“مناهضة العنف ضد المرأة” ليس موضة بل ضرورة

 

شام تايمز – بتول سعيد

“الناجيات، المطلقات، المتزوجات، العازبات، المعنفات، المستقلات، الأرامل،..” في كل عام يتم العمل على حملات خاصة جميعها تنادي بـ “مناهضة العنف ضد المرأة”، خلال حملة الـ 16 يوم لمناهضة “العنف القائم على النوع الاجتماعي”، ولا يمكننا أن نشعر أننا نعيش بعالم يسود فيه العدل والمواساة، أو يجعلنا نؤمن أن النساء والفتيات يعشن بأمن وأمان متمتعين بكامل حقوقهم، ويتم الحديث عن هذه الحقوق كما يتم حول واجباتهم باستمرار.

ومع ازدياد سوء وضع النساء السوريات في ظل الحرب التي حصلت في سورية، وتعرضهن المضاعف للعنف، وزيادة تهميشهن، في حين أصبحت العلاقة الجنسية بالنسبة لبعض الزوجات أمر مفروض ومماثل لواجب طهي “الطبخة اليومية” وكأنها مجردة من الأحاسيس والعواطف التي تخولها أن تمارس العلاقة الجنسية وهي مفعمة بالمشاعر والطاقة، وبحال كانت “منطفئة” حسب الوصف المتعارف عليه، تصبح علامة سوداء بالنسبة للزوج ويتركها رهينة “الاغتصاب الزوجي”، حيث وصلت نسبة النساء المتزوجات الذين يتخذن بحرية قراراتهن بشأن العلاقات الجنسية واستخدام وسائل منع الحمل والرعاية الصحية إلى 52 % فقط.

وعندما تندفع أنثى عربية بحديثها عن حقوقها في مكان العمل أو بين أصدقائها، يصفها البعض بـ “الدراما” أو “الفيمنست المعقدة”، وإلخ من المسميات المتداولة، لعلهم يعلمون أننا بحاجة في مجتماعتنا العربية إلى عدد كبير من هؤلاء المتحدثات باسم المرأة، بالتزامن مع ازدياد حالات الاتجار بأعضاء جسدها والتي وصلت إلى 71%، حسب الإحصائيات التي نقلتها وزارة الصحة السورية.

كما ﺗﺘﻌﺮض واﺣﺪة ﻣﻦ ﺛﻼثة ﻧﺴﺎء وﻓﺘﻴﺎت ﻟﻠﻌﻨﻒ اﻟﺠﺴﺪي أو اﻟﺠﻨﺴﻲ خلال ﺣﻴﺎﺗﻬﻦ، وتكشف البيانات المستجدة منذ بدء جائحة كوفيد – 19 زيادة في الاتصالات بأرقام المساعدة فيما يتصل بالعنف المنزلي في بلدان عديدة.

لم تكن الحرب سهلة على النساء السوريات الذين ذاقوا ويلات الحرب نفسياً وجسدياً، من تهجير، وفقدان للمعيل، والحرمان من الخدمات الأساسية التي من بينها الرعاية الصحية والتعليم والقدرة على المشاركة المجتمعية، خاصة للنساء اللواتي اضطررن إلى السكن في المخيمات، بعيداً عن الأهل والحماية، وهو ما عرضهن للقلق والخوف ومحاولات التحرش بهن.

وتشير إحصائيات أممية إلى أن أكثر من ربع النساء في سورية بتن عام 2014 هن المعيلات لأسرهن، بعد أن كانت النسبة لا تتجاوز ما بين 5% إلى 10% سابقاً، ومع استمرار الحرب، زادت هذه النسبة دون وجود إحصائيات حقيقية تصور واقع المرأة الجديد الذي فرض عليها البحث عن عمل، والقيام بأعمال لم تعتدها، أو لم تمارسها من قبل.

يشكّل العنف ضد النساء والفتيات انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان، وتُقدّر منظمة الصحة العالمية أن 37% من النساء اللائي كانت لهن شريك في أي وقت في الماضي ضمن منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط قد تعرّضن للعنف الجسدي أو الجنسي من الشريك في مرحلةٍ ما من حياتهن، وتسود أشكال أخرى من العنف في المنطقة، بما في ذلك جرائم القتل المتعلقة بـ “الشرف” والزواج المبكر والقسري والمؤقت، والتحرش الجنسي في الأماكن العامة، والممارسات الضارة مثل تشويه الأعضاء التناسلية للإناث.

شاهد أيضاً

“المقداد” يبحث هاتفياً مع وزير خارجية أبخازيا التطورات في المنطقة والعلاقات بين البلدين الصديقين

شام تايمز – متابعة تلقى وزير الخارجية والمغتربين الدكتور “فيصل المقداد”، اليوم الخميس، اتصالاً هاتفياً …