بين ضعف الإنتاج وتعسف “قسد”.. قمح وشعير الحسكة يتبخر مع أحلام المزارعين

شام تايمز – الحسكة – أحلام حسين

بدأ موسم حصاد القمح والشعير الاستراتيجيين في سورية مطلع الشهر الجاري، ومن المفترض أن يبدأ المزارعون بتوريد محاصيلهم للمراكز التي حددها فرع مؤسسة الحبوب، إلا أن مراكز التسويق الثلاثة في المحافظة تشهد إقبالاً ضعيفاً بالرغم من اتخاذ كامل الاجراءات لاستلام المحاصيل من المزارعين لهذا العام.

مراكز تسويق المحاصيل والإقبال عليها

وحدّد فرع مؤسسة الحبوب في الحسكة ثلاث مراكز لاستلام المحاصيل هي “جرمز والثروة الحيوانية والطواريج” في مدينة القامشلي.

وأكد مدير فرع المؤسسة “عبد الله عبد الله” على اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لاستقبال القمح من دحل ساحات المراكز إلى معايرة القبابين، واستعدادات أخرى لتلافي الحرائق، إضافة إلى إجراءات تنظيم الأدوار، وصرف أجور الشحن، والاستعداد لتسليم قيمة المحاصيل للفلاحين بأسرع وقت ممكن.

وأعاد “عبد الله” ضعف الإقبال على مراكز التسويق المحددة إلى ضعف الموسم الحالي نتيجة الظروف المناخية التي مرت على المحافظة وعلى رأسها ندرة الأمطار من جهة، وممارسات ميليشيا “قسد” في منع المزارعين من توريد محاصيلهم إلى مراكز الدولة من جهة أخرى.

ضعف محاصيل ومعوقات تسويقية

بدوره أكد رئيس اتحاد الفلاحين في محافظة الحسكة “عبد الفتاح أحمد” أن المحاصيل الشتوية بشكل عام والقمح والشعير البعليين بشكل خاص، تشهد ضعفاً كبيراً نتيجة شح الأمطار وانحباسها وندرتها في بعض الأحيان، الأمر الذي أدى إلى إلحاق ضرر كبير في كافة أرجاء المحافظة، وبالتالي عدم قابلية كامل المساحات الزراعية للحصاد، بينما المساحات المروية فإنتاجها متدنٍ جداً بسبب قلة مستلزمات الإنتاج الزراعي من جهة، وقلة الأمطار او انعدامها أيضاً.

وأضاف “أحمد”: “يتعرض تسويق محصولي القمح والشعير إلى معوقات كبيرة، أهمها منع ميليشيا “قسد” الفلاحين من توريد المحاصيل إلى مراكز الدولة، واستغلال أوضاعهم الاقتصادية الصعبة من خلال اللعب على وتر أحلامهم.

تسهيلات عملية التسويق

مدير زراعة الحسكة، “رجب السَّلامة” أوضح أن مديرية الزراعة تمنح الفلاحين شهادات المنشأ اللازمة لتسويق محاصيلهم للمراكز المحددة من قبل فرع مؤسسة الحبوب، وتقديم كافة التسهيلات اللازمة لتسهيل عملية تسويق المحاصيل ابتداءً من تأمين وتوزيع أكياس الخيش وصرف قيم الأقماح بالسرعة الكلية، وتذليل كافة العقبات التي تعترض عمليات التسويق.

وعن المساحات المزروعة بالمحاصيل الاستراتيجية قال “السلامة”: إن المساحة المزروعة بالقمح المروي بلغت 125 ألف هكتار، يقدر إنتاجها نحو 300 ألف طن، ما يعادل 40% فقط.

وتابع “السلامة”: بلغت خطة إنتاج القمح البعل 445 ألف هكتار، يقدّر إنتاجها بـ 389 ألف طن، أو ما يعادل 80%، أما بالنسبة للشعير المروي، فقد بلغت المساحات المزروعة 24 ألف هكتار، وهذا الرقم يفوق الخطة الزراعية.

ولفت “السلامة” إلى أن هذا العام هو الأول بعد مرور 7 سنوات، يزرع خلاله مساحات كبيرة من القمح البعل، أي بزيادة تعادل 70% مقارنة بالسنوات السبع الماضية.

وعن ظروف الموسم الحالي منذ الزراعة وحتى الحصاد، أشار “السلامة” إلى أن الموسم منذ بدايته تعرض لظروفٍ صعبةٍ، بعضها يتعلق بالمناخ والآخر بالوضع الأمني الذي تعيشه محافظة الحسكة، فتكاليف الإنتاج وعدم توفر مستلزماته بالشكل المناسب، وعدم وصول المواد الأساسية بالوقت المناسب، بالإضافة إلى الظروف المناخية، أثّرت على كميات الانتاج.

