بين تصعيد الجبهات في الشمال وتصريحات “أردوغان” الأخيرة.. ماذا ينتظر إدلب؟

شام تايمز – هزار سليمان

أفادت وزارة الدفاع الروسية أن الجماعات المسلحة في منطقة إدلب تنقل عناصرها إلى قريتي “مجدليا وسان”، بريف إدلب، حيث تم تكثيف هجمات ضد مواقع الجيش العربي السوري.

وذكرت الوزارة أن مركز “حميميم” سجل خلال الساعات الـ 24 الماضية 38 عملية قصف من قبل عناصر تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي، بينها 17 في محافظة إدلب و8 في اللاذقية و4 في حلب و9 في حماة.

في المقلب الأخر قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في تصريحاته الأخيرة: “سنواصل بذل قصارى جهدنا لضمان مستقبل مشرق لجارتنا سورية على قاعدة وحدة أراضيها ووحدتها السياسية”، زاعماً بذلك حسن النية والجوار رغم كل التنديدات من وزارة الخارجية السورية.

الخبير العسكري “كمال الجفا” أكد في حديثه لـ “شام تايمز” أن المجموعات المسلحة المتواجدة والعاملة والمحمية بغطاء تركي أيقنت أنها لن تتمكن عبر تركيا من الحصول على وقف إطلاق نار طويل الأمد لكي تستكمل فيها تركيا عملية التغيير الديمغرافي التي بدأتها في شمال سورية، بالتوازي مع عملية التحويل الجذرية لـ “جبهة النصرة” الإرهابية من حيث الشكل لا المضمون إلى معارضة سورية معتدلة تستطيع من خلاله تركيا أن تمسك بأوراق قوة تستثمرها في أي مفاوضات مستقبلية مع كل الأطراف الفاعلة في الملف السوري.

وأضاف “الجفا” أن عملية التصعيد التي تشهدها الجبهات تستبق أيضاً أحداثاً سياسية مهمة تنتظرها دول المنطقة إن كانت القمة الأمريكية التركية أو القمة الأمريكية الروسية أو حتى اجتماع مجلس الأمن حول السماح بإدخال المساعدات الأممية إلى شمال سورية إن كان إدلب أو شمال شرق سورية، وهذا يعني اعترافاً ضمنياً أممياً بسيطرة قوى الأمر الواقع على هذه المعابر وما يتبعه من مطالب دولية مستقبلية تتعارض مع السيادة السورية.

وفيما يخص الموقف التركي المساند لهذه المجموعات والتنسيق التام بين جميع الفصائل الإرهابية المحلية والأجنبية مع الجيش التركي والمساندة النارية والتقنية للجيش التركي لهذه المجموعات أوضح “الجفا” أن ذلك دفعها لزيادة وتيرة الاعتداءات والاستهدافات لقوات الجيش العربي السوري في كل قطاع العمليات، وخاصةً أن الجيش السوري عزز نقاط انتشاره في محاور “سراقب والنيرب” ومحيط “ترمبة” ومناطق “جبل الزاوية” استباقاً لأي هجوم تقوم به هذه الفصائل خلال الأيام القادمة قبل موعد هذه الاستحقاقات.

وفيما يخص تصريحات “أردوغان” الأخيرة أشار الخبير العسكري إلى أن هناك تناقض دائم في تصريحاته وعدم وثوقية في مواقفه السياسية، ليس فقط فيما يتعلق بالملف السوري بل في كل الملفات الساخنة خلال السنوات الاخيرة.

وقال “الجفا”: إن “أردوغان يقرأ جيداً التبدلات السياسية في المنطقة والتغيرات في العلاقات العربية – العربية، والعربية – الأوربية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع سورية، وثبات مواقف الدول الحليفة لسورية والتبدل في العلاقات الإيرانية الأمريكية والتقارب السعودي مع إيران، وحتماً سيتبعه تفاهمات مع سورية ستنعكس إيجاباً على تعزيز الموقف السوري وعلى توسيع دائرة الدول الرافضة للدور التركي التوسعي في سورية والعراق”، مضيفاً: “ربما لن يكون هناك خيار أمامه إلا العودة إلى التنسيق مع الحكومة السورية لإنهاء حقبة السنوات العشر الدامية استباقاً لأي مشروع أمريكي انفصالي في شمال شرق سورية يكون بدايته في سورية ونهايته في جنوب شرق تركيا أي إنشاء دولة كردية مقتطعة من الدول الأربع سورية والعراق وايران وتركيا، وهذا هو الخطر الأكبر الذي يهدد مستقبل تركيا”.

وتابع الخبير العسكري: “لا خيار لتركيا إلا إيجاد حلول تدريجية للملف السوري وغيره من الملفات الملتهبة ولا يمكنها إبقاء هذا الجرح نازفاً إلى ما لا نهاية لأن الداخل التركي يعاني من انقسامات وتشظيات على مختلف الأصعدة بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية وانهيار العملة واتساع دائرة الدول المعارضة للسياسات التركية سواء عربية أو غير عربية، وبالتالي لابد من تغيير جوهري للسياسة التركية يؤدي إلى إطفاء الحرائق التي اشعلتها تركيا خلال السنوات السابقة”.

شاهد أيضاً

“المقداد” يبحث هاتفياً مع وزير خارجية أبخازيا التطورات في المنطقة والعلاقات بين البلدين الصديقين

شام تايمز – متابعة تلقى وزير الخارجية والمغتربين الدكتور “فيصل المقداد”، اليوم الخميس، اتصالاً هاتفياً …