تهجّم على الكادر الطبي في إسعاف مشفى “المجتهد” و السبب..!

شام تايمز – كلير عكاوي

ربما على الجيش الطبي في سورية من الآن وصاعداً زيادة مهاراتهم وتعلّم رياضة “التايكوندو”، أو إضافتها كمادة أساسية بمنهاج التعليم في كلية الطب، كونها واحدة من الفنون القتالية الجسدية للدفاع عن النفس، وتحديداً بعد حادثة الاعتداء على الأطباء في قسم الإسعاف بمشفى دمشق “المجتهد”، حيث تداولت بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي معلومات حول اعتداء همجي على طبيبين في المشفى من قبل أحد أقرباء المريض.

مشرف في قسم الإسعاف ورئيس العناية الاسعافية في مشفى دمشق “المجتهد” “سامر يحياوي” أكد لـ “شام تايمز” أن أربعة من عناصر قوى الأمن الداخلي من مخفر التضامن، اعتدوا على طبيب من العناية الاسعافية وضربوه، ثم جاء طبيب آخر لكي يخلّصه من ايديهم، ولكن الآخر كان من المعتدى عليه أيضاً، ثم تم أخذهم إلى المغفر لتوقيفهم بحجة الاعتداء على عناصر الأمن وليس العكس، قائلاً:” ضربني وبكى سبقني واشتكى”.

وأوضح “يحياوي” أن السبب الرئيسي وراء عملية الاعتداء أن هؤلاء العناصر طلبوا رؤية المريض الذي سبق وأسعفوه إثر تعرّضه لحادث سير وهو تحت العملية الجراحية وبحالة خطرة، وعند رفض الأطباء لطلبهم اعتدّوا عليهم بالضرب.

بدوره مدير مشفى دمشق “المجتهد” تواصل بشكل مباشر مع وزير الصحة “حسن الغبّاش” والذي من جهته تواصل مع وزير الداخلية “محمد الرحمون”، وكان هناك توجيهات بأخذ حق الأطباء في فتح ضبط شرطة نظامي، وتحويل الأطباء إلى الطبابة الشرعية وتوقيف عناصر الشرطة، بحسب ما أكد “يحياوي”.

ولفت “يحياوي” إلى أن التحقيق يأخذ مجراه، وأحد الأطباء من قسم العناية الاسعافية يعاني من شعر بيده اليمنى، والثاني تعرّض للرضوض، أما الطبيب الثالث أكمل عملية المريض، والأخير في حالة مستقرّة، وسيتم تخريجه إلى منزله، الأحد.

وشكر “يحياوي” الجهات المعنية التي تجاوبت بسرعة للحد من التعدي على الكادر الطبي لأنها أصبحت “ملطشة” بحسب وصفه، قائلاً: “لابد من وضع قوانين تردع هؤلاء المعتديين، والفضل للوزراء بالتعاون مع نقابة الأطباء لأنها المرة الأولى التي لا يتم التراضي بها ببوسة شوارب”.

ونشرت صفحة “سماعة حكيم” عبر “فيسبوك” صوراً نقلت واقع الاعتداء على أطباء قسم الإسعاف في مشفى دمشق “المجتهد”، الجمعة، ووصفته بالوحشي والمبرح، منوّهة أن التعدي كان من قبل مسلّحين.

وأشارت “سماعة حكيم” إلى أن تدخل إدارة المشفى كان بشكل إيجابي، معلّقة: ” نأمل إيجاد حل نهائي وسن قوانين صارمة تحمي حقوق أطبائنا، وتعيد الحق لأصحابه وينال المعتدي جزاءه وفق القضاء والقانون”.

وحادثة التعدي ليست الأولى التي حدثت في مشفى “المجتهد”، فحمل شهر10 عام 2019 اعتداءاً مشابه على أطباء الإسعاف أيضاً، فيما نشرت بعض الصفحات عبر الانترنت فيديو مصوّر نقل واقع المشكلة، ولحق هذه الحادثة اعتداء على طبيب جراحة عظمية بإسعاف الحوادث.

وكانت حلب مثل نظيرتها دمشق، حيث أثارت حادثة الاعتداء على طبيبين في المشفى الطبي العربي عام 2020، الذين طالبوا بمحاسبة المعتدين وتشديد عقوبات التهجم عليهم بعد ازدياد مظاهر التنمر ضدهم.

ولاقت الحادثة موجة غضب عارمة من قبل مجموعة من الأطباء، فقال أحدهم لـ “شام تايمز” دون ذكر اسمه: “أين نقابة الأطباء التي تأخذ الرسوم في كل عام ألا يجدر بها حماية الأطباء؟، فيما أضاف طبيب آخر: “فوق الموتة عصّة قبر، بعد دراسة عشر سنوات أهكذا تكافؤون الأطباء”.

واجتمعت آراء النشطاء عبر “فيسبوك” في مصب واحد بالمطالبة في تدخّل المعنيّين لوضع حدّ لكلّ هذه التجاوزات الحاصلة من قبل المارقين على القانون، ومحاسبة كلّ من تسوّل له نفسه الاعتداء على الكوادر الطبيّة.

ولا بد من الإشارة إلى أن سورية ليست الوحيدة في التعرض لهذه المشكلة في التعدي على الأطباء، فسبقتها مصر والأردن وبعض البلدان العربية.

وفي عام 2017 تلقى نحو ألف و500 طبيب في أحد مشافي العاصمة الهندية “نيودلهي”، تدريبات في رياضة “التايكوندو” للدفاع عن أنفسهم، حيث شهدت الهند حالات اعتداء تعرض لها العاملون في المجال الطبي، من قبل أشخاص فقدوا ذويهم المرضى، الأمر الذي أدى في نهاية المطاف لاحتجاجات وإضرابات من قبل الأطباء، لتحسين الإجراءات الأمنية في المشافي العامة.

 

شاهد أيضاً

“المقداد” يصل إلى البحرين للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية لأعمال القمة العربية 33

شام تايمز – متابعة وصل وزير الخارجية والمغتربين الدكتور “فيصل المقداد”، اليوم الاثنين، إلى البحرين …