في 6 تشرين.. جحيم نيران المدفعية السورية أنهك الصهاينة

شام تايمز – خاص
ساعات الصباح الأولى في السادس من تشرين 1973 مرت متباطئة كأنها أيام، فالمهام القتالية أسندت إلى جميع قادة القوى والتشكيلات، وأصبح الجيش العربي السوري كخلية من النحل تعمل بكل جد، مع إعلان بدء الحرب من كلا الضفتين السورية والمصرية لاسترداد ما سلب من أراضي كلا البلدين إبان نكسة حزيران عام 1967.
حرب التحرير هذه عصفت بكيان الاحتلال، بشهادة ضباطه وخبراءه ومختلف المراقبين الدوليين، ودفعت الولايات المتحدة الأمريكية لخوض جولة تحركات دبلوماسية مكوكية بهدف وضع حد لتقدم القوات السورية والمصرية.
وتوازياً مع أهمية ما نتج عنها سياسياً، إلا أن حرب تشرين التحريرية أعطت دروساً قيّمة للعلم العسكري ولفن الحرب، وأصبحت معارك هذه الحرب مادة هامة درست في الأكاديميات العسكرية ومراكز الدراسات الاستراتيجية، حيث أثبتت المعارك الضارية التي خاضتها القوات البرية في الجيش العربي السوري في حرب تشرين التحريرية أهمية التخطيط الدقيق للعملية الهجومية.
وتعتبر معارك الدبابات التي جرت في الجولان في حرب تشرين التحريرية من أعنف المعارك التي خاضتها الدبابات في التاريخ العسكري قديمة وحديثة، سواء من حيث العدد أو من حيث النوع، أو بالعنف والشراسة التي اتسمت بهما معارك الدبابات، فقد التحمت أكثر من ألف دبابة سورية بأكثر من ألف دبابة إسرائيلية في الأسبوع الأول من الحرب.
وأثبتت الصواريخ المضادة للدبابات فعاليتها في حرب تشرين التحريرية، فقد أحدثت خسائر لا بأس بها في الدبابات الإسرائيلية أثناء اجتياح “الجولان” كما أوقعت خسائر جسيمة في دبابات العدو عند محاولته توسيع الخرق والتقدم باتجاه دمشق.
وتفوقت المدفعية السورية على المدفعية الإسرائيلية في حرب تشرين التحريرية، وحولت “الجولان” إلى جحيم حقيقي، حيث كانت نسبة احتمالات الإصابة للأهداف المعادية أكبر بكثير من نسبة احتمالات إصابة المدفعية المعادية لأهدافها.
“أتمنى من الله أن يحقق لي أمنية واحدة هي أن يرفع نيران المدفعية السورية عن رؤوسنا” هذا ما قاله جندي صهيوني في إحدى المقابلات الميدانية التي أجرتها صحافية أمريكية معه في حرب تشرين التحريرية.
وأثبت الجندي السوري في حرب تشرين التحريرية شجاعة فائقة، سواء في اقتحام المانع الهندسي الكبير الذي أقامه العدو خلف خط وقف إطلاق النار أو في الاقتحام الرأسي لجبل الشيخ، كما أثبت الجنود المغاربة شجاعة كبيرة في أثناء مشاركتهم رفاقهم السوريين في اقتحام تحصينات الجولان.
وعملت القوى البحرية في الجمهورية العربية السورية لأول مرة في تاريخها الحديث معارك ضارية في حرب تشرين التحريرية بدأت في اليوم الأول لبداية هذه الحرب وانتهت في اليوم الذي انتهت فيه الحرب بين العرب وإسرائيل.
وقال القائد الراحل “حافظ الأسد” واصفاً إنجازات سورية البطولية في حرب تشرين التحريرية: “حرب السادس من تشرين أروع إنجازات أمتنا في تاريخها الحديث”.
لقد أحدثت حرب تشرين التحريرية آثاراً ونتائج كبيرة للغاية هزت العالم أجمع، من مغربه إلى مشرقه، وأصبحت نظرة المجتمع الدولي إلى العرب بعد الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة، تشرين الأول 1973، تختلف عن نظرته السابقة إليهم، لاسيما تلك التي خلفتها حرب “حزيران 1967″، وقد عبر عن هذا الواقع الجديد وزير الخارجية الفرنسية “ميشيل جوبير” بقوله: “انتهى عصر ألف ليلة وليلة، وعلينا أن نتعامل مع العرب بعد اليوم على أساس جديد”.
لقد أحدثت حرب تشرين التحريرية هزة عميقة في الوجدان العربي وعاد الذين كفروا بأمتهم العربية في أعقاب حرب “حزيران” 1967 إلى جادة الإيمان، وأيقنوا أن هذه الأمة مازالت قادرة على العطاء، ولعل أهم النتائج التي حققتها حرب تشرين التحريرية، هي تحرير الإرادة العربية وتخليص الشعب العربي من شوائب الضعف واليأس التي علقت به بعد حرب حزيران 1967، ناهيك عن دورها البارز على الصعيد الدولي الذي ترك آثاراً واضحة، وأحدث تغييرات أساسية في مواقف الكثير من دول العالم.

شاهد أيضاً

الجو ربيعي حار والحرارة إلى ارتفاع

شام تايمز – متابعة تستمر درجات الحرارة بارتفاعها التدريجي لتصبح أعلى من معدلاتها بنحو 8 …