ورقة اللاجئين السوريين تلوّح مجدداً في لبنان.. والسبب!

شام تايمز – وسيم رزوق

تتزايد الدعوات لإنهاء أزمة اللاجئين السوريين في لبنان، في ظل الكساد الاقتصادي والتقاعس الحكومي عن إيجاد حلول عاجلة، فضلاً عن فرض القيود المصرفية وتصاعد الدين العام مع تراجع تدفق تحويلات اللبنانيين بالخارج وعجز الدولة عن سد احتياجات مواطنيها، لا سيما بعد انفجار مرفأ بيروت في العام الماضي.
واقعٌ يدفع لوضع أزمة المخيمات على رأس أولويات لبنان، بحسب دعوة الرئيس “ميشال عون”، الخميس، لمنظمة الصليب الدولي والهلال الأحمر لدعم بلاده في مطالبته بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، في إطار العودة الآمنة بعد تردي الأوضاع الاقتصادية اللبنانية وتمثيل اللاجئين عبئاً مالياً على لبنان المنهك اقتصادياً، بحسب تعبيره.

اللاجئين ضحايا الاستغلال السياسي!

الناشط في قضايا حقوق الإنسان في لبنان “سلمان بركات” أوضح لـ “شام تايمز” أنّ بعض القوى اللبنانية وجدت أن هناك ضرورة ملحة لعودة اللاجئين إلى سورية، حتى لا يُستغل وجودهم في السياسة نظراً لأن الأيام أثبتت أن عدم انصياعهم لإرادة بعض القوى قد يعرضهم لمخاطر معينة، لافتاً إلى أن القوى المعادية لسورية تعمل على استغلال ورقة اللاجئين لمصالحها ومصالح المشروع الغربي، وامتناع اللاجئين عن استجابتهم لها يعرضهم لضغوط الترهيب أو الترغيب.

العجز الاقتصادي سبباًّ!

وأكد “بركات” أن الاقتصاد اللبناني لم يعد قادراً على تحمل تبعات إقامة اللاجئين السوريين والبالغ عددهم 1.5 مليون في لبنان، كونهم يستهلكون نسبة وازنة من ميزانية الدولة في ظل هذه الأزمة التي يعاني منها لبنان، في الوقت الذي أصبح عاجزاً حتى عن تأمين احتياجات مواطنيه، مضيفاً أن هناك قوى اتجهت للتعامل مع هذا الملف من منطلق إنساني، وراحت تحذر من خطورة استغلال ورقة اللاجئين والمتاجرة بها.

وفي 8 آذار الماضي، بحث وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة اللبناني “رمزي المشرفية” خلال لقائه بنظيرته السورية وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل “د. سلوى عبد الله” في دمشق، ملف النازحين والعمل على استكمال الخطوات المشتركة لما فيه مصلحة للبلدين وأهمية تأمين قاعدة بيانات للنازحين والمناطق التي نزحوا منها، للعمل على تهيئة البيئة الملائمة لعودتهم.

وما يشهده اللاجئون السوريون الآن ليس وليد اللحظة، فما بين عامي 2017 و2020، غادر أكثر من 200 ألف لاجئ سوري الأراضي اللبنانية.

وقدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مؤخراً، أنّ ما يقارب 90% من السوريين في لبنان باتوا يعيشون تحت خط الفقر، بعد أن كانت تلك النسبة تشكل 55% في 2020، وأنّه جرى استبعاد 90% من السوريين عن فرص العمل، ما أثر على دخلهم وتدهور مستوى معيشتهم.

وفي الآونة الأخيرة، قامت السلطات اللبنانية بمطاردة السوريين الذين يعملون بدون تصاريح عمل، إلى جانب حملات لهدم العديد من أماكن سكنهم العشوائية بحجة عدم وجود تراخيص بناء، ناهيك عن عرقلة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بسبب استغلال وجودهم من قبل منظمات وتيارات سياسية محلية، بحسب “محللين”.

شاهد أيضاً

الجو ربيعي حار والحرارة إلى ارتفاع

شام تايمز – متابعة تستمر درجات الحرارة بارتفاعها التدريجي لتصبح أعلى من معدلاتها بنحو 8 …