الشريط الإخباري

المرأة والتحرر.. عُقد الجهالة وتفاوت الحقوق!

هاني أسامة ساطع

لعلّي أكون تأنيت بما يكفي قبل طرح هذا المقال كونه يصب في السلوكيات الحالية والرائجة لنسبة من النساء حتى لا أُعمّم بجهالة، والذي لا بد له بأن يدفع كل من تُستفز مشاعره من أصحاب حس المسؤولية والوعي بأن يحيي ذكرى الثورة النسائية، وتحديداً في القرن التاسع عشر عندما كان للمرأة الدور الأساسي في بناء أوطانهم.

على سبيل المثال، بعد الحرب العالمية الثانية لم يُحصد سوى الدمار والقتلى الذين تقدر أعدادهم بنحو ستين مليون بين قتيل ومفقود، والأغلبية طبعاً من فئة الذكور، هذه المحصلة كانت كفيلة بأن تدفع المرأة من أجل إدارة مجتمعها من خلال تمردها على الواقع بثورة نسائية أدت الى إعمار الدول المدمرة وذلك بفضل أعمالهم وحسهم الكافي بالمسؤولية.

أما المرأة العربية اليوم والتي كانت قضية الكاتبة غادة السمان الأولى حيث أنها عاشت هي الأخيرة كامرأة لحظات مفعمة بالضياع والألم وعانت أكثر مما عانته وتعانه الكثير من النساء في عالمنا العربي.

تمنت غادة للمرأة وجوداً مختلف في المجتمع يجعلها فاعلة ومسؤولة، فالمرأة لم تصنع فقط للانتظار والغزل والحياكة بل لطالما كانت مؤثرة في كل توقيت ومكان.

ولمَ لا يكون لها حضور علني وواضح دون تنصل من المسؤولية والخروج من الخبث النسائي الذي يصور المشاركة على أنها مسؤولية رجالية.

إن نقطة الانطلاق هي أن تعمل المرأة وأن يكون العمل مفتاح وجودها كما هو بالنسبة إلى الرجل، ولن تنال المرأة قضمة من رغيف الحرية إذا لم تشارك في زراعة قمحه وخبزه وجلب ملحه وذلك من دون تحريض و قيل وقال أو أي سلوكيات تثبط العمل.

ما ترفض المرأة أن تعيه هو أن أحداً لا يملك أن يعطيها شيئاً أو يحرمها من شيء، وهذا يحدث نتيجة إفتقارها للعمل فراغ أيديهن عن العمل يشغل ألسنتهم بالأباطيل وقلوبهم بالأهواء.

ونسبة من النساء غير المتعلمات أو اللواتي لا يعملن يتوهمن دوماً أن الرجل يضطهدها لأنها قاصرة عن وعي العالم المحيط بها، بل تعتقد بأن لقاء زواجها لا بد من وضع مبلغ مبالغ فيه من النقود وكأنها سلعة يستوجب عليها عرض نفسها وملكاتها تماماً كنا نراه يحدث في مجتمعاتنا اليوم.

وسيظل للمرأة حضوراً هامشياً طفيلياً إذا لم تقم بتلك النقلة من خانة المستهلك الى المنتج، ويقول الفيلسوف العربي ابن رشد: إن حالة العبودية التي أنشأنا عليها نسائنا أتلفت مواهبهن وقضت على قدراتها العقلية، فحياة المرأة تنقضي كما تنقضي حياة النبات.

العمل وحده هو مفتاح الانتصار على العبودية والتبعية، وحده يجعل الإنسان حُراً في أن يغامر ومن ثمّ بأن يخسر أو يربح.

شاهد أيضاً

مديرة شركة “بيو شام”: قطاف الوردة الشامية من أهم المواسم التي تعتمد عليها الشركة

شام تايمز – جنا أحمد تزامناً مع حلول فصل الصيف، أقام النادي الدبلوماسي فعالية بمناسبة …