النسخة السورية من “ماوكلي”.. طفل مشرّد ينام في حضن كلب شارد!

شام تايمز – كلير عكاوي

خرج “ماوكلي” أشهر الشخصيات الكرتونية التي تابعها الأطفال من مسلسلات الرسوم المتحركة، لينام قرير العين في حضن كلب شارد في أحد شوارع اللاذقية.

الناشط “لؤي سليمة” أكد لـ “شام تايمز” أن خلال تجواله في شارع “بنت الشاويش” في منطقة “الزراعة” باللاذقية، شاهد طفل مشرّد ينام على الرصيف متّخذاً من الكلب وسادة له، مشيراً إلى أن المشهد كان غريباً وتحديداً في عدم شعوره بالخوف تجاه الكلاب المشرّدة في وقت نومه.

وأشار “سليمة” إلى أن الهدف من الصورة التي التقطها له، والمنشور الذي كتبه عبر صفحته الشّخصية على “فيسبوك” مساعدة الطفل من قبل جمعيّة مختصّة ليصبح له ملجأ ومأوى وملاذ، كاشفاً عن تواصل عدّة أشخاص معه بغرض المساعدة المالية للطفل، ولكن رفض لأن المساعدة الحقيقية تكمن بتأمين مكان مناسب لتربية الطفل تربية سليمة وليست بتأمين المال، بحسب تعبيره، وقال “سليمة”: “شاهدت الطفل بعد أيام يتمشّى مع الكلاب في أحد شوارع المدينة”.

وشبكة “شام تايمز” لم تكن مثل الكاتب البريطاني “روديارد كبلينغ” الذي قضى سنوات عديدة ببلاد الهند، واستغل مأساة طفل هندي متوحّش كمصدر إلهام لابتكار شخصية “ماوكلي”، بل رصدت هذه الحالة السورية بهدف مساعدة الطفل وتربيته تربية سليمة، خصوصاً أن بعض الأشخاص لم يلمحوه أبداً وأدهشتهم الصورة، والبعض الآخر قال: “إن الطفل عدواني ويحرّض الكلاب على الناس المارّة من أجل كسب المال”، بحسب قولهم.

بدوره مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في اللاذقية “عمار أحمد” أكد لـ “شام تايمز” عدم العثور على الطفل الذي انتشرت صورته وهو نائم برفقة كلب إلى هذه اللحظة، موضحاً أن حالات التشرّد يتم متابعتها بشكل يومي، وهناك دوريّات تعالج وضعهم من عمر الـ 10 إلى 70 عام، وتوزّعهم على أماكن مختلفة منها دار الأيتام ودار العجزة ليتلقّوا الرعاية المناسبة.

وعبّر “أحمد” عن مفاجأته بأسلوب نشر هذه القضية عبر “فيسبوك” بدلاً من التواصل مع المعنيين، قائلاً: “للأسف لا يوجد ثقافة تواصل مع المؤسسات الحكومية وبعض الأشخاص يستغلّون ثقافة الانتشار على الانترنت”.

وأشار مدير الشؤون الاجتماعية والعمل إلى أن مدينة اللاذقية تحتوي على مركز أحداث ومركز رعاية، وجمعيات تحتفي بهذه الظاهرة، مضيفاً: “نحن نعاني من وجود أكثر من 10 حالات يومياً، وتعمل اللجان المسؤولة على رعايتهم وتثقيفهم وتعليمهم”، علماً أن هذه الظاهرة موجودة في كل دول العالم.

وعن الصداقة الحميمة بين الأطفال والكلاب الشاردة، لابد من الإشارة إلى أن الجمعية المصرية لرعاية الحيوان أشارت في توضيحات سابقة إلى أن الكلاب الضالة غير شرسة، وإنّما صدور بعض الحركات من قبل الأطفال أو الناس في الشّوارع هو من يجعل الكلب أكثر شراسة تجاهها، موضحة أن الكلب يشم رائحة هرمون “الأدرينالين” النابعة من الشخص الذي يفرزه عند تعرّضه للخوف والتوتر.

وذكرت دراسات مصريّة أنه لا يوجد فرق بين الكلاب الضالة والكلاب غير الضالة في حال أحسن الإنسان معاملتهم جميعاً، ويمكن الاستفادة منهم في كثير من الخدمات منها إمكانية وجودهم في الملاجئ مع الأطفال، ودار المسنين، والمصحّات النفسية مع المدمنين أو غيرهم من المرضى، فأغلب من يعانون من الاكتئاب ينصحهم المرشد النفسي بتربية حيوان أليف لأن وجوده يحدث تأثيراً جميلاً وإيجابياً على من يرافقه.

شاهد أيضاً

ماهي علامات مرض العصاب؟

شام تايمز – متابعة كشف الدكتور “يوري فيالبا” أخصائي العلاج النفسي علامات مرض العصاب، ومنها: …