في يومه العالمي.. يحيا الراديو وسيلة للتواصل الإنساني

شام تايمز – حسن عيسى

تعتبر الإذاعة في سورية إحدى وسائل الإعلام التي لم تتوقّف عن تحديث نفسها ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي المتسارع حولها، ورغم أنها باتت تقليديةً بالمقارنة مع وسائل الإعلام الجديد، إلا أن القائمين عليها سعوا جاهدين لدمجها مع شكل ذلك الإعلام المتمثل بمواقع التواصل الاجتماعي، وما لحقها من تقنيات بثٍّ جديدة أبقت الإذاعة منافساً شرساً على الساحة الإعلامية في سورية، وغيرها من الدول.

وتحتفل الإذاعات في سورية والعالم يوم الثالث عشر من شباط في كل عام بعيدها الذي حددته منظمة “اليونيسكو” عام 2012، تقديراً للدور الكبير الذي تقدمه الإذاعة للإنسانية كونها وسيلة فعالة للاحتفال بالتنوع الإنساني، حيث يرجع السبب الأساسي وراء اختيار هذا اليوم إلى اليوم الذي انطلق فيه بث أول إذاعة لـ “اليونيسكو” عام 1946.

الإعلامي ومدير إذاعة دمشق سابقاً “محمود الجمعات” أكد في حديثه لـ “شام تايمز” أهمية اليوم العالمي للإذاعة كونه يتزامن مع الذكرى السنوية ليوم الإذاعة السورية الذي يصادف في الرابع من شهر شباط، مضيفاً أن هذه الأيام تعد مميزة بالنسبة إليه كون الإذاعة هي المعشوق الأول به والوسيلة التي بدأ منها مشواره المهني، مبيناً أن التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم ساهم في تطور الإذاعة ودمجها مع وسائل التواصل الجديدة.

بدورها، الإعلامية في إذاعة دمشق “هدباء العلي” أشارت في حديثها لـ “شام تايمز” إلى أن تخصيص يوم عالمي للراديو شكّل للعاملين في هذا المجال دافعاً قوياً، كون ذلك يشير لأهمية الإذاعة ودورها في ظل ما يعيشه العالم من متغيرات، مؤكدةً أن الإذاعة هي الوسيلة الأسرع لتحقيق التواصل الإنساني بين الشعوب والثقافات، لافتةً إلى المسؤولية الكبيرة التي أصبح يتحملها العاملون في الإذاعة بعد تخصيص يوم عالمي للاحتفاء بها.

من جهته، الإعلامي والمذيع السابق لدى إذاعة دمشق “عمر عيبور” اعتبر في حديثه لـ “شام تايمز” أن العمل الإذاعي فن يحتاج لشغف وليس لموظفين، وأن الإذاعة عالم خاص وهي المدرسة الحقيقية لكل الفنون المسموعة وحتى المرئية، لافتاً إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أو الإعلام الجديد أثّرت على العمل الإذاعي لكن بنسب متفاوتة، وأنها بنفس الوقت هي عامل رئيسي لتطور الإذاعة.

بدورها، الإعلامية “رند قاضون” صاحبة إذاعة “رند fm” التي تبث عبر الانترنت لفتت في حديثها لـ “شام تايمز” إلى أن يوم الإذاعة العالمي أصبح يعني لها الكثير كونه يتم ذكرها فيه باعتبارها مذيعة، لافتةً إلى أنها منذ الصغر كان الراديو من أول اهتماماتها وأنها أسست إذاعتها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على ذلك الأساس.

واعتبرت “قاضون” أن الإذاعة ما تزال تمتلك التأثير نفسه الذي نشأت عليه في بداياتها، ولكن بشكل أقل بسبب تطور وسائل التواصل الاجتماعي وتوسعها، الأمر الذي قلل من المستمعين والمتابعين للإذاعات بشكل عام، مؤكدةً أن تأثير الراديو لن يختفي نظراً لوجود نسبة ليست بقليلة من الناس المحبة له، والذين سيبقون موجودين دائماً لتذكير الناس به، مختتمةً: “شعورك أنت وعم تسمع الخبر أو الأغنية من راديو ما في شي بيشبهه”.

وتعد سورية إحدى أوائل الدول العربية التي ظهرت فيها الإذاعة عبر موجات الـ fm، والتي بدأت بإذاعة “دمشق” عام 1946 كثاني إذاعةٍ ينطلق بثّها من دولةٍ عربية بعد إذاعة “صوت العرب” المصرية، تلتها عدة إذاعاتٍ أخرى كان أهمها “صوت الشعب” و”حلب” اللتان كانتا استكمالاً طبيعياً للمشروع الإعلامي الحكومي في سورية، وتلبيةً للحاجات البشرية والتطور الذي لحقها.

شاهد أيضاً

“روضة الرفاعي”: الهدف من الفعالية هو إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال الأيتام

شام تايمز – جود دقماق انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية وتحقيقاً لهدفه الإنساني، أقام النادي الدبلوماسي …