هل بدأ فعلاً “الحج” العربي نحو سورية؟

شام تايمز – حسن عيسى

تعيش العلاقات السورية – العربية، مؤخراً، تطوراً متزايداً لم تشهده منذ عشر سنوات، حيث نمت في الفترة الأخيرة بذور تلك العلاقات التي زُرعت مع بداية انتهاء الأعمال العسكرية داخل الأراضي السورية، والتي تناوب على زراعتها وفودٌ دبلوماسية عربية زارت سورية عدة مراتٍ بشكلٍ غير معلن، وفقاً لبعض المصادر الدبلوماسية السورية والعربية.

الزيارات العربية التي تم التكتم عليها طيلة عدة سنوات، أثمرت أخيراً عن إعادة تعبيد الطريق الدبلوماسي الواصل بين دمشق وعددٍ من العواصم العربية أبرزها عمّان، التي كانت السبّاقة لمبادراتٍ أعادت بها جزءاً من العلاقات التي اندثرت إبان الحرب المفروضة على سورية، في حين كانت كل من مسقط وأبو ظبي أولى عواصم الخليج التي ثبتت قدماً لها في بلاد الياسمين، بعد سنوات القطيعة والمجافاة.

وعلى وقع الزحف العربي نحو سورية تباينت المواقف العربية في الفترة الأخيرة حيال ذلك، بدءاً من معرض “إكسبو دبي” الذي شهد تلامساً سورياً إماراتياً وسورياً عربياً في عدة نواحي، مروراً بالتصريحات المصرية الداعمة للدولة السورية في سيادتها، وصولاً إلى الإجراءات التي تتخذها الأردن في سبيل تعزيز تعاونها مع سورية، انتهاءً بالتوافق الثلاثي العربي الهادف لإخراج لبنان من أزمة الكهرباء التي يمر بها.

الكاتب والباحث السياسي د. “أسامة دنورة” أكد في حديثه لـ “شام تايمز” أنه على الرغم من الاتجاه العام الذي تسير به الدول العربية لإعادة علاقاتها مع سورية، إلا أنه لا يمكن إجمال جميع تلك الدول بمجموعة واحدة، مشيراً إلى وجود العديد من التباينات في مواقف الدول العربية، لافتاً إلى أن هناك دول ليس لديها شروط لتعيد علاقتها مثل تونس والجزائر، ودول أخرى تنتظر الاستقرار الداخلي مثل السودان ومصر.

وأشار “دنورة” إلى أن عودة العلاقات العربية مع سورية بشكلٍ طبيعي بات أمراً شبه محتوم، مؤكداً أن ذلك سيقوّي موقفها في مواجهة العدوان التركي، وأنه قد يكون نتيجةً أو سبباً مؤثراً في الموقف الأمريكي، مشدداً على أن العودة السورية للمنظومة العربية هي مصلحةٌ للجميع في جميع النواحي، لأن فقدانها أدّى لغياب عنصرٍ فاعلٍ كانت العلاقة معه من الممكن أن تكون مفيدةً فيما يتعلق بعدة أزمات، سواءً الخلاف السعودي الإماراتي أو حرب اليمن أو أزمة سد “النهضة”، بحسب تعبيره.

واعتبر الباحث السياسي أنه لو سادت العقلانية في الحسابات العربية لكانت العودة السورية سريعةً وغير مشروطة، مبيناً أن اتجاهات التقدم في هذا المجال غير منتظمٍ وغير مرضي لحد الآن، مشيراً إلى وجود اتجاهين في المشهد الحالي، أحدهما ماضٍ في الانفتاح وهو ينسق مع الولايات المتحدة ويتجلى في قضية نقل الغاز المصري إلى لبنان، والآخر متردد ولديه اعتباراتٌ أخرى كالعديد من دول الخليج العربي.

شاهد أيضاً

ريف دمشق..القبض على مجموعة تروج عملات أجنبية مزورة

شام تايمز- متابعة ألقى قسم الأمن الجنائي في بلدة السيدة زينب بريف دمشق القبض على …