مناطيد وطائرات شراعية تحلّق للمرة الأولى إلى جانب الأسعار!

شام تايمز – طرطوس – رهف عمار

طيران شراعي وبالونات للأمنيات، ومناطيد تجوب سماء طرطوس في فعالية هي الأولى من نوعها، أثارت جدلاً وانتقادات واسعة، بين من اعتبرها ترفاً لا مكان له في ظل عبئ الأزمة الاقتصادية الذي قضى على حياة كثيرين وحدَّ من قدرة النسبة الأكبر على الترفيه، وانحسار المشاركين بفعاليات مماثلة بطبقة مخملية لديها القدرة على دفع عشرات أو ربما مئات الآلاف على تجارب مماثلة، في حين لا يجد كثيرون قدرة على تأمين متطلبات حياتهم اليومية.

وتتضمن الفعالية التي افتتحتها محافظة طرطوس منذ يومين وشعارها “لامس سما سورية”، وتعتبر الأولى من نوعها عروضاً جوية جديدة ومختلفة كل يوم بمشاركة 11 طياراً قدموا من خارج سورية على أن تستمر لعشرة أيام، حيث تضمن اليوم الأول عرضاً لطيارين اثنين، وتنظيم رحلة لعدد من طلاب مدرسة دار الأمان لأبناء الشهداء إلى جزيرة أرواد، لإطلاق بالونات الأمنيات من هناك.

وعلى الرغم من إبداء البعض إعجابهم بإقامة فعاليات مماثلة في سورية، إلا أن الحدث أثار جدلاً واسعاً في الشارع بطرطوس وأوساط المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يبرره صاحب “أجنحة الساحل للسياحة والسفر” المؤسسة المنظمة للفعالية بطرطوس “علي كتوب” في حديثه لـ “شام تايمز” مؤكداً أن الفعالية حصلت دون أي دعم مادي من أي جهة حكومية واقتصاره على الدعم المعنوي، معتبراً أن أي فعالية تؤدي لتطوير العمل السياحي على الأرض سنقوم بها، ونحن ندرك ظروف البلد القاسية، وأننا نواجه حصاراً اقتصادياً وصحيح أن الناس تبحث عن قوتها ولقمة عيشها حالياً، لكن هذا كله ليس له علاقة بواقع العمل السياحي.

وأوضح “كتوب” أن فعالية “لامس سما سورية” أقيمت لأول مرة بالساحل السوري وتحديداً بمدينة طرطوس، وستقام بكل المحافظات السورية، وهي فكرة جديدة بالكامل من حيث دخول الباراموتور (الطيران الشراعي) والمنطاد الحراري، حيث أقامتها شركةVIP PARC PARAMOTORS بالتعاون مع نادي الطيران الشراعي السوري وبتنظيم من مؤسسة أجنحة الساحل للسياحة والسفر وبرعاية من شركة أجنحة الشام للطيران ومنتجع شاهين.

ورداً على انتقادات ارتفاع الأسعار وعدم منطقتيها مقارنة بمتوسط الدخل للمواطن، أكد “كتوب” حول الأسعار المرتفعة لتجربة الطيران، أنهم يحاولون مراعاة كافة طبقات المجتمع وإقامة مهرجانات للجميع، فمثل ما يوجد فنادق خمس نجوم تصل أجرة الليلة بها إلى ٥٠٠ ألف ل.س، ومكتظة بالناس، أيضاً يوجد فنادق أجرة الليلة بها ٥٠ ألف ل.س، أو أقل ويوجد مطاعم خمس نجوم ومطاعم شعبية.

أما الهدف من هذه الفعالية فقد أشار صاحب الجهة المنظمة إلى أن الرسالة بهذه الفعالية التي أقيمت بنهاية الموسم السياحي ليست موجهة للداخل، وليس الهدف منها الربح المادي، إنما هي رسالة موجهة للخارج، مفادها أن سورية المعروفة بأنها بلد الأمن والأمان عادت لسابق عهدها، بعد هذه الحرب الكونية علينا بدأت بالتعافي وإزالة الغبار عنها، فعندما يحلق طيار أجنبي فوق سماء سورية، وعندما يحلق منطاد يقوده كابتن أجنبي فوق سماء سورية، ولأيام متعددة هي بحد ذاتها رسالة لكل العالم مفادها أن الأم سورية كانت وستبقى رمز الأمان.

وأضاف المسؤول المنظم، أن الفعالية تعتبر نواة لأعمال وفعاليات سياحية كبيرة ستقام بسورية، والفائدة الاقتصادية ليست مرهونة بالوقت الآني، فعندما استقدمنا ١١ طياراً أجنبياً، سيتشجع 100 طيار آخرين للقدوم والتحليق بسورية، وسيتشجع آلاف السواح لزيارة سورية، وإدخال القطع الأجنبي للبلد وبالتالي الفائدة ستعم على الجميع بشكل مباشر أو غير مباشر، مع العلم بأن طرطوس استقبلت عدة رحلات سياحية من عدة محافظات، وهذا دخل إضافي للمحافظة، وبالأخص بنهاية الموسم السياحي.

بدوره أشار عضو مجلس إدارة الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق “أنا السوري” حسين سلهب لـ”شام تايمز” إلى أن الكثير من المقومات الطبيعية والبشرية والخدمية يمتلكها وطننا الحبيب سورية، وفعالية الطيران الشراعي في طرطوس أحد أوجه استثمار هذه المقومات، وعن طريق نشاطات كهذه تتم صناعة السياحة، وخاصة عند تفعيل أنماط غير تقليدية منها، وكأمثلة أخرى عن أوجه النشاطات التي يمكن تفعيلها سياحياً (سياحة اليخوت، والسياحة الجبلية، والسياحة الصحراوية) وهي إلى جانب دورها الترفيهي الهام جداً، تقوم بتنشيط مختلف القطاعات الاقتصادية وتوفير فرص عمل وكذلك توفير القطع الأجنبي بدون تصدير مقابل له.

يذكر أن هذه الفعالية تقام برعاية محافظ طرطوس، من قبل شركة vip parc parc paramotors، بالتعاون مع نادي الطيران الشراعي السوري ونادي cyprus air sport club القبرصي ونادي R. Ultralight الفرنسي وشركة أجنحة الشام للسياحة والسفر.

شاهد أيضاً

الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون الجوع

شام تايمز – متابعة أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنه بعد مرور 200 …