الصناعة النسيجية في سورية “تحتضر”.. والصناعيون يستغيثون لإنقاذها!

شام تايمز – غزل إبراهيم

“الدامسكو” و”البروكار الدمشقي” و”الأغباني” أنواع فاخرة وعريقة من الأقمشة اشتهرت سورية بصناعتها منذ القدم، ولكن بعد سنوات من النجاحات والتميز في قطاع الصناعات النسيجيّة “إحدى أهم قطاعات الصناعة التحويلية في البلاد”، جاءت الحرب لتعرقل الصناعة بشكل كبير، وبدأ “العد التنازلي لانهياره”.. فمن المسؤول وما هو مستقبل الصناعات النسيجيّة في البلاد؟.

معاون مدير عام المؤسسة العامة للصناعات النسيجية ومدير الرقابة الإنتاجية الدكتور “عمار علي” عزا لشبكة “شام تايمز” الإعلامية تدني مستوى الأداء في القطاع النسيجي إلى تدمير البنى التحتية الصناعية بشقيها العام والخاص خلال سنوات الحرب وضعف قدرة المنظومة الصناعية على خلق قيمة من خلال المحتوى المعرفي، سواءً فيما يخص المنتج أو عمليات التصنيع وسيطرة الحالة النمطية عليها، ويضاف إلى هذا معضلة شح المادة الأولية من الأقطان في السنوات الأخيرة والتي أفقدت القطاع النسيجي المزية النسبية التي كان يتحلى بها، وخسارة الأسواق التصديرية التي كانت تلعب دوراً مهماً في تنشيط هذا القطاع.

وطرح “علي” عدداً من الأولويات الواجب التركيز عليها خلال المرحلة الراهنة، ومنها التركيز على تشبيك المنظومة الصناعية من خلال ربط الصناعة بالمراكز العلمية والتكنولوجية والجامعات وبالعكس.

وأكد “علي” سعي المؤسسة العامة للصناعات النسيجيّة على المدى المنظور والبعيد على إيجاد حلول للتخفيف من حدة المنعكسات السلبية لسنين الأزمة والانتقال إلى تطوير واقع الصناعات النسيجية في سورية تدريجياً، مضيفاً أن المؤسسة عملت خلال العام المنصرم على تدوير العوادم المتوفرة لضمان استمرار العملية الانتاجية في الشركات التابعة، واستثمار الأقطان المتوفرة لتأمين احتياجات الجهات العامة وجزء من احتياجات السوق المحلية من الغزول.

وقال “علي”: إنه في ظل استمرار الشح في المادة الأولية من الأقطان للموسم الحالي وضعت المؤسسة تأمين احتياجات الجهات العامة على رأس أولوياتها، وتعمل على إجراء تجارب تشغيلية لادخار أصناف متنوعة من العوادم في العملية الإنتاجية وبما يحقق ريعية اقتصادية للشركات التابعة، مبيّناً أنه تم الإعلان لعدة مرات عن مناقصة لاستجرار الاقطان المحلوجة بكمية 5000 طن، ولم يتقدم أي عرض حتى تاريخه، ولتفادي التوقف تمّ إبرام عقود تشغيل للأقطان لصالح الغير لتأمين ما يمكن من الأقطان وفق آليات بديلة بعيدة عن الروتين والحصول على الموافقات اللازمة من الجهات الوصائية المختصة.

وحول تأمين الغزول النسيجيّة للقطاع الخاص لفت “علي” إلى أن المؤسسة تسعى لتأمين جزء من احتياجات الصناعيين من الغزول رغم عدم وجود أية كميات فائضة، إضافة إلى سعيها للتدخل الإيجابي في السوق المحلية من خلال تزويد السوق بمنتجات الأقمشة المتوفرة في الشركات التابعة والتنسيق بغرض التشغيل بحسب المواصفات المطلوبة للحد ما أمكن من الآثار السلبية لشح الاقطان.

وبيّن معاون مدير عام المؤسسة العامة للصناعات النسيجية أن المؤسسة تعمل على توطين صناعة بعض مستلزمات العملية الإنتاجية في الشركات التابعة لها كتصنيع المواد الكيميائية والمساعدة محلياً وصولاً إلى بعض القطع التبديلية من خلال الاعتماد على البنى التحتية المتوفرة والخبرات المحلية، ما ينعكس إيجاباً على واقع القطاع.

وذكر “علي” أن المؤسسة وقعت عدة مذكرات تفاهم مع كل من الهيئة العليا للبحث العلمي لدعم الأبحاث الصناعية ومع جامعة دمشق لربطها بالاحتياجات الصناعية، وتعمل حالياً على فتح أفق تعاون مع مراكز وجهات أخرى، الأمر الذي يؤدي إلى رفع مستوى الأداء الاقتصادي لهذا القطاع وبالتالي الاقتصاد الوطني.

الصناعيون يناشدون ولا حياة لمن تنادي..

مناشدات كثيرة ونداءات وجّهها الصناعيون في سورية لإنقاذ ما تبقى من هذه الصناعة الهامة، بعد سنوات من المعاناة الكثيرة بدءاً من ارتفاع تكاليف الإنتاج وهجرة الكثير من الصناعيين مروراً بمعوقات كثيرة تقف في وجه إعادة إقلاع الإنتاج.

صناعي “فضل عدم ذكر اسمه” وجّه عبر شبكة “شام تايمز” نداء استغاثة للحكومة لإيجاد الحلول وتقديم الدعم للقطاع، موضحاً أن المشكلات كبيرة وتطلب التدخل قبل خسارة قطاع النسيج كرافد هام للاقتصاد الوطني.

وأكد “الصناعي” على ضرورة حل موضوع الحصول على الأقطان في ظل غياب دور المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان، إضافة إلى ارتفاع تكاليف مستلزمات الانتاج الأخرى وخصوصاً الوقود والطاقة بأنواعها وصولاً إلى التمويل والتصدير والتهريب وبيئة العمل لتمكين كل حلقة من تلبية متطلبات الحلقات ذات العلاقة سواء بالكمية أو بالجودة وبالأسعار المناسبة من خلال الاجراءات والتدابير المتكاملة على مستوى كافة الحلقات من قبل الجهات المعنية العامة والخاصة وبشكل متوازن وموضوعي.

فهل تجدي هذه السياسات والمناشدات في إعادة الألق للصناعات النسيجيّة في سورية قبل خسارة هذا القطاع الحيوي؟؟.

شاهد أيضاً

كشف حالات تزوير أوراق ووثائق في جامعة حلب

شام تايمز – متابعة كشف فرع الأمن الجنائي بحلب حالات تزوير أوراق ووثائق خاصة بجامعة …