يوميات مواطن “مطحون” من “تفتيحة عيونو” لآخر الليل!

شام تايمز – مارلين خرفان

وسط الأوضاع المعيشية الحساسة التي يعيشها غالبية السوريين، يستيقظ المواطن “أسعد المطحون” وهو اسم وهمي طبعاً، قبل “جهجهة الضو” على اعتبار أنه مدركٌ تماماً لأزمة المواصلات التي لم تجد الجهات المعنية حلاً جذرياً لها إلى حد اللحظة حسب رأيه، متمنياً أن يحالفه الحظ ويصعد إلى السرفيس أو باص النقل الداخلي “واقفاً أم جالساً” غير مهم بعد أن أصيب “بالكساح” وهو “يطاحش” ليصل إلى عمله منتصراً في “المعركة الصباحية” المجبر على خوضها كنمط يومي.

يصل “أسعد” إلى عمله الذي لا يكفيه الراتب الذي يتقاضاه منه بضعة أيام كثمن لمادة الخبز واحتياجاته الأساسية، غارقاً بتفاصيل حياته اليومية حتى “قراقيش إذنيه”، تارة يفكر في ماذا “سيقتات” على الغداء، مواسياً نفسه أن اللحوم والدواجن تسبب ارتفاع الكوليستول بالدم، والحلويات تسبب “السكري”، في حين ينظر إلى الفواكه على أنها خلقت “للمبحبحبن” فقط، رابطاً ارتفاع سعرها بعمليات التصدير، راضياً بالقسمة والنصيب غير مجبر على ذلك “لا قدر الله”، وتارة أخرى تدور في رأسه كيفية الوصول إلى المنزل على متن خطوط “النقل الداخلي”، لكن التساؤل “الوجودي” الأكثر إلحاحاً لديه في تلك اللحظة هو “إلى متى سيظل مصلوباً بين غياب اسطوانة الغاز وحضورها”.

بطبيعة الحال، تنتهي ساعات الدوام ويعود “أسعد” إلى “المطاحشة” ولكن في وقت “العصرية”، وغالباً ما تطلب منه عائلته “السعيدة” أن يحضر معه بعض الأشياء ذات الأهمية القصوى كعلبة مضاد حيوي أوعلبة خافض حرارة لابنه “مسعود”، إضافةً إلى “سطل لبن” وكيلو بندورة وكيلو خيار على اعتبار أنو الطبخة اليوم “مقالي”، وهنا تكون الطامة، ففي صبيحة هذا اليوم اشترت زوجته ليتر زيت بـ 10 آلاف، و2 كيلو باذنجان بـ 2000 ليرة، وكيلو بطاطا 1500 ليرة، ورغم أن عدد هذه السلع قليل نسبياً إلا أن سعرها يعد مرتفعاً قياساً براتب “أسعد”، لكن الطامة الأكبر ليست بالأكل بل دخول الصيدلية، ومعاينة الطبيب، ناهيك عن حفوضات وحليب الطفل الصغير “مسعود”.

المهم.. يصل “أبو مسعود” إلى بيته في “دف الشوك” بدمشق بخير وإلى حد ما بكامل قواه العقلية بعد انتهاء “المعارك المواصلاتية” التي لا غنى عنها يومياً، ويتشاجر مع “دبّان وجهو” لعدم مقدرته على تحقيق المعجزة بأخذ دوش “من كعب الدست”، متمنياً أن يجلس مع أسرته ويتابع مسلسل البيئة الشامية المكرور على إحدى القنوات المحلية لكن “يا فرحة ما تمت” فتوقيت تقنين الكهرباء يتزامن هذا اليوم مع موعد عرض المسلسل، راجياً من المولى أن يتحول حلمه إلى حقيقة وبدلاً من الذهاب إلى عمله المسائي، تأتي تلك اللحظة التي سيقول فيها لأسرته “السعيدة”: “تعالوا يا ولاد نروح مشوار على طريق المطار”.

في آخر الليل يعود “أسعد” إلى منزله “مطحون، مسحوق، مسلوق، مقهور، ملعون نفسو”، يضع رأسه على الوسادة مسترجعاً تفاصيل اليوم الصاخب، مطلقاً العنان لخياله أن تتوفر مادة “السكر” في الأسواق، غاضباً من كل من احتكرها وخزنها وغلّاها، مستعيداً أيام خلت عندما كان باستطاعته شراء المواد والسلع والمنتجات والخدمات، ثم يستيقظ في اليوم التالي ليعيد أحداث النهار نفسه والليل نفسه مع اختلاف بسيط يتمثل بتسليم الراتب الذي سيصبح بعد أيام “مفقود.. مفقود.. مفقود.. يا ولدي!!.

شاهد أيضاً

منتخب سورية العسكري للفروسية يتوج ببرونزية الفرق بالبطولة العربية

شام تايمز – متابعة تُوج منتخب سورية العسكري للفروسية بالميدالية البرونزية على مستوى الفرق ضمن …