أحلامٌ محتجزة في حقائب.. وتخلٍّ عن مستقبلٍ مرسوم

شام تايمز – زينب ضوّا

طالت رصاصات الحرب على سورية أحلام شباب كثر، وأجبرتهم بقوة للتخلي عن حياةٍ أو مستقبلٍ كانوا يخططون له أو يرسمونه في مخيلتهم، بدءاً مما يُسمى “تأسيس الحياة” وصولاً إلى التفكير بالزواج وغيرها، حيث تركت الحرب التي حدثت أو بتعبير أصح التي ما زالت قائمة تداعيات كبيرة على واقع البلاد يبدو أكثرها سلبية تغلغل الفساد في “بعض” المؤسسات الحكومية العامة والخاصة، وسط “رداءة” الرواتب وقلة فرص العمل وغياب الرقابة الفعلية عن الواقع المعيشي بالتزامن مع بعض القرارات الحكومية “غير المدروسة” كقرار استبعاد الدعم عن مواطنين مؤخراً منهم ذوي شهداء ومصابي حرب.

التحق “علي”، 38 عاماً” بصفوف الجيش العربي السوري لمدة 9 سنوات كخدمة عسكرية، وقال الشاب لـ “شام تايمز”: “ما كنت استرجي فكّر اتزوج واقعد كم شهر مع مرتي وآخر شي موت لأنو ما كنا منعرف إيمت بيصرلنا شي”.

وأضاف “علي”: “حتى اللحظة لم أفكر بالزواج والسبب هو صعوبة الواقع المعيشي الخانق”، والذي أثّر على جميع الشباب ولم يقتصر على العازب، وفي حال فكرت بالزواج سأختار فتاة ترضى بوضعي، أحلامنا صارت مرهونة بجواز سفر وحقيبة، واللي فيه يسافر ما يقصّر”، بحسب تعبيره.

زيادة “مقلقة”

وأشار تقرير لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في عام 2021 أنّ 12.4 مليون شخص سورياً يكافحون للعثور على ما يكفيهم من الطعام، في زيادة كبيرة وصفتها بأنها “مقلقة”.

وقال البرنامج: “إن الرقم يعني أن أكثر من 60% من السكان السوريين يعانون انعدام الأمن الغذائي بناءً على نتائج تقييم وطني في أواخر عام 2020.

بيعُ الممتلكات للعيش

تردي الواقع المعيشي وارتفاع أسعار المنتجات والخدمات دفع ” أم مصطفى” لبيع ما تبقى من مصاغها الذهبي لتستطيع أن تشتري حاجيات أبنائها، ومساعدة زوجها الذي يعمل إضافةً إلى الوظيفة بدوامٍ مسائي، وقالت السيدة الأربعينية: “كنا نعيش كل يوم بيومه وما نصدق إيمت يخلص النهار لنقدر ننام، اليوم منتمنى ننام وما عاد نفيق”.

ازدحام كبير أمام الهجرة والجوازات

وتشهد دوائر الهجرة والجوازات في المحافظات السورية ازدحاماً كبيراً إما للحصول على جواز سفر أو لاستلامه، في الوقت الذي وضعت فيه وزارة الداخلية رابطاً إلكترونياً يتم من خلاله أخذ دور وموعد في يوم محدد.

“حسين” خرّيجٌ جامعي تحدث لـ “شام تايمز” أن تعليمه الجامعي كلّفه الكثير وخصيصاً في السنة الرابعة التي تعد سنة تخرج، مشيراً إلى أن مشروع تخرجه من جامعة دمشق كلّفة 800 ألف مشغولاً بأبسط الإمكانيّات، مؤكداً أنه يحاول منذ شهر الحصول على موعد لكن حتى اللحظة لم ينجح إثر الضغط الكبير على الرابط.

لو كنا نمتلك ممحاة!

والمدقق في الأزمة السورية بكل أحداثها يستنتج أن المعيشة خلال سنوات الحرب الفعلية كانت أفضل بألف مرة مما هي عليه الآن، ولم تكن الحياة مكلفة للدرجة التي يتنفّس فيها كل “أب أو أم” الصعداء لتأمين مصروف أولادهم.. فمن قال أن رصاصة الحرب تفتك بالجسد فقط بل بالأحلام أيضاً!.

شاهد أيضاً

“روضة الرفاعي”: الهدف من الفعالية هو إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال الأيتام

شام تايمز – جود دقماق انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية وتحقيقاً لهدفه الإنساني، أقام النادي الدبلوماسي …