بقلم “يوسف الصايغ”.. “سورية تستكمل مشهدية الانتصار سياسياً”

شام تايمز – متابعة 

كتب الصحافي اللبناني “يوسف الصايغ” مقالاً تحت عنوان: “بعد الميدان.. سورية تستكمل مشهدية الانتصار سياسياً”، وجاء فيه ما يلي.. “لم يكن استحقاق الانتخابات الرئاسية في سورية مجرد عملية اقتراع لإنتخاب رئيس للبلاد بقدر ما هو إستفتاء على خيارات ورؤية وطنية شاملة، والتي تأتي بعد عقد من الحرب المدمرة التي استهدف سورية الدولة – المشروع، في سياق “الربيع” المزعوم لدول المنطقة، وتحت ستار الديمقراطية الغربية الذي جاءتنا عبر تنظيمات الارهاب والتكفير، وجماعات السبي وقطع الرؤوس ودق الأعناق وانشاء امارات الترهيب، وما الى هنالك من مظاهر التوحش البشري في القرن الواحد والعشرين.

وأضاف “الصايغ”.. أراد السوريون من خلال تجديد ثقتهم بالرئيس بشار الأسد لولاية رابعة التأكيد أنهم لم يكونوا يوماً إلا في خندق واحد مع جيشهم ورئيسهم في مواجهة مشروع استهداف سورية، بما تمثله من وزن في محور المواجهة مع المشروع الأميركي – الإسرائيلي في منطقتنا، وهذه الثقة الشعبية الكبيرة بالرئيس الأسد هي استفتاء على خياراته السياسية التي تضع فلسطين ومقاومتها على رأس سلم الأولويات، ولعل هذا ما يفسر بعض جوانب الحرب التي استهدفت سورية على مدى السنوات العشرة السابقة، فدمشق شكلت الحاضنة لحركات المقاومة الفلسطينية على اختلاف انتماءاتها، ورغم كل ما تعرضت له من ضغوط وحصار منذ غزو العراق لم تساوم يوماً على رأس المقاومة الفلسطينية، والرسالة الأخيرة التي وجهها الرئيس الأسد لمقاومي حماس خلال العدوان الأخير على غزة، خير دليل على أن سورية كانت وستبقى الظهير القوي لكل حركات المقاومة، رغم كل الشوائب التي رافقت الحرب على سورية، والعالم بأسره كان يشاهد الصواريخ الفلسطينية التي استهدفت تل أبيب وبئر السبع وباقي المدن المحتلة في فلسطين، فلولا دور دمشق وباقي قوى المقاومة، لما وصلت هذه الصوارخ إلى المقاومين في غزة ما ساهم في التأسيس لمعادلة ردع جديدة في فلسطين”.

وتابع الصحافي.. “قال السوريون كلمتهم وحسموا خيارهم بالوقوف الى جانب رئيسهم في معركة استكمال تحرير الارض واستعادة دور سورية المحوري، والذي بدأت أولى ملامحه بالظهور من خلال زيارات الوفود العربية إلى دمشق، كما تأتي مشاركة وزير السياحة السوري “محمد رامي مارتيني” بمؤتمر إنعاش السياحة في الرياض، تأكيداً على بدء استعادة العلاقات العربية الطبيعية مع سورية إلى سابق عهدها، في ترجمة فعلية لانتصار خيارات سورية السياسية، والذي تحقق بفعل تضحيات جيشها وشعبها وصمود قيادتها ووقوف حلفائها الى جانبها، والتفاف الشعب السوري حول هذه الخيارات، والتي تثمر يوماً بعد يوم في إنهاء مفاعيل الحرب التي تم تمويلها ودعمها بالسلاح والمقاتلين من شتى أصقاع الأرض، لكن صمود دمشق الأسطوري أسقط كل الحسابات والمشاريع التآمرية”.

وقال الصحافي.. “كذلك لا يمكن النظر الى انتصار فلسطين في معركة سيف القدس قبل أيام إلا كجزء من انتصار سورية، لأن هزيمة سورية لو حصلت كانت ستعني وأد أي محاولة لإعادة فلسطين إلى الواجهة، فانتصار سورية أسقط “صفقة القرن” التي أرادها ترامب تتويجاً لسياساته الهادفة إلى تأمين أمن وإستقرار الكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، لكن مشروع التطبيع لم يعط النتائج المرجوة منه، وها هي الدول التي سارعت إلى إشهار علاقتها بكيان الاحتلال، تسعى جاهدة لاستعادة علاقتها مع دمشق، التي صمدت وانتصرت بينما ولّى عهد ترامب ومعه مشروع تهويد فلسطين وطمس قضيتها”.

وختم الصحافي.. “لا شك أن مظاهر الفرح والاحتفاليات التي شهدتها سورية احتفاء بانجاز استحقاق الانتخابات الرئاسية، والتي جاءت لتؤكد على الثقة الشعبية الكبيرة بالرئيس الأسد هي بمثابة إعلان نصر سياسي، يأتي مكملاً للانتصار الميداني الذي حققته سورية، وهذه المعركة مستمرة حتى تحرير كامل الارض وعودة النازحين الى سورية والنهوض بالاقتصاد وكسر الحصار وبدء مشروع إعادة الإعمار، ما يشكل استكمالاً لمشهدية الانتصار التي تحقق ميدانياً عبر إسقاط مشروع استهداف سورية وسياسياص عبر تجديد الثقة بقيادة الرئيس بشار الأسد لولاية رابعة، والتي ستحمل معها الكثير من الاستحقاقات والإنجازات على أكثر من صعيد، تحت شعار “الأمل بالعمل”.

يذكر أن سورية أنجزت استحقاق الانتخابات الرئاسية في الـ 26 من أيار، وحقق الرئيس “بشار الأسد” فوزاً كاسحاً بنسبة 95,1 % من الأصوات، بحسب إعلان رئيس مجلس الشعب “حمودة صباغ” في اليوم التالي على انتهاء العملية الانتخابية، ووسط أجواء احتفالية شارك بها ملايين السوريين على امتداد جغرافيا الدولة.

شاهد أيضاً

“الاقتصاد” تحدد أصناف الأقمشة المصنرة المصنعة محلياً

شام تايمز – متابعة أصدرت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية التعليمات المتعلقة بتحديد أصناف الأقمشة المُصنرة …