الشريط الإخباري

العمل أونلاين.. ملجأ يفتح آفاقاً وآمالاً اقتصادية للشباب السوريين

شام تايمز – رهف عمار
شركة تجارية كبرى تبحث عن موظفين للعمل عن بعد بصفة كاتب محتوى ومدير لصفحاتها عبر “السوشال ميديا”، وشركة أخرى تبحث عن فريق تسويق ومصمم غرافيك ومسؤول لإدارة المحتوى الرقمي، وأخرى تبحث عن صاحب بصمة صوتية لتسجيل إعلانات وكتب، والكثير من الإعلانات المشابهة التي لا بد أن صادفها أحدكم خلال تصفح تطبيقات التواصل الاجتماعي أو التطبيقات المتخصصة في فرص العمل.

فرص تعتبر من إيجابيات الإنترنت، حيث أتاحت الشبكة فرص عمل جديدة لم تكن متاحة في السابق، والبعض منها كان متوفراً واقعياً لكن بأعباء وظروف أصعب، بعكس الوضع الحالي الذي أتاح لكثيرين إمكانية نشر المحتوى وتقديم الخدمات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من منازلهم، وجني الأرباح أو تحقيق عائد.

صعوبات العمل أونلاين
وتتلخص معظم صعوبات العمل أونلاين بضعف الإنترنت بشكل عام في بلد يعاني من أزمات متتالية كسورية، وهذا ما يدفع أصحاب العمل الحر دوماً لاستخدام البيانات أو الـ 4G مما يزيد التكلفة المادية عليهم، إضافة لاستغلال وسطاء وسائل الدفع كالباي بال، على اعتبار أن السوريين الموجودين في الداخل لا يستطيعون إنشاء حساب “باي بال” لتحويل الأموال، فيلجؤون إلى الوسطاء الذين يقومون بسحب الأرباح لهم وتحويلها عبر شركات الدفع الداخلية، مقابل تقاضي أجور على هذه الخدمة في بعض الأحيان تكون النسبة كبيرة.

إضافة لذلك فقد يواجه البعض عملاء من النوع الاستغلالي أو بالأصح النصابين الذين يطلبون عينات للعمل أو اختبار لكل ما يحتاجه العميل، فيقوم بالاعتذار عند استلام العمل بحجة أنه لم يعجبه وهو يكون قد وصل لغايته، أو يقوم بالاختفاء بشكل مفاجئ وهذا ما يحدث كثيراً مع مصممي الغرافيك والفيديو، لذلك ينصح دوماً بوضع العلامة المائية على النماذج التي ترسل لأي عميل غير مضمون.

إيجابيات العمل أونلاين
ولعل أبرز الإيجابيات للعمل عن بعد أو أونلاين، هو المردود المالي على اعتبار أن الوضع الاقتصادي لا يسمح بالاعتماد على مصدر دخل واحد فقط حتى لو كان دخل ثابت، ولجوء كثيرين للعمل في مهن متعددة “مسبعين الكارات” حيث ساعد العمل أونلاين على سد ثغرات نسبة كبيرة من الشباب السوري الاقتصادية نوعاً ما من ناحية، ومن ناحية أخرى فتح لهم أبواب التعرف على أشخاص وثقافات أخرى من خلال الاحتكاك بزملاء العمل، ومنهم من دول أخرى، كما توفر التجارب العديدة في هذا المجال أكثر من فرصة عمل بآن واحد، ما جعل أغلب الشباب وخريجي الجامعات وحتى الموظفين اللجوء إلى “الفري لانس” بشكل كبير، فالاعتماد على المهارات والمواهب صار مهماً جداً للدخل المادي وليس فقط لأوقات الفراغ.

وفي هذا الإطار تحدث المعلق الصوتي والمسؤول الوطني عن مشروع “يلا فريلانس” لعام 2021 ضمن “JCI Syria” “جعفر مهنا” لـ “شام تايمز” عن تجربته.. “العمل أونلاين بالوقت الحالي أسلوب حياة متبع عند الكثيرين لتأمين احتياجاتهم بظل هذه الظروف الصعبة، من وضع معيشي صعب وارتفاع بمستوى البطالة بالبلد، وتدني الأجور ضمن الوظائف التقليدية، لذلك الكثير من الناس لجأت للعمل أونلاين سواء بشكل ثابت (وظيفة عن بعد) أو بشكل مستقل (فريلانس)، وساعدت أزمة كورونا على انتشار الموضوع بشكل أسرع وغيرت الكثير من المفاهيم خاصة عند الناس الذين كانوا ينتقدوا هذا النوع من العمل ويعتبروه مضيعة للوقت.

وتابع “مهنا” هذا النوع من العمل مهم جداً لأي شخص يمتلك مهارة معينة حيث بدأت تجربتي سنة 2015 كمعلق صوتي مستقل، لشركة تعمل في مجال صناعة المحتوى العلمي والتقني، وتطورت التجربة لتشمل عدد أكبر من الشركات والعملاء، التجربة أيضاً كان يوجد بها عدد من العقبات التي لا يستهان بها، منها الإنترنت، الانتشار وبناء الثقة مع الشركات، المعدات الشخصية، ولكن مع الوقت وتراكم التجارب، استطعت حل هذه المشاكل والانطلاق بشكل أكبر بمجال العمل المستقل.

أما “يوسف شرقاوي” وهو كاتب مقالات أدبية فقد أوضح لـ “شام تايمز” أن العمل أونلاين مهم عملياً ومادياً، بالرغم من أنني ما زلت أميل للورق والجرائد، لكن الوضع الراهن فرض نفسه علينا، وبشكل عام العمل أونلاين يسهل التواصل مع المحررين أو أصحاب العمل، والاجتماعات أونلاين أسهل بكثير في الظروف الحالية، إضافة لتوفير إمكانية مناقشة المادة المُراد تقديمها عبر تطبيقات وسائل التواصل بالصوت والصورة، ومادياً بلا شك العمل مُجدي، وفتح آفاق جديدة لنا.

مواقع تتيح لك فرص عمل أونلاين:
وتحتاج كي تحصل على فرص للعمل “أونلاين” لتقديم عروض وتسويق مميز في بعض المواقع والمنصات مثل “خمسات، مستقل، ساوند ديل وغيرها”، حيث تسهل التواصل بين العملاء ومقدمي الخدمات وتضمن حقوق الطرفين ومثال على هذه الخدمات التي من الممكن الاستفادة منها “الترجمة، التدقيق اللغوي، التصميم، إدخال البيانات، التسويق، الكوبي رايتنغ – التسجيل الصوتي”.

شاهد أيضاً

بسبب موجات الحر.. أكثر من 150 ألف حالة وفاة سنوياً

شام تايمز – متابعة كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة “موناش” في استراليا أن موجات الحر …