“الأسد” لم يذهب حتى يعود.. هم من عادوا

شام تايمز – مارلين خرفان

نشرت مجلة “نيوزويك” الأميركية، أمس الأربعاء، مقالاً حول سورية حمل عنوان “الأسد يعود إلى الساحة الدولية”، وتصدرت صورة الرئيس “بشار الأسد” غلاف المجلة، وبدا مقالها إيجابياً إلى حدّ كبير.

وسرد المقال رواية الأزمة السورية متبنياً الاتهامات والادعاءات الغربية، لاسيما ما جرى في بداية هذه الأزمة، لكن اللافت هو لغة التعاطي مع الملف السوري التي استخدمها كاتب المقال “توم أكونر”، وإظهاره رؤية الدولة السورية لما جرى بعدما تبنى طوال السنوات العشر الماضية وجهة نظر أخرى عملت طويلاً على شيطنة الدولة السورية.

نائب عميد كلية الإعلام الدكتور “محمد العمر” قال في حديثه لـ “شام تايمز”: “هم من يعودوا إلى سورية، الرئيس الأسد لم يذهب حتى يعود، ومشكلتهم معنا في دورنا الريادي والمحوري بالمنطقة، وعودتهم أو ردتهم العربية أو الأمريكية جاءت نتيجة فشل مشروعهم.

وأضاف “العمر”: “من الملاحظ أن الأمريكي بعد نشر المقال أرسل رسالة أنه نحن لا نرغب بالتطبيع مع سورية، وهذه تصريحات متناقضة، وبشكل عام الأمريكي لا يؤتمن جانبه، قد يكون المضمون غير ذلك تماماً.

وأوضح أن سورية لم تخرج من الجامعة العربية ولا من أي مكان حتى تعود، مشيراً إلى أنه نتيجة مخططاتهم وفشلهم عرفوا أنه لابد أن تكون سورية في مكانها الطبيعي والجيوسياسي في المنطقة.

ورأى “العمر” أنه من الممكن أن نقرأ مقالاً مغايراً تماماً لهذا الموضوع، ونحن بالنسبة لنا أي تطور بالعلاقات الدولية هو عامل إيجابي ومرحب فيه، لافتاً إلى أن كل شيء تقدمه الصحافة الأمريكية “مدروس”، وخاصة هذه المجلة لأن انتشارها كبير وواسع.

الباحث في القانون الدولي “عهد خضور” أكد لـ “شام تايمز” أن المتتبع لما يجري في المنطقة من خلال التصريحات الدولية المختلفة، يتأكد من وجود تغييرات قادمة في المنطقة، من المفترض أن تتحول لأفعال على أرض الواقع.

واعتبر “خضور” أنا ما نشرته المجلة الأمريكية ليس بالأمر الجديد، لافتاً إلى وجود اعتراف ضمني من قبل الكثير من أعضاء المجلس القومي الأمريكي وأعضاء الإدارتين الأمريكيتين السابقة والحالية، بأن سورية استطاعت القضاء على المشروع الذي استهدفها، مرجّحاً أن ما نشرته المجلة هو ترجمة لمرحلة قادمة عنوانها “العودة السياسية إلى دمشق”، وفقاً لما كان عليه الوضع قبل العام 2011.

واعتبر “خضور” أن هذا الأمر يعد انتصاراً جديداً تحصده سورية، نتيجة صمودها ومقاومتها وتضحياتها، قائلاً: “لا بد أن نحصد ثمار هذا الانتصار، سواء من خلال اختراقات سياسية قادمة، أو انفراجات اقتصادية”.

وبالعودة إلى المقال الذي نشرته المجلة، نقل كاتب المقال عن المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان، اعتبارها أن الرسالة الأولى التي أثبتتها الحرب على سورية هي أن كل الدعاية الغربية حول هذه الحرب لا أساس لها من الصحة، وتأكيدها في الوقت ذاته أنه لا يمكننا الحديث عن نصر سوري نهائي ما لم يتم تحرير كامل الأرض السورية، حيث لا تزال هناك أجزاء من بلادنا محتلة من قبل القوى الأميركية والتركية، ولا يمكننا التحدث عن أي نيات جديدة حتى نرى الولايات المتحدة تسحب قواتها من سورية.

ونقل كاتب المقال عن المستشارة شعبان إشارتها إلى أن العديد من الدول جاءت لدعم الحكومة السورية طوال فترة الحرب، وهذه الإجراءات تتماشى مع الانخفاض العالمي في قوة الولايات المتحدة ونفوذها، مؤكدة أنه ليس فقط الدول التي لديها وجهات نظر مختلفة مع الولايات المتحدة، ولكن حتى حلفاء الولايات المتحدة بدؤوا يفقدون الثقة في سياسات الولايات المتحدة.

كما نقل المقال عن السكرتير الثالث في البعثة الدائمة لسورية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، “علياء علي”، وصفها التطورات الأخيرة بأنها انتصار لسورية وخسارة للولايات المتحدة، ما كانت لتحدث لولا انتصار الدولة السورية، وفشل الإدارات الأميركية في تحقيق أهدافها، وإدراك أغلبية الدول الإقليمية والدولية أنه لا يمكن التوصل إلى نتائج في مجال السياسات أو رسم مسارات استراتيجية في المنطقة إلا بالتنسيق مع دمشق.

اللافت أيضاً أن الكاتب اقتبس ما قاله أحد المراقبين السوريين، مردداً صدى رسالة الدكتورة شعبان، بالقول: “يمكنك الفوز في حرب ضد أي نظام في العالم، لكن لا يمكنك أبداً أن تربح حرباً ضد الناس، والشعب السوري هو من انتفض ضد الرئيس الأسد، ولكن الشعب السوري أيضاً هو من دافع عنه”.

وقال السفير الأمريكي السابق في سورية “روبرت فورد” وآخر مبعوث أمريكي إليها لـمجلة ”نيوزويك”: “الأسد سيبقى في السلطة، لا توجد طريقة لتخيّل أن هذه المعارضة السورية قادرة على إجباره على التنحي حتى من خلال قوة السلاح، ليس هناك بديل قابل للتطبيق”.

واعتبر “ديفيد شينكر” من معهد واشنطن للشؤون الدولية في تقريره حول عودة الدول العربية لإحياء علاقاتها مع دمشق أنه “يبدو أن هناك مجموعة من الدوافع الضيقة تقود هذا العناق، بالنسبة للإمارات فإنها تعمل على الحد من انتشار قوات تركيا العدوة لها داخل الأراضي السورية، أما الأردن فعاد مدفوعاً بالرغبة في مساعدة اقتصاده وإعادة اللاجئين وإعادة تأسيس التجارة واستعادة النقل البري عبر سورية في طريقه إلى تركيا وأوربا، حيث أضر قانون “قيصر” عمّان وأثار غضبها”.

ويتابع: “كما أثرت المخاوف الإقليمية في مصر التي تأمل بعودة سورية إلى الجامعة العربية لإبعادها عن إيران، حتى أن إسرائيل تقدّر بأن روسيا ستساعدها في الحد من الزحف الإيراني في الأراضي السورية”.

وأكد “شينكر” أن هذه التحركات العربية باتجاه دمشق ستخفف من العقوبات، وسيصبح الحفاظ عليها أمراً صعباً من قبل الولايات المتحدة.

 

شاهد أيضاً

إلقاء القبض على 3 إرهابيين من قبل القوات العراقية 

شام تايمز- متابعة  ألقت القوات العراقية ،اليوم الأربعاء، القبض على ثلاثة إرهابيين في محافظات بغداد …