مجدداً.. عدالة التوزيع الكهربائي تفتقد للكهربا

شام تايمز – حسن عيسى

أحد عشر عاماً من الحرب لم يستطع خلالها أيُّ تشكيلٍ حكومي أن يجد حلاً لسوء الواقع الكهربائي في البلاد، أو ابتكار حلولٍ بديلةٍ من شأنها أن تحول دون الدخول في ظلامٍ دامس، لاسيماً في أوج فصل الشتاء الذي لطالما فاجأت شدته وموعد وصوله المعنيين في وزارتي النفط والكهرباء.

ورغم الإجراءات الوزارية الأخيرة المتعلقة بتحسين التوزيع الكهربائي المنزلي خلال العطلة التي تم إقرارها مؤخراً، خرج مدير مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء “فواز الظاهر” ليعلن عبر حديثٍ إذاعي توحيد التقنين في جميع المحافظات، بمعدل ساعة وصلٍ واحدة فقط مقابل خمس ساعات قطع، أي بتحسّنٍ طفيف لم يلحظه أغلب السوريون وفقاً لتعليقاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

“الظاهر” لم يكلف نفسه عناء الخروج عبر الإعلام الحكومي بخطابٍ رسمي ليضع المواطن بصورة تلك الإجراءات، بل انتظر حتى خاطبه الإعلام الخاص مستفسراً عن ماهية ما تطبخه وزارة الكهرباء عقب التوجيهات الحكومية الأخيرة، التي اعتبرها “الظاهر” كفيلةً بالمحافظة على برنامج التقنين الموحّد رغم انخفاض درجات الحرارة وزيادة الاستهلاك، في حين بدا الواقع بعيداً عن ذلك التحسن الذي روّج له المسؤول الحكومي.

وبالتزامن مع الإجراءات الحكومية التي لم يمض عليها اليوم الثاني، خرجت عدة محطاتٍ كهربائية رئيسة عن الخدمة (محطة دير علي، ومحطة حماة) دون أي سابق إنذارٍ، لتُخرج معها أعطالاً جديدةً ألحقت أضراراً إضافية بالتقنين “المجحف” حتى بقي دون أي تحسّنٍ يذكر، في وقتٍ تتواصل فيه درجات الحرارة بالانخفاض مع اقتراب موجة البرد التي تحدّثت عنها الحكومة.

وتعد التغذية الكهربائية في سورية إحدى أكثر النقاط الخدمية هشاشةً، حيث من الممكن أن يتستبب عطلٌ في محطةٍ كهربائيةٍ واحة بانقطاع التيار الكهربائي عن عددٍ كبيرٍ من المناطق في مختلف المحافظات، ناهيك عن خطوطٍ أشبه بـ (المعكرونة) يتم خلالها توزيع التيار في عدة مناطق، والتي تُقطع مع كل نسمة ريحٍ فتنقطع معها خيوط الضوء في أكثر بلدان العالم تشرّداً كهربائي.

شاهد أيضاً

الأونروا: مساعي حل الوكالة تقوض قيام دولة فلسطين

شام تايمز – متابعة أكد “فيليب لازاريني” المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، …