه أو أية اختناقات بالصرف الصحي ليتم معالجتها والتعامل معها باسرع وقت ممكن.
وتخوّفَ بعض الأهالي في مدينة درعا من أن يتوسع نطاق التلوث من حي السبيل وينتقل لباقي الأحياء في حال لم يتم معالجة مصدر التلوث الأساسي بشكل سريع، لاسيما مع ما أكده رئيس مجلس مدينة درعا حول إكتشاف نقطة تسىرب صرف صحي بمنطقة التوسع غرب البانوراما قرب حارة الكور بجوار خط مياه والذي أشار لاحقاً إلى توجه الورشات للتعامل معه، فيما تؤكد مؤسسة المياه أن نطاق التلوث محصور ومحكوم والعمل على المعالجة يجري بوتيرة متسارعة.
ولدى التقصي عن ورود أسماء مصابين من أحياء غير حي السبيل كمصابين بالتسمم تبين من خلال مصدر طبي في الهلال الأحمر بدرعا بأن غالبية هؤلاء المصابين تعرضوا للتسمم خلال تناول المياه أثناء زيارات لأقاربهم في حي السبيل ولم يكن مصدر التلوث ضمن الأحياء التي يقطنون بها.
وينتظر أهالي مدينة درعا نتائج الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية لحصر مصدر التلوث بشكل دقيق وإنهاء كافة الإجراءات اللازمة لإعادة المياه إلى مجاريها على أن تكون مياه صالحة للشرب و خالية من أي تلوث.
