ضد المنطق.. ارتفاع سعر العلف يطيح بسعر الخروف في الحسكة

شام تايمز – الحسكة – أحلام الحسين

لم يكن مربو الأغنام بمنأى عن الظروف الاقتصادية والمعيشية التي تشهدها محافظة الحسكة، حيث واجه المربون عموماً ارتفاع الأسعار غير المسبوق ابتداءً من ارتفاع أسعار الأعلاف مروراً بسعر مبيع أغنامهم ووصولاً إلى سعر الكيلو الواحد من لحومها في السوق، إضافةً إلى تذبذب الأسعار بين يوم وآخر، وربما بين ساعة وأخرى في كثير من الأحيان.

وعزز هذا الأمر الظروف المناخية والاقتصادية من جهة، وندرة المواسم من جهة أخرى، إضافة إلى إغلاق المعابر وتحكم ميليشيا “قسد” المرتبطة بالاحتلال الأمريكي في قوت المواطنين في الريف، وكذلك بتوزيع العلف وأسعاره واللقاحات التحصينية البيطرية في المناطق الريفية التي تسيطر على القسم الأكبر منها.

وما زاد الطين بلة، ارتفاع أسعار الأعلاف بعد انحباس الأمطار لعدة أشهر وسبقها مواسم شبه معدومة، وكنتيجة طبيعية لغلاء المعيشة وفقر الحال لجأ مربي المواشي إلى خفض وتقليص أعداد مواشيهم، ليتمكنوا من تأمين الأعلاف للأعداد المتبقية منها عن طريق بيعها بأسواق المواشي المركزية أو الأسواق المحلية في القرى، حتى إن سعر الرأس الواحد وصل إلى 5000 ليرة، وبدأ المربون بالبيع بسعر الجملة في وقت لا تزال ترتفع فيه أسعار اللحوم الحمراء لدى “القصابين”.

وتشير الاحصائيات إلى تدني كبير جداً في أعداد الأغنام نتيجة الظروف التي تعرضت لها محافظة الحسكة تحديداً، والتي شهدت تهريب نسب كبيرة من القطعان عبر المعابر الحدودية في المناطق الخارجة عن السيطرة، خاصة بعد إغلاق المعابر التي أجبرت المربين على بيعها لعدم قدرتهم على تأمين العلف الحيواني إضافة إلى خسارة حوالي 50% من الثروة الحيوانية من الأغنام والأبقار في محافظة الحسكة بسبب تهريبها أو نفوقها، رغم سعي الحكومة لدعم هذا القطاع والنهوض به.

وأكد المهندس “محمد العطية” مسؤول التخطيط والتعاون الدولي في مديرية الزراعة لـ “شام تايمز” أن آخر إحصائيات معلنة لأعداد الثروة الحيوانية في محافظة الحسكة، للجولة الإحصائية الرابعة لتوزيع المقنن العلفي وفقط ضمن المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري، التي تشملها خطة توزيع الأعلاف للحيوانات، مشيراً أن آخر إحصائيات للأغنام بلغت 1485173 رأس، والأبقار 71205 رأس، والماعز 168143 رأس، والجواميس 5195 رأساً.

وقال مربي الأغنام “حمود الأحمد”: “خلال موسم الحصاد، الذي كان تعيساً للغاية احتفظت بحاجة أغنامي من الشعير الذي اتخذه كبديل للعلف الحيواني خلال فصل الشتاء، فيما أطعمها من الأراضي التي لم تحصد بطريقة الضمان”.

وأكد المربي “عبد المصلح” أنه يعاني جداً في تأمين العلف خاصة وأن الموسم الماضي كان سيئاً جداً، وهو الآن يضطر إلى التنقل بين القرى بحثاً عن أكياس شعير من المربين الآخرين ليطعم مواشيه.

ولفت المربي “عايد السالم” إلى أنه لجأ لبيع رؤوس الأغنام في “سوق الحدادية” وسوق الأربعاء المتنقل خوفاً من نفوقها بسبب شح المياه والعلف وعدم قدرته على شراء العلف باستمرار، خاصة وأن موسم هذا العام لا يبشر بالخير، بالإضافة إلى التكلفة المرتفعة لكمية العلف اليومية لمئة رأس من الأغنام، والتي باتت تصل إلى مبالغ تُراوح بين 150 و250 ألف ليرة سورية وفي كثير من الأحيان تتجاوز هذا الرقم بكثير، إضافة إلى المصاريف الأخرى كاللقاحات البيطرية ضد الأمراض السارية والمعدية.

يشار إلى أنه وصل سعر رأس الغنم وصل إلى 5000 ليرة سورية، بعد أن كان يصل سعره إلى مليون ليرة سورية كحد أدنى قبل عام ونيف نتيجة عمليات التهريب وتحسن المواسم في تلك السنين، في حين أن انخفاض أسعار رؤوس الأغنام اليوم لم يؤثر على سعرها كلحوم حمراء في “محلات القصابة” المخصصة لبيعها للمستهلك النهائي، حيث وصل سعر كيلو لحم الغنم إلى 20 ألف ليرة سورية، ولا يزال بارتفاع مشهود بالتزامن مع موسم أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية إذ يقبل الناس عادة على شراء اللحوم بكميات أكثر من المعتاد.

شاهد أيضاً

“غولدن مايلستون” و”اتحاد المدربين العرب” يخرّجان طلاب  دبلوم التأهيل والتدريب في الترجمة المهنية

شام تايمز – جود دقماق  أقام معهد “غولدن مايلستون” و”اتحاد المدربين العرب”، أمس السبت، حفل …