“صباغ”: تسييس عمل منظمة الأسلحة الكيميائية أفقدها مصداقيتها

شام تايمز – متابعة

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة “بسام صباغ” وجوب تصحيح مسار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والعودة إلى دورها الطبيعي، باعتبارها ركيزة أساسية ومحايدة في نظام عدم الانتشار، مشيراً إلى أن تسييس عملها أبعدها كثيراً عن الطابع الفني وأفقدها جزءاً كبيراً من مصداقيتها، لتتحول إلى أداة بيد بعض الدول بدلاً من أن تكون حارساً أمينا على تنفيذ اتفاقية الحظر.

وأعرب “صباغ” خلال جلسة لمجلس الأمن، الأربعاء 4 آب، عن أسف سورية لأن تصبح مناقشات المجلس منصة لبعض الدول الغربية الأعضاء، لتوجيه اتهامات مضللة ضدها متجاهلة حقيقة انضمام سورية طوعاً لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية عام 2013، وعملها بكل جد ومصداقية وشفافية لتنفيذ الالتزامات المترتبة عليها بموجب هذا الانضمام، وتدمير كامل مخزونها من الأسلحة الكيميائية ومرافق إنتاجها.

وأوضح أن هذه الدول تستمر بتجاهل التعاون القائم خلال السنوات الماضية بين سورية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والمشاورات الوثيقة مع الأمانة الفنية، والتي حققت تقدماً مهماً يدل بوضوح على وفاء سورية بالتزاماتها بموجب الاتفاقية، لافتاً إلى أنه رغم عدم تبقي إلا القليل من الجوانب الفنية في هذه العملية، إلا أنه ما يزال هناك محاولات من تلك الدول لتوظيف هذه الجوانب الفنية خدمة لأغراضها السياسية.

وأضاف أن سورية أكدت في تقريرها الشهري الـ 92 أنها كانت حريصة منذ انضمامها للمنظمة على التعاون مع الأمانة الفنية، مشيراً إلى أنه رغم هذا التعاون طيلة السنوات الثماني الماضية إلا أن الأمانة قابلته بإنكار مستمر، مشيراً إلى ترحيب وزير الخارجية والمغتربين بالدعوة الموجهة إليه بتاريخ الـ 24 من حزيران الماضي من مدير عام المنظمة “فرناندو ارياس”، لإجراء تواصل على مستوى عال واستعداده للاجتماع معه في دمشق، بهدف تبادل الآراء ومناقشة التطورات التي حصلت خلال الفترة الماضية فيما يخص آليات وطرائق العمل، والاتفاق على الخطوات الواجب اتخاذها مستقبلاً في إطار تنفيذ سورية التزاماتها بموجب الاتفاقية.

وشدّد “صباغ” على رفض سورية المطلق لكل حملات التشكيك التي تطلقها بعض الدول المعروفة، حيال تعاونها مع المنظمة وتوجيهها اتهامات باطلة تتصل بإعلانها الأولي، وتستهجن قفزها إلى استنتاجات غير صحيحة، مستنكراً الادعاءات التي وردت في بيانات بعض الدول حول رفض سورية منح فريق تقييم الإعلان تأشيرات دخول إليها، علماً أن الفريق أجرى حتى الآن 24 جولة من المشاورات في سورية، ولم تثر خلالها أي مشكلة بشأن حصوله على تأشيرات الدخول اللازمة مبيناً أنه لم يجر حتى الآن الاتفاق بين الجانبين على موعد زيارة فريق تقييم الإعلان.

ولفت “صباغ” إلى أن الحقائق لا تزال تتكشف يوماً بعد يوم، بشأن ما ورد في تقرير منظمة الحظر حول حادثة دوما المزعومة، مشيراً إلى أنها تدل بوضوح على ما قام به كبار المسؤولين في المنظمة من تشويه وتحريف للحقائق، بما يتماشى مع رواية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لإيجاد ذريعة للعدوان الثلاثي الذي ارتكبته تلك الدول على الأراضي السورية.

وبخصوص ما أثير حول الاسطوانتين الخاصتين بحادثة دوما المزعومة التي ورد ذكرها في تقرير المدير العام الأخير، لفت مندوب سورية الدائم إلى أنه بتاريخ الثامن من حزيران الماضي تعرض أحد المواقع المعلن عنها للمنظمة لعدوان “إسرائيلي”، خلف أضراراً في الموقع وأدى إلى تدمير كامل للعديد من الغرف ومعدات الإطفاء والآليات واسطوانتي الكلور الخاصتين بحادثة دوما المزعومة في عام 2018.

وبيّن “صباغ” أن الأمانة الفنية للمنظمة أخطرت سورية بمذكرتها المؤرخة في الـ 18 من أيار 2018، بالمحافظة على الاسطوانتين لحين إجراء تقييم علمي وفني لهما، مشيراً إلى أنه في شهر تشرين الثاني 2020 أجرى فريق خبراء من الأمانة الفنية التقييم المطلوب من حيث الأبعاد والمحتوى وكميته والسماكة المعدنية ومنظومة الاستقرار والتصوير الشعاعي والفوتوغرافي، مؤكداً أنه بذلك تكون سورية التزمت التزاماً مطلقاً بتنفيذ مضمون مذكرة الأمانة الفنية، ولم تطلب الأمانة الفنية للمنظمة أي إجراء بعد هذا التاريخ.

وأكد “صباغ” أن التسييس الذي باتت تعاني منه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أبعدها كثيراً عن الطابع الفني لعملها وأفقدها جزءاً كبيراً من مصداقيتها، لافتاً إلى أنه بدلاً من أن تكون حارساً أميناً على تنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، تحولت إلى أداة بيد بعض الدول لاستهداف دولة طرف في الاتفاقية، ما يتطلب تصحيح مسارها والعودة إلى دورها الطبيعي باعتبارها ركيزة أساسية ومحايدة في نظام عدم انتشار الأسلحة الكيميائية.

شاهد أيضاً

وفاة الفنانة “خديجة العبد”

شام تايمز_ متابعة نعت نقابة الفنانين ،أمس الأحد، الفنانة “خديجة العبد” عن عمر ناهز 76 …