جدل “سيربيترو” مقابل 17 عقداً بملايين الليرات.. هل أنصفه الرأي العام؟

شام تايمز

بقلم رئيس التحرير: حيدر مصطفى

تكاد لا تخلو أيام السوريين من العناوين التي تثير جدلاً واسعاً، على اعتبار أن الرأي العام في البلد المنهك من الحرب وآثارها، صار عرضة للتأثر بشكل واسع بمختلف الأمور التي تحصل ومهما كانت الطروحات وحتى دون انتظار النتائج في بعض الأحيان، ولا يبدو حقاً لأي أحد أن يحمّل الأوساط الشعبية على اختلافها مسؤولية عدم القبول وحالة الرفض المستمر، نظراً لمدى الحاجة والرغبة بتحقيق إنجازات فعلية على الأرض.

وفي حين يبدو فيه “النقد” مشروعاً لكل ما يحصل، طالما أننا لا نلمس تغييرات مؤثرة إيجابياً في حياتنا، إلا أن نصف الكأس المليء أو حتى ربعه أو ثلثه، لا بد من النظر إليه إن وجد، وبالتالي إنصاف بعضنا البعض والابتعاد عن النظرة الأحادية غير الموضوعية في توصيف الحدث الحاصل.

على سبيل المثال، أثار مؤخراً معرض سورية الدولي للنفط والغاز “سيربترو 2021” من تنظيم مجموعة مشهداني الدولية، ردود أفعال عديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكان عنوانه محط استفزاز بالنسبة لكثيرين لاسيما من الوسط الصحفي ونشطاء الفيسبوك في داخل البلاد وخارجها، نظراً لعدم كفاية السوق والحاجة الشعبية من المشتقات النفطية، وغياب القدرة على الاستثمار في أكثر الحقول أهمية والواقعة تحت سيطرة الاحتلال، ولا يمكن لأحد أن يتجاوز الفكرتين السابقتين، كونهما من أكثر ما يؤلم السوريين اليوم ويضيق عليهم سبل العيش، وبناءً عليه جاء عنوان المعرض مستفزاً لشريحة كبيرة، تعاطت مع المسألة بسخرية تامة، وطرحت تساؤلات انتقاصاً من المعرض وأهميته أبرزها.. “شو رح يعرضوا فيه إذا لا بنزين ولا مازوت ولا غاز عنا؟”.

سؤال يبدو محقاً لغير العارفين بسلسلة من النقاط التي يمكن الإشارة إليها في سياق “توضيحي”:

  • أولاً: المعرض كان محطة من سلسلة معارض “تخصصية” في مختلف القطاعات تنفذها مجموعة خاصة لتنظيم المعارض ولم يكن من تنظيم الحكومة.
  • ثانياً: المعرض شكل مساحة للتعاون بين شركات النفط المحلية ولا سيما الحكومية منها، وشركات عربية وإيرانية وروسية أخرى، في مجال التعاون لتأمين معدات وأمور هندسية وبحث سبل التطوير المشترك للقطاع النفطي في سورية.
  • ثالثاً: تم في المعرض بحسب مصادرنا في شام تايمز، إبرام 17 عقداً بين الشركات المشاركة قيمتها ملايين الليرات السورية، والتوافق على التحضير لعدد أكبر سيتم التوقيع عليه في الفترة المقبلة، ما سيعود حتماً بنتائج إيجابية على الاقتصاد المحلي.
  • رابعاً: أتاح المعرض مساحة أمام الشركات المتخصصة لتقديم خدماتها للشركات الأخرى وغيرها من الشركات القانونية والإعلامية، وفسحة للتعارف بين الوسط النفطي في سورية والخبرات الخارجية لاسيما من إيران والعراق وروسيا.
  • خامساً: المعرض كان مساحة لرجال الأعمال والمستثمرين السوريين والوافدين من الخارج، لمناقشة العديد من صفقات ومجالات التعاون، ولم يكن مهرجاناً شعبياً، أي أنه في بعده الأساسي كان اختصاصياً إلى درجة كبيرة، ولا يوجد ما يمنع المختصين في أي مجال من إقامة معارض مماثلة، خصوصاً وأننا شاهدنا مؤخراً معارض طبية “رغم أزمة الدواء والصحة” ومعارض غذائية “رغم ارتفاع نسبة الفقر” ولم تحصل عليها ضجة مماثلة.

معطيات رغم موضوعية تفاصيلها إلا أنها حتماً لن تكون مقبولة أو مقنعة بالنسبة لكثيرين، والمشكلة ليست فيها، وإنما في حالة الرفض التام لمحاولات كثيرين آخرين، في خرق جدار العقوبات أو الجمود الاقتصادي، معتبرين أن معارض أو مهرجانات مماثلة لا تقدم ولا تؤثر ولا تحقق خرقاً لسلاسل العقوبات، وهو كلام كان الرد عليه بمشاركة الشركات بقرار صرف منها، والتصريحات الصادرة عن مسؤوليها والمستثمرين الذين زاروا المعرض بأن التعاون الاقتصادي مع سورية ضرورة حتمية، مهما كان أثر “قيصر” ورعاته، طالما أنهم نجحوا في تحقيق إنجازات لبلادهم الواقعة أيضاً تحت سطوة العقوبات.

شاهد أيضاً

“روضة الرفاعي”: الهدف من الفعالية هو إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال الأيتام

شام تايمز – جود دقماق انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية وتحقيقاً لهدفه الإنساني، أقام النادي الدبلوماسي …