مادة “الوجدانية الاجتماعية” جديد المنهاج السوري

شام تايمز – كلير عكاوي

انتشرت ظواهر غريبة على المجتمع السوري في الآونة الأخيرة تدل على تدنّي أخلاقيات بعض الأشخاص كباراً كانوا أم صغار، وطافت معالم السوء على السطح، وباتت تفاصيل الاحترام عقبة في رأي البعض، وانتشر مفهوم “اللّهم نفسي” في ظل تتالي الأزمات التي شهدتها سورية مع صعوبة الواقع المعيشي.

وأصبحت البلاد عطشى لصفة الأخلاق والوجدانية بعد كل ما أفرزته الحرب من مشاكل مثل الخطف وقضايا الاغتصاب والتحرش والسرقة والقتل والاعتداء على حقوق الآخرين وغيرها الكثير، وأصبحت مهمّة الأهل صعبة جداً في المؤسسة الاجتماعية الأولى “العائلة” تجاه أطفالهم في تحديد مقاييس الصح أو الخطأ في ظل هذه الظروف رغم ما تبقى من أعراف وتقاليد وعادات رفضت الاندثار.

ومن هذا المنطلق، وضعت وزارة التربية مادة الوجدانية الاجتماعية كمادة أساسية في المنهاج التعليمي ليتم تدريسها بالمدارس، بهدف التربية وغرس المفاهيم وبناء الشخصية، وليس فقط التعليم والتلقين للتلاميذ الذين يعتبرون مستقبل سورية الذي يجب حمايته ورعايته جيداً.

وتداولت الكثير من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بالفترة الأخيرة بعض المقترحات تدعي إلى إضافة مادة تشير إلى الإنسانية وفن التعامل مع الآخر وبناء الأخلاق والوجدانية، وأن تكون مادة إلزامية ضمن المواد الدراسية نظراً لحالة التدني الأخلاقي الذي يشهدها المجتمع.

ونال هذا القرار استحسان شريحة واسعة من المجتمع السوري واصفين هذه الخطوة هي الأولى من نوعها في تطوير المناهج التعليمية السورية، فيما استنكر جزء كبير على مقترح وضع مادة دراسية لـ “الوجدانية” داخل المناهج التعليمية، مشيراً إلى أن القيم الأخلاقية والوجدانية لا تحتاج لكتب حتى يتم ترسيخها في الأذهان، على مبدأ أن الطلاب بحاجة إلى حصص إضافية تستوفي تعويض قسم كبير من بعض المعلومات الدراسية التعليمية التي نفذت منهم العام الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا.

وقالت سماح “ربة منزل”: “الوجدانية لا تحتاج إلى مقرر دراسي حتى يتم معرفتها بل تحتاج إلى مربي جيد داخل المؤسسات التعليمية، وهل يوجد عمليات تدريبية وتأهيلية لذلك؟”.

وأضاف “سمير” أب لثلاثة أولاد: “هنن يكملوا منهاج السنة الماضية بعدين يدخلوا مادة جديدة.. ولا تاركينا لنشاط المعلمين؟.

وقالت “سلام” أم  لثلاثة أولاد: “انعدام الأخلاق أصبح منتشر بشكل كبير ولا بد من وجود هذه المادة في المنهاج السوري”.

بدوره وزير التربية في حكومة تسيير الأعمال “دارم طباع” أعلن بدء تنفيذ التوجه الجديد في التعليم من خلال إدخال التعلم الوجداني الاجتماعي في مختلف المراحل التعليمية، الذي سيبدأ في هذا العام من خلال حصتين أسبوعياً، لتوسع في السنوات التالية.

وأكد طباع أن التعلم الوجداني العاطفي والاجتماعي هو أهم ركيزة من ركائز التعليم، مبيناً أن الطالب يتعلم من خلاله مهارات التعامل مع الآخر والعمل ضمن فريق، وكذلك تعلم التعاطف والتسامح وتقبل الآخر، وهذا علم قائم بحد ذاته.

وقال “طبّاع”: “في المستقبل سيكون لهذا النوع من التعلم دور كبير، وسيشمل الجزء الأكبر من العملية التعليمية”، بحسب ما نقلت صحيفة “الوطن”.

وشدد “طبّاع” على حاجة أجيالنا إلى تنمية العلاقات الاجتماعية، لأنه تبين من خلال الحرب التي نخوضها أننا كبيئة اجتماعية كنا نعاني من الانغلاق الذاتي، حيث لا يعرف كل منا الآخر، قائلاً:” مادة التعلم الوجداني الاجتماعي ستكون مادة عملية ولها أنشطة متنوعة، ويجب أن يكتشف المعلمون الطلاب والمهارات والإمكانيات التي يتمتعون بها، وأن يتم تعزيز المبادرات الطلابية”.

وحول وجود مناهج جديدة في هذا العام بيّن وزير التربية أنه سيتم نشر منهاج الفرنسي والإنكليزي في عدد محدد من المحافظات ولجميع الصفوف، وعند الانتهاء من توزيع الكتب الموجودة في مستودعات الكتب المدرسية والتي كانت مقدمة من دار نشر، حينها سيتم تعميم منهاج اللغتين الإنكليزية والفرنسية بشكل كامل في جميع المحافظات، وبذلك نصل إلى مرحلة الإنتاج الوطني لجميع الكتب المدرسية.

شاهد أيضاً

استشهاد الرئيس الإيراني والوفد المرافق له

شام تايمز – متابعة أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية، صباح اليوم، استشهاد الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي” …