المعلمة “لينا ابراهيم” تستثمر دراستها للإعلام وطاقات طلابها لبناء تربيةٍ إعلامية

شام تايمز – مارلين علي 

بعد عودة الأهالي إلى مدينة “عدرا” العمالية بريف دمشق منذ سبع سنوات كانت “لينا ابراهيم” خريجة كلية الإعلام من أوائل المبادرين للمشاركة كمعلمة لأطفال “عدرا”، وسط استحالة وجود معلمين نظراً للظروف الحساسة التي مرت بها المنطقة، وعملت “لينا” على تفعيل أنشطة تنمي مواهب هذه الشريحة العمرية التي ذاقت من ويلات الحرب وذلك بتوجيه الأطفال لصقل شخصيتهم وإعادة تأسيسها على حب الوطن.

“لينا” التي عشقت دراستها للإعلام ولم تستطع في تلك الفترة أن تعمل بهذا التخصص حاولت أن يكون لها تجربة فريدة من نوعها، من حيث تربية الطفل تربية إعلامية يستطيع من خلالها التفريق بين الجيد والسيء، الكذب والصدق، وثنائيات كثيرة متناقضة يراها الطفل أو يسمعها عبر وسائل الإعلام.

تستذكر المعلمة “لينا ابراهيم” شعورها في تلك الأثناء، وتروي لـ “شام تايمز” تفاصيل هذه التجربة التي وصفتها بـ “الرائعة” مضيفةً: “غمرتني السعادة عندما طُلب مني تشكيل فريق إعلامي من الأطفال في المدرسة وتدريبه في مجال (الإعلامي الصغير)، ومن خلال دراستي للإعلام عملت على تدريب طفلين أستطيع من خلالهم الوصول لشريحة كبيرة، وتشجيعهم عبر المشاركة بجميع الفعاليات والأنشطة”.

ولأنها ككل المعلمين الذين يتسمون بالعطاء، عملت المعلمة بكل جهدها رغم الإمكانيات التقنية المحدودة للتدريب في مجال الإعلام، وتقول لينا: “ٱمل أن أترك أثراً لدى الأطفال بدعمهم معنوياً وصقل شخصيتهم بصفات الإعلامي من مصداقية وظهور وتحدث بطلاقة، وتعليمهم كيفية طرح الأسئلة المناسبة في الموضوع أو الحدث المراد تغطيته”.

وتضيف: “غطينا مع فريقي العديد من الفعاليات والأنشطة ضمن المنطقة وأجرينا لقاءات مع أشخاص سواء على صعيد العمل التربوي أو أشخاص من قطاعات أخرى”.

وترى المعلمة “لينا” وهي مشرفة الأنشطة في مدرسة الشهيد “عوض البكر” بمدينة “عدرا” أن هذا العمل خلق علاقةً مبنية على الثقة بينها وبين طلابها، فالطفل ليس بحاجة فقط لمعلم بل يحتاج لمن يهتم بميوله وهو بهذا العمر، مضيفةً: “النتيجة رائعة ولا أستطيع أن أصف فرحتهم عند طلبهم لمهمة وكأنهم كبار”.

 

 

ودربت “لينا” بصفتها مشرفة أنشطة الأطفال على فقرات فنية وثقافية مستمدة من تراث سورية، بهدف تعريف الأطفال بتراث بلادهم، من خلال المشاركة بها في المهرجانات الخاصة بوزارة التربية.

“دراستي للإعلام لم تذهب أدراج الرياح”، بهذه الكلمات تختم المعلمة لينا حديثها لـ “شام تايمز” وتقول: “حاولت أن أستثمر مواهب الأطفال بالأنشطة الفنية والثقافية من خلال دراستي للإعلام وأن أوظفها بالتربية الإعلامية، وعلاقتي مع الأطفال علاقة أصفها بالغراس التي تحتاج الماء لتنمو، وأنا أعطيهم بكل ما أملك من عطاء علّ وعسى ننشئ أجيالاً مثقفةً إعلامياً لما لها من دور كبير في بناء الوطن”.

“لينا ابراهيم” ليست المعلمة الوحيدة في سورية التي تقدم لطلابها العلم والمعرفة وتعلمهم حب الوطن وواجباتهم تجاهه وكيفية الدفاع عنه بسلاح العلم، بل هي كغيرها من آلاف المعلمين الذين يمنحون الحب ويعلمون الطفل أفكاراً مبدعة، وهم الذين عانوا من ويلات الحرب على سورية وما زالوا يعانون، ناهيك عن معلمين قدموا أرواحهم فداءً للوطن أثناء وجودهم في مدارسهم.

شاهد أيضاً

“روضة الرفاعي”: الهدف من الفعالية هو إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال الأيتام

شام تايمز – جود دقماق انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية وتحقيقاً لهدفه الإنساني، أقام النادي الدبلوماسي …