إجراءات “قسد” مع بدء الحصاد

وحدّدت ميليشيا “قسد” ما يقارب 15 إلى 17 مركزاً في كافة مناطق سيطرتها شمالي وشمالي شرقي سورية، واتخذت ما يسمى بهيئة الاقتصاد والزراعة التابعة لميليشيا قسد الانفصالية جملة من الاجراءات مع بدء موسم الحصاد، تسهيلاً لعملية سرقة القمح وبموافقة المزارعين، ثم منعتهم من توريد محاصيلهم إلى مراكز الدولة وخاصة محصول القمح، علماً أنهم لا يملكون القدرة على التمييز بين أنواع ودرجات جودة المحاصيل لتخزينها مؤقتاً قبل تهريبها إلى خارج الحدود في الصوامع التي كانت قد استولت عليها في وقت سابق.

وأصدرت “قسد” تعميماً يمنع احتكار مادة القمح ومنع الإتجار بها أو نقل محصولي القمح والشعير إلى خارج مناطق سيطرتها، ضمن محافظات “الحسكة، الرقة، دير الزور، ريف حلب”.

وبررت ميليشيا “قسد” قرارتها بحجج واهية لا تمت لحقيقة نواياها بصلة؛ مُدَّعين أنهم يريدون الحفاظ على البذار للموسم المقبل ولتوزيع الطحين على الأفران العامة والخاصة، ودعم مشاريع زراعية قيد الإنجاز تخدم مصلحة المنطقة، كإنشاء المطاحن في كل مناطق سيطرتها غير الشرعية، ومعامل ألبان وأجبان، ومشاريع بيوت بلاستيكية، ومخابر مركزية لفحص المواد الغذائية والأدوية البيطرية والزراعية، ومعامل إنتاج الخميرة، إضافة إلى إنشاء أفران ومخابز.

ووعدت ميليشيا “قسد” المزارعين بتقديم كافة المستلزمات الزراعية من سماد ومبيدات وأدوية ومحروقات بأسعار تلائم الأوضاع الاقتصادية للفلاحين مقابل تسليمهم محصولي القمح والشعير، ودعم المزارعين الراغبين بإنشاء محالج أقطان ومستودعات للأعلاف.

“قسد” تهرب محصول القمح

وبعد إجبار ميليشيا “قسد” الفلاحين على تسليم مواسمهم للمراكز المنتشرة في كامل الرقعة التي تسيطر عليها، بدأت عملية السرقة العلنية لمحصول القمح، حيث هرّبت 20 شاحنة محملة بالقمح السوري المسروق إلى إقليم كردستان في العراق عبر معبر الوليد الحدودي غير الشرعي.

المزارع “حمود الأحمد” قال: “إن موسم هذا العام ضعيف جداً، ولم يغطي حتى تكاليف إنتاجه، وما حصدناه خزناه لبذار الموسم المقبل”.

وأضاف المزارع “محمود إبراهيم”: “السعر الذي حددته (قسد) لشراء القمح لا يشكل عامل جذب لي، خاصة وأنا مجبر على عدم توريده لمراكز الدولة، ليبقى سعر التجار أعلى العروض”.

وقال المزارع “زياد العثمان”: “إن المغريات التي تقدمها (قسد) لا تقنع المزارع لأن هدفها واضح، وهو سرقة قمح وشعير المحافظة وتهريبها إلى كردستان العراق، وهي تسعى لإخضاع المواطنين لها من خلال اتباع سياسة التجويع وحرمانهم من الطحين والخبز وحتى من علف الغنم”.

يشار إلى أن محافظ الحسكة “غسان خليل” عمل على تشجيع الفلاحين والمزارعين مؤخراً لتسليم إنتاجهم من القمح للمراكز التي حددها فرع مؤسسة الحبوب في ريف القامشلي، بهدف دعم الاقتصاد الوطني بالمحاصيل الاستراتيجية ولتأمين رغيف الخبز.

وشدّد “خليل” على تأمين الحراسة الجيدة لمخازن محصولي القمح والشعير، ومعالجة واقع قواعد الأكداس بالشكل الجيد والآمن وتلافي الأخطاء السّابقة التي طرأت على الأكداس المخزنة في المراكز نتيجةً للإهمالِ، وعدم الأخذ بأسباب التخزين بشكل جيد، لافتاً إلى أن الشراء ضمن المراكز ضروري، وإلغاء التخزين في مستودعات خارج حرم المراكز، والعمل على شراء كامل الكميات المسوّقة ومنع التجاوزات والالتزام بالدور أثناء عملية التوريد، والإبلاغ عن أية تجاوزات حال وقوعها، وحصر هذه المسألة بالوحدات الشرطية فقط.

شاهد أيضاً

“الاقتصاد” تحدد أصناف الأقمشة المصنرة المصنعة محلياً

شام تايمز – متابعة أصدرت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية التعليمات المتعلقة بتحديد أصناف الأقمشة المُصنرة …