بعد حلم دام أربعة عقود.. “تلفريك كسب” يبصر النور

شام تايمز – كلير عكاوي

يبدو أن اللوحة الطبيعية التي تعبّر عن الجمال والرونق وتفحّ منها رائحة الغار زادت سحراً وبهاءً، بعد أن بدأت فيها رحلة السعادة خلال مشروع الـ “تلفريك” الذي يقع على كتفي جبلين أخضرين يتوسطهما وادي في بلدة “كسب – اللاذقية”، حيث نجح الأخوان “واهان وجورج بدوريان” بانطلاق مشروعهما الخاص وجعله متاحاً أمام الزوار بعد مرور 40 عاماً على الحلم.

المتعهد الفني في الطاقة والكهرباء وصاحب المشروع “واهان بدوريان” أكد لـ “شام تايمز” أن “تلفريك” مشروع قديم تم إنشاؤه بالتعاون مع أخيه “جورج” وأولادهم المهندسين منذ 12 عام، ولكن الحرب على سورية ودخول الإرهابيين إلى بلدة “كسب” الذين دمّروا المشروع ونهوا كل التجهيزات الخاصة به حال دون الاستمرار بالمشروع، مؤكداً أن عملية استئناف “تلفريك” و تجهيزه بالمعدات وشرائها مرة أخرى استغرق أربعة أشهر، ولكن المطعم لم يجهّز بعد.

وبحسب “واهان”، من أهم الصعوبات التي يتعرضون لها الطريق الوعر للوصول إلى المشروع، علماً أنه داخل بالتنظيم، إضافة إلى وضع الكهرباء السيء “ساعة تغذية وخمس ساعات قطع”، مشيراً إلى أن المشروع قائم على مولدات الكهرباء، الأمر الذي يجعلهم في حاجة دائمة لشراء مادة المازوت.

وأضاف “واهان”: “لا يوجد ترخيص لتلفريك في سورية، ولكن لابد من ترخيصه الآن بطريقة أو بأخرى، والجميع يرحّبون بالفكرة، ولم نتعرّض لمشاكل، علماً أننا نملك رخصة خاصة بالمطعم، ولم نأخذ قرض من المصرف، إنه مشروع قائم على عاتقنا الشخصي، وكنا المستثمرين والممولين، ولم نطلب تعويض على المسروقات”.

مصدر مطّلع على المشروع أكد لـ “شام تايمز” أن “تلفريك” غير مرخّص، وطُرح موضوع استكمال أوراقه بالشكل النظامي في القريب العاجل على أمل أن يكون نافذة جميلة للزوار، مشيراً إلى أن المشروع لا يتبع لأي جهة عامة بل هو ملك شخصي لأصحاب مطعم في “كسب”، علماً أن إنشاءه كان على عاتقهم الشخصي وبجهد فردي.

وحتى هذه اللحظة ورغم الطبيعة الخلابة في سورية وتوافر الأماكن الرائعة التي تصلح لتأسيس مشاريع من عوامل الجذب السياحي والمتعة التي تضيف طابعاً حضارياً إلا أن المواطنين يفتقدونها ولا يأخذون منها إلا القليل، ويأملون أن يحظوا بهكذا مشاريع في القريب العاجل، لكن الحرب على سورية طالت بالكثير من الأحلام ودمّرت الكثير من الآمال.

وكان لافتاً أن هناك تجربة فردية أخرى، سابقاً، لما يسمى رياضة الانزلاق والتي تسمى (Zipline) في ” القدموس – سميحقية – طرطوس”، حيث دخلت حيز التنفيذ عبر حبل مربوط بين نقطتين أحدهما أعلى من الآخر فوق وادي، و بكرة ومعدات خاصة للانزلاق بما يشبه الطيران في الهواء، وذلك تحت تأثير الجاذبية فقط بدون استخدام أي طاقة.

وأسس هذا المشروع (صاحب الفكرة والتنفيذ والتمويل) “فواز غنام”، حيث بدأ المشروع بإمكانيات محدودة وتمويل خاص بتصميم وإرادة وإيماناً مطلق بأن الجغرافية السورية من أفضل المناطق على مستوى العالم.

ولاقت فكرة الانزلاق و”تلفريك” إقبالاً كبيراً من الشباب السوري كخطوة تعتبر الأولى من نوعها في سورية بمشروعين مختلفين يصبّان في رحلة سعيدة واحدة للمواطن السوري، الذي ضاقت أيامه بسبب الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة خلال السنوات الماضية، فبات يحتاج إلى منفذ يفرّغ به طاقاته السلبية وضغطه النفسي بين السماء والأرض.

شاهد أيضاً

انطلاق أعمال الاجتماع السنوي الخاص بالشبكة العربية للنساء

شام تايمز – متابعة بمشاركة سورية، انطلقت أعمال الاجتماع السنوي الخاص بالشبكة العربية للنساء وسيطات …