شام تايمز الإخباري رؤية لسورية أجمل
مقالات مشابهة
لكلّ إنسان صفات تميّزه عمن هم حوله، وسلوكيات يفرض من خلالها شخصيته بطريقة فريدة تشبه البصمة، إلّا أنّ الكثير من الأشخاص قد يتجاوزن في سلوكياتهم اليومية حدود السلوكيات البشريّة الطبيعيّة من دون أنّ يشعرون ولكنها تكون ملاحظة تماماً من أفراد المجتمع المحيطة بهم.
هذه الحالات تعدّ من الشذوذ في السلوكيات وتوصف في علم النفس بالاضطرابات السلوكية والتي تحتاج للعناية في معالجتها.
ويُظهر الأشخاص الّذين يعانون من اضطراب معين في الشخصية انفعالاً مفرطاً وحديثنا في هذا المقال عن اضطراب الهستيريا الّذي بات ملاحظ في مجتمعنا بكثرة.
فمرضى الهستيريا يبحثون دائماً عن الإهتمام، كما أنَهم يشعرون بعدم التقدير إذا لم يكونوا مركز لإهتمام الآخرين، وتتضمن سلوكيات المصاب باضطراب الشخصية الهستيرية السعي الدائم لجذب الانتباه والتمثيل، كما يتميز أصحاب الشخصية الهستيرية أنهم مفعمين بالحيوية ولديهم انفتاح واضح على الآخرين، والتعرض لنوبات غضب متكررة.
للأسف نجد في مجتمعنا العديد من المدراء في مختلف القطاعات الحكومية الأساسية تظهر عليهم اضطرابات هستيرية ونرجسية مما تؤثر بشكل سلبي على عملية اتخاذ القرارات وبالتالي الفشل الهرمي للمؤسسة.
وأعراض الهستيريا عديدة أهمها الحساسية للنقد أو الرفض والتقلب السريع للمزاج بالإضافة الى صعوبة الحفاظ على العلاقات والأنانية وتفضيل الذات على الآخرين.
وحتى الآن لم يتم معرفة أسباب واضحة للإصابة باضطراب الشخصية الهستيرية، لكن العديد من خبراء الصحة العقلية يعتقدون أنّ العامل الوراثي يلعب دوراً هاماً في الإصابة به، وتشمل العوامل البيئية الأخرى عدم وجود نقد أو عقاب كطفل، بالإضافة إلى التعزيز الإيجابي الّذي يتم تقديمه فقط عندما يعتمد الطفل بعض السلوكيات، وتتطور اضطرابات الشخصية عادةً فيما يتعلق بالأنماط الفردية والأساليب النفسية والطرق التي يتعلّمها الناس للتعامل مع التوتر على المدى الطويل.
العلاج الموصى به في حالة الإصابة بإضطراب الشخصية الهستيرية هو العلاج النفسي لأنّ الأشخاص المصابين يبالغون في رد فعلهم وقدرتهم على العمل، وأحيانا يكونوا عاطفيين لأبعد الحدود ولذلك لا بد من إدراك الطريقة المناسبة للتعامل معهم.
هاني أسامة ساطع
