الذكاء العاطفي

يقول “فريدريك نيتشه”: “من لا يستطيع طاعة نفسه، سيخضع لأوامر غيره”. هذه هي طبيعة المخلوقات الحيّة إن لم نقم بالتحكّم بعقلنا وضبط مشاعرنا سيقوم العالم بذلك نيابةً عنّا.

يتمتّع بعض الأشخاص بذكاء عاطفي بطبعهم مقارنة بغيرهم، ومع ذلك بإمكاننا جميعاً اكتساب هذه السمة الشخصية أو تحسينها، كما أنّ الاهتمام بأفكارنا ومشاعرنا والحرص على الإصغاء للآخرين والبحث عن الأشياء التي نشعر بالامتنان لها في حياتنا يمكن أن تساعدنا في تطوير هذه السمة.

وأثبتت الدراسات أنّ الأشخاص الّذين يملكون سمات شخصية محدّدة عادةً ما ينعمون بحياة اجتماعية أفضل ويعيشون بسعادة.
ويستخدم الأشخاص الّذين يتمتّعون بذكاء عاطفي الإدراك الذاتي لتحديد مشاعر الآخرين، وتُسهّل القدرة على فهم ما يشعر به الآخرون ومهمة تقديم المساعدة والدعم لهم، ويبادر هؤلاء بطرح أسئلة تتيح للآخرين الفرصة للتعبير عن مشاعرهم ورغباتهم بطلاقة.
ويساعدهم هذا الأسلوب لاحقاً على التوصل إلى الطريقة المناسبة لإدخال البهجة إلى قلب ذلك الشخص أو التهدئة من روعه، ويمكن لهذه الفئة من الأشخاص إنشاء علاقات مفيدة وهادفة.

ويدرك الأشخاص الأذكياء عاطفياً أنّ الأفكار هي مجرد أفكار وليست حقائق، مما يساعدهم على تجنب الحديث عن بعض المواضيع أكثر من اللازم.

وفضلاً عن ذلك، يملك هؤلاء القدرة على فهم حقيقة أن الأفكار التي تجول في أذهاننا هي السبب وراء الحالة النفسية التي نعيشها، لذلك يعملون على التخلص من الأفكار غير المفيدة.

ولا يميل هؤلاء الأشخاص إلى حمل ضغائن أو الحديث عن الماضي فهم يدركون أنه لا يمكن تغييره، وأن التركيز على التجارب السلبية التي حدثت سابقاً من شأنه أن يمنعهم من التمتع باللحظة الراهنة.

ويستطيع الأذكياء عاطفياً التركيز على الجانب الإيجابي في حياتهم وتحقيق توازن صحي، حيث إن التفكير في الجانب المشرق من حياتنا وما نشعر بالامتنان من أجله يساعدان على الخروج من أنماط التفكير السلبي والحالات المزاجية العاطفية السيئة.

هاني أسامة ساطع

شاهد أيضاً

خبير اقتصادي: يجب تثبيت أسعار شراء القمح بالدولار

شام تايمز- متابعة  أكد الخبير اقتصادي “جورج خزام” أن رفع سعر شراء القمح إلى 5,500 …