رداً على التشويش.. السوريون في 26 أيار يقررون مصيرهم

شام تايمز

بقلم رئيس التحرير: حيدر مصطفى

تنتهي مفاعل الاستحقاق الدستوري المتمثل بانتخابات رئاسة الجمهورية، خلال وقت قصير، بعد نحو عشرة أيام قلبَ السوريون فيها المشهد. الضخ الإعلامي والسياسي من الخارج كاد يوحي بأن نسبة مشاركة قليلة ستشهدها الانتخابات في سورية، أو أن مزاجاً عاماً من الضغوط المعيشية والاقتصادية سيقلص نسبة الإقبال، لكن الواقع ولحظة الحقيقة كانت مختلفة كلياً.

منذ ساعات الفجر، وثقنا التحضيرات لافتتاح المراكز الانتخابية، في مدينة النبك بالقلمون وثقتُ توافد الناخبين على مركز المستشفى قبيل ساعة من موعد الافتتاح، المواطنون احتشدوا على البوابة وفي الساحة، وشاركت معهم الكوادر الطبية، وعلت أصوات الهتافات الداعمة للمرشح السيد “بشار الأسد” وللدولة السورية.

وتوافقت الكثير من الآراء على مسألة انتخاب المرشح الذي أعاد الأمان والاستقرار إلى مناطقهم والمساحة الأكبر من البلاد، وينسحب الموقف على آراء باقي مناطق القلمون التي واكبتها في الأمس منذ الصباح وحتى المساء، في “السحل” تجمهر أهالي القرية الصغيرة حاملين راياتهم الوطنية وصور مرشحهم الرئاسي. الكبارُ في السن قبل الشباب اصطفوا في احتفال “فليطا” التي شهدت يوماً أعنف المعارك، بعد سيطرة جماعة النصرة الإرهابية عليها. في “يبرود” التي حاولت “النصرة” أن تصدّرها يوماً على أنها قاعدة ومعقل لا يمكن للجيش السوري أن يدخله، غصت المراكز الانتخابية بالوافدين، في حين كان الحشد يتفاعل في “جيرود” وللبلدة خصوصيتها، رصدنا مشاركة شباب المدينة وكبارها وكثيرين ممن علموا على تسوية أوضاعهم في السنوات الماضية في الانتخابات الرئاسية، ولجيرود تأثيرها نظراً لعددها السكاني الكبير، وتعويل داعمي الجماعات المسلحة عليها وعلى يبرود والنبك سابقاً في تقطيع أوصال البلاد، وحرمان العاصمة من التواصل مع المحافظات الشمالية والوسطى.

عند المغرب كان عدد من رجال الدين وأبناء العشائر النازحين من المحافظات الشرقية، يتجمعون في “القطيفة”، ومعهم حشد من سكان المدينة، الرديات والهتافات سطت على المشهد، وسرقت الحجة أم وليد صاحبة المئة وواحد عام الأنظار، وهي تهتف بصوت مبحوح “للأسد” تتكئ على ابنها وأداة تساعدها في المشي، وتتقدم الجموع باتجاه صندوق الانتخاب.

وبين ثنايا الجبال العاتية في القلمون، صدح الصوت من خيمة “عين التينة” القرية الصغيرة المحاذية لبلدة معلولا، المئات من السكان والضيوف القادمين من قرى السلسلة الجبلية، تجمعوا تأييداً لشخص المرشح الرئاسي “بشار الأسد”، واصفينه بالمحرر والقائد وصانع السلام للأمة.

ما حصل في الأمس لم يكن مشهداً اعتيