الشريط الإخباري

طفلتان تختزلان عقداً من الحرب على سورية

شام تايمز – نوار أمون 

عقد مضى من عمر الحرب على سورية، وعلى الرغم من انحسار الحرب عن مناطق واسعة من البلاد، إلا أن ذلك لا يعني تجاهل ما تسببت به من خسائر اقتصادية واجتماعية وربما “نفسية”، ومحاولة معالجة ما حدث بموضوعية بعيداً عن “المكابرة”، لأن تجاوز مآسي الحرب لا يتم إلا بحصرها وإيجاد حلول جذرية لها.

وفي حادثة ليست غريبة وليست الأولى من نوعها في سورية، تخلى أب عن طفلتيه بذريعة “عدم قدرته على تربيتهم ورعايتهم” بعدما انفصل عن والدتهما، وبدأ كل منهما حياة جديدة لا مكان لأطفالهم فيها.

وترك رجل، من بلدة “جبعدين” ،شمال العاصمة “دمشق” طفلتيه “ورد ورقية” داخل أروقة مشفى “المواساة” بدمشق، مخلفاً وراءه رسالة يشرح فيها السبب الذي دفعه لهذا التصرف اللاإنساني، لتأخذهم إدارة المشفى وتسلمهم إلى الجهات المختصة لإجراء اللازم.

وعن تفاصيل الحادثة، ذكر الطبيب “سعيد جاويش” الذي يعمل في مشفى “المواساة” بدمشق، على صفحته في موقع “فيسبوك”، أن أباً ترك طفلتيه على أحد المقاعد وخرج تاركاً رسالة يشرح فيها فقره وحاجته.

 

وأضاف الطبيب: “لم أفهم منها شيئاً سوى هذا المقطع المكتوب على خلفية الورقة بأن الطفلتين بحاجة إلى طعام وماء ولم يتناولوا شيئا يبدو منذ فترة طويلة”.

وفي السياق، نشرت فتاة تدعى “هايدي حافي” عبر حسابها على موقع “انستغرام” تفاصيل متعلقة بذوي الطفلين، إذ قالت إن والدتهما تدعى “نور”، منفصلة عن زوجها منذ قرابة ستة أشهر، والوالد يعمل خارج بلدة “جبعدين” وليس لديه أي تواصل مع عائلته وذويه.

 

وخلال حديثه لشبكة “شام تايمز” أوضح الدكتور “سعيد جاويش” أن إدارة المشفى سلمت الطفلتين أصولاً إلى مخفر شرطة المزة لإجراء اللازم، مشيراً إلى أن الشرطة ارتأت أن تبقى الطفلتين في المشفى لتلقي الرعاية الصحية والغذائية.

وفي وقت لاحق، كتب الطبيب “جاويش” على صفحته الشخصية في موقع “فيسبوك” أن الطفلتين في رعاية مشفى “الرازي”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً بعد انتشار هذا الخبر، واستنكر كثيرون تصرف الرجل بالتخلص من طفلتيه، حيث اعتبروا أنّه لا يحق للرجل التخلص منها مهما كانت الظروف، وأنّه ليس الوحيد الذي يعاني من الوضع المعيشي الصعب، في حين انتقد آخرون سياسة الحكومة في التعامل مع الأزمات التي يعيشها المدنيون والتي يعانون بسببها على المستوى المادي والنفسي.

وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، عن حالات مشابهة تخلى فيه بعض الأهالي عن أطفالهم وخاصة “الرضع” بشكل كبير في “دمشق” وريفها ومناطق أخرى في سورية، والتي أصبحت أمراً عادياً بعد أن كانت في وقتٍ سابق نادرة الحدوث، وذلك بسبب تردي الأوضاع المعيشية وتدهور الحالة الاجتماعية مع سنوات الحرب الأخيرة التي ألقت بظلالها على البلاد، بحسب الصفحات.

إحصائيات ومؤشرات

مؤشرات وإحصائيات كثيرة أجرتها جهات بحثية داخلية وخارجية والبعض الآخر منها تبنّته منظمات أممية ودولية، فيما يتعلق بواقع الفقر بجميع أبعاده وتبدلات عميقة في مستوياته، وانتشاره الجغرافي أيضاً، فقد كشفت تقارير بحثية أن نسبة الفقراء والمعوزين جداً في سورية بلغ نحو 63.6% في عام 2015، مقارنة بنحو 24.8% عام 2010.

لكن تقريراً لمنظمة الصحة العالمية، أكد أن 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وأن تسعة ملايين و300 ألف شخص في سورية يفتقرون إلى الغذاء الكافي.

وتشهد سورية، التي دخلت الحرب فيها عامها الحادي عشر، أزمة اقتصادية خانقة فاقمتها العقوبات الغربية و الإجراءات القسرية أحادية الجانب.

وتتصدر سورية قائمة الدول الأكثر فقراً بالعالم، بنسبة بلغت 82.5%، بحسب بيانات موقع “World By Map” العالمي.

شاهد أيضاً

السفير “رياض عباس” في كلمته بافتتاح الدورة الدبلوماسية العربية: الرياضة جزء من عملية التواصل بين الشعوب في المنطقة العربية

شام تايمز – جود دقماق تصوير: مأمون كلحو انطلقت الدورة الدبلوماسية العربية الأولى لكرة القدم …