المواطن “رفعت الأسد” يعود إلى العرين

شام تايمز – حسن عيسى

دون أصفادٍ تُكبّل يديه أو دورٍ سياسي يمثّله، دخل “رفعت الأسد” إلى دمشق قادماً من بلاد المنفى، حاملاً على ظهره تُهماً بالفساد والاختلاس وجهها له القضاء الفرنسي، بعد غيابٍ دام نحو 30 عام قضاها “الأسد” في الخارج منفياً معارضاً ومثيراً للجدل بمواقفه وتصريحاته.

وعلى ضوءٍ أخضر من الدولة السورية، أعدّ “رفعت” العدّة لقضاء ما تبقى من عمره في استنشاق رائحة الياسمين الدمشقي، بعد أن صادرت محاكم باريس كل ممتلكاته وأمواله، وبعد أن سلبت الغربة صحته وعافيته ولم يعد بإمكان عطاريها أن يُصلحوا ما أفسده عليه الدهر من سنواتٍ طويلة.

المصادر الإعلامية ذكرت أن عودة “رفعت” المفاجئة جاءت بعد اتصالاتٍ مكثفة مع السلطات السورية، التي سمحت بدخوله منعاً لسجنه في فرنسا نتيجة الحكم الذي صدر بحقه، ومراعاةً لظروفه الصحية، ورغبةً في طي صفحة الخلاف والتسامح، وفقاً لصحيفة “رأي اليوم” التي نقلت عن مصدرٍ مقربٍ من عائلة “رفعت”، أنه كان يتحدث دائماً في مجالسه الخاصة عن رغبته قضاء ما تبقى من عمره في سورية.

ورغم ترفّع الدولة السورية عن مواقف “رفعت” وأقواله السابقة وموافقتها على عودته، إلا أن المصادر أكدت أنه بهذه العودة لن يكون سوى مواطنٍ عادي، دون أية مكانة سياسية أو دورٍ سياسي أو اجتماعي يلعبه داخل البلاد، في حين اعتبرت مواقع غربية أن تصويت “رفعت” في انتخابات رئاسة الجمهورية وتهنئته بفوز الرئيس “بشار الأسد” قبل أشهر، كان تمهيداً لما يحصل اليوم.

يشار إلى أن إحدى محاكم باريس قضت في حزيران 2020 بسجن “رفعت الأسد” لأربع سنوات بعد إدانته بتهم فساد، شملت تبييض واختلاس أموال تعود للحكومة السورية، حيث أمرت المحكمة بمصادرة العقارات التي يملكها في فرنسا والتي تقدر قيمتها بـ 100 مليون دولار، في حين أن “رفعت” لم يمثل أمام المحكمة إذ أنه أصيب بنزيف داخلي نُقل على إثره إلى المستشفى في كانون الأول الماضي.

ويعتبر “رفعت الأسد” من أبرز وأقدم المعارضين للدولة السورية، حيث أنه غادر البلاد منذ عام 1984 برفقة 200 من انصاره، واستقر في سويسرا ومن ثم فرنسا، بعد نفيه إثر محاولته الفاشلة الانقلاب على حكم أخيه الرئيس الراحل “حافظ الأسد”.

شاهد أيضاً

الحرفية “رانيا القباقيبي”: إقبال جيد يشهده المعرض السنوي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية 

شام تايمز- نورمان مخللاتي أكدت “رانيا القباقيبي” حرفية بالإكسوار والأحجار لـ “شام تايمز” أهمية مشاركتها …