تخلّى عنها في وسط الطريق.. “أمل” ناجية من “سرطان الثدي”

شام تايمز – كلير عكاوي
لم تكن “أمل” من النساء اللواتي يرغبهن “سرطان الثدي”، فحالما أصابها وشاركها بأدق تفاصيل حياتها سارع إلى تركها في وسط الطريق، فأصبحت امرأة ناجية من بعده تنتظرها حياة جديدة مفعمة بالصحة الكاملة وراحة البال.
“أمل” إحدى السيدات الناجيات من “سرطان الثدي” التي لم تدعه يسيطر عليها، بل كانت مثالاً للقوة والإرادة، حيث تم تشخيص حالتها عام ٢٠١٧ عندما كان عمرها ٤١ سنة من خلال إحدى حملات الكشف المبكر عن سرطان الثدي في الشهر الوردي، بمساعدة فريق “رياض الخير” التطوعي.
وتحدّثت “أمل” لـ “شام تايمز” عن رحلة علاجها التي استمرت إلى عام ٢٠٢٠، وتلقّي خبر الشفاء الكامل من سرطان الثدي، وقالت: “منذ اللحظة الأولى انتابني شعور الإحباط واليأس لبعض الوقت، ولكن تذكّرت وجه زوجي وأولادي الذين ينتظرون عودتي للمنزل، فقرّرت أن أبدأ بمسيرة العلاج، وكانت أيام صعبة بالتأكيد، فيها الكثير من الذكريات منها ما هو مؤلم ومنها ما هو جيد”.
وأضافت “أمل”: “بفضل الله وبإرادتي القوية ووقوف عائلتي بقربي استطعت التغلب على المرض عبر متابعة برنامج المراقبة والالتزام بعادات صحية ومراقبة نفسي بشكل دائم، وممارسة تفاصيل حياتي اليومية بشكل طبيعي”.
وتابعت: “الفحص هو السبيل لكشف سرطان الثدي، وكلما كان اكتشافه مبكّراً، كلما أمكن الحصول على العلاج، وبالتالي الحصول على فرصة حياة، فلا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة”.
ويوجد العديد من السّيدات اللواتي يفحصن بشكل دوري وخصوصاً في تشرين الأول من كل عام “الشهر الوردي” الذي امتلأ بفحوصات لا تحصى في المشافي الحكومية عموماً، والكثير من مبادرات الجمعيات والمراكز الطبية والعيادات الخاصة والفرق التطوعية، التي كان لها دوراً كبيراً في تشجيعهن على فحص الثديين وعلى رأسهم لهذا العام، مبادرة فريق “رياض الخير” التطوعي، بعنوان “كوني بخير”، حيث أثبت نفسه خلال التعاون والتضحية في العمل مع “عيادة الأمل الخاصة” بقيادة الدكتور “حسن الحسن” التي تقدّم الفحوصات المجانية لسرطان الثدي، علماً أن فريق “رياض الخير” سبق وشارك في مبادرات عديدة لسرطان الأطفال سابقاً.
مسؤول العلاقات العامة في فريق رياض الخير “لجين كسراوي” أكدت لـ “شام تايمز” أن مبادرة “كوني بخير” هي مبادرة طبية وخيرية بآن معاً، وهي طبيّة بالدرجة الأولى كونها تستهدف السّيدات من عمر الـ ٢٠ فما فوق من أجل تشجيعهم على الفحص وتوعيتهم حول أهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي، فكلّما تم اكتشاف المرض مبكراً كلمّا كانت نسبة الامتثال إلى الشفاء أعلى، بحسب قولها.

