شام تايمز- حلب – أنطوان بصمه جي
قطع مكعبة ذات لون ذهبي مرتبة على رفوف تجذب الانتباه وتنثر عبقها أرجاء المكان استطاعت أن ترتبط بتاريخ المدينة، حيث لا يمكنك أن تزور محافظة حلب العاصمة التجارية لسورية دون أن تجلب منها ذكرى عبارة عن “صابونة غار” تحتفظ بها لنفسك أو هدية قيّمة تقدمها لأصدقائك في مناسبة خاصة، حيث اعتاد زوار حلب اقتناء ألواح الصابون الغار الحلبي باعتباره الأنسب كهدية كون المنتج مرتبطاً باسم المدينة.
حيث افتخرت المدينة عبر السنين بصناعتها لصابون الغار أو ما يعرف بالصابون الحلبي، إذ كانت حلب قديماً ممراً لطريق الحرير الذي كانت تسلكه قوافل التجارة القادمة من الهند والصين، بينما اليوم أضحت “قطعة” من صابون الغار الحلبي تقدم كهدية ثمينة لمحافظات أخرى، بل كسرت حدود السوق المحلية لتخترق حدود سورية وتصل إلى دول أجنبية وأوروبية.
ورغم السنوات العصيبة التي تعرضت لها حلب جراء الأزمة التي عصفت بها، لم تتوقف مهنة صناعة صابون الغار وتم العمل على وضع خطط لتطويرها، هذا ما قاله مدير قسم المبيعات في شركة “دقة قديمة”، “زيد دهان”، مضيفاً أن “المصابن” مكان صناعة الصابون تابعت عملها خلال سنوات الحرب دون توقف وارتفعت كميات الإنتاج التي تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني مع استمرار عمليات التصدير في فترة الحرب.
وعن تاريخ بداية العمل، أضاف “دهان” لـ “شام تايمز” أن الشركة بدأت بالإنتاج منذ 1929 وبمساعدة والده سعت لتطوير العمل والوصول إلى عمليات التصدير إلى عدة دول عالمية، في مقدمتها ألمانيا والصين والإمارات وتركيا، وبدأ وضع الأليات التي تساهم في تطوير المنتج إلى استخدام الصابون في مستحضرات التجميل في أنواع الشامبو والزيوت وأقنعة الوجه “الماسكات”، وأنواع عديدة من الصابون العلاجي الخاص بالبشرة مع وجود إضافات طبيعية بعيداً عن المواد الكيميائية.
وانطلاقاً من الشعار الذي ترفعه “دقة قديمة” المتمثل بـ “عراقة الآباء والأجداد يطورها الأبناء” أكد “دهان” أن عمليات تطوير المنتجات في تطور مستمر وصولاً إلى إنتاج صابون مع إضافة مادة “غليسيرين” المستخدمة لعلاج البشرة والمتخصصة بشد البشرة وإعطائها بياضاً ناصعاً وإزالة حب الشباب والهالات السوداء تحت العين، علاوة على العمل المستمر لتطوير المظهر الخارجي للعلب الذي يشد انتباه الزوار، وإيماناً بالمحافظة على عراقة الأجداد بما يخص مهنة صناعة الصابون الغار التقليدي الضاربة جذورها تاريخياً لما يقارب 4 آلاف عام.
تصوير: عبد المنعم الحمدو