وأشارت “كسراوي” أنه تم اختيار مركز “الأمل” بناء على اتفاقية التعاون المشتركة بين المركز بإشراف الدكتور “حسن الحسن” وفريق “رياض الخير” منذ انطلاقته عام ٢٠٢٠م وحتى اليوم، حيث نفّذ عدد من النشاطات خلال العام المنصرم حول التوعية بسرطان الأطفال، وسرطان الثدي.
وقالت “كسراوي”: “للعام الثاني على التوالي مستمرين للكشف المبكر عن سرطان الثدي، والحملة مستمرة ضمن المركز منذ أول أيام الشهر الوردي ولآخر شهر تشرين الأول”.
بدورها، رئيس فريق “رياض الخير” “رولان مشوح” أوضحت لـ “شام تايمز” أن حملة “كوني بخير” ضمّت ٦٥ سيدة في يومها الأول، مبيّنة عملية الاستبيان التي أجراها الفريق، حيث توصّل الفريق إلى أن ٤٣ سيدة هم بصحة جيدة وحالاتهم سليمة تماماً، وإلى وجود ١٢ سيدة لديهنّ كتل بالثدي، قائلة: “استدعى الأمر إلى إحالتهم من قبل الطاقم الطبي الفاحص إلى فحص “الماموغرام”، والذي سيتم إجراؤه لاحقاً للسيدات ضمن المركز، أو في إحدى المراكز المحددة للفحص المجاني من قبل وزارة الصحة السورية”.
وأكدت “مشوَّح” أن فريق “رياض الخير” يسعى دائماً لنشر التوعية والإيمان المطلق بمساعدة الآخرين، والعمل على تنسيق جلسات تدريبية تثقيفية حالية، تساهم في تشجيع جميع سيدات المجتمع لفحص “الإيكو” المجاني للسيدات التي تتراوح أعمارهن فوق الثلاثين عام، وفي حال عدم الاطمئنان والشك، تتعرَّض السيدة لفحص “الماموغرام”.
وأضافت “مشوّح”: “الماموغرام هو صورة للثدي بجرعة قليلة من الأشعة السينية، ويجري استخدامه لسببين التحري والتشخيص، ففي التحرّي يتم إجراء الكشف للسيدات الذين ليس لديهن أعراض أو علامات سرطان ثدي، ويشمل عادة إجراء صورتي أشعة لكل ثدي”، أما التشخيص فهو كشف مبكر عن السرطان عندما يكون صغيراً جداً، ومن الصعب الشعور به من قبل المرأة أو طبيبها.
وقالت “مشوّح”: “عادة عندما يكون لدى المرأة أعراض متعلقة بالثدي، لفحص موجودات غير طبيعية تم العثور عليها يتم الفحص أكثر من مرة لجعل القراءة أسهل”.

بدوره، مدير مركز “الأمل” الدكتور “حسن الحسن” أكد لـ “شام تايمز” أن الخزعة هي عبارة عن أخذ عينة من أنسجة الثدي من أجل اختبارها عن قرب، وغالباً ما يتم اللجوء لإجراء الخزعة عندما يتبيّن من فحوص سابقة احتمال وجود مشكلة ما في الثدي كاكتشاف كتلة صلبة خلال الفحص اليدوي، أو التصوير الشعاعي للثدي دون إمكانية الوصول لتشخيص دقيق بأساليب الفحص غير الباضعة.
وهناك عدة طرق لإجراء الخزعة سواء كان ذلك من خلال اقتطاع جزء من النسيج بواسطة حقنة، أو شفط الخلايا بواسطة حقنة، أو عملية جراحية خزعة مفتوحة التي تمكن من استخراج واقتطاع جزء من الأنسجة خلال إجراء عملية جراحية، وهذا الاحتمال ليس واسع الانتشار، بحسب قوله.
ونصحت وزارة الصحة النساء اللواتي تجاوزت أعمارهن 20 عام لإجراء الفحص السريري وتصوير الإيكو واللواتي بأعمار تزيد على 45 عاماً للتصوير عبر “الماموغرافي” مرة كل عامين، وذلك عبر التوجه إلى المركز الأقرب من المراكز المذكورة أدناه خلال أوقات الدوام الرسمي.
وقالت الوزارة: “لا تترددي في طلب الاستشارة الطبية والاستفادة من خدمات الصحة الإنجابية المقدمة مجاناً في المراكز الصحية، كلما اكتشفت الإصابة باكراً.. كلما كانت فرص الشفاء أكثر.. الفحص الآن.. أمان واطمئنان”. وجاءت النصيحة في شهر التوعية تشرين الأول الشهر الوردي بهدف الكشف المبكر عن سرطان الثدي.

شاهد أيضاً

هل يؤدي تقييد السعرات الحرارية إلى العيش لفترة أطول؟

شام تايمز- متابعة وجدت دراسات مختلفة أن تقييد السعرات الحرارية يمكن أن يساعد الناس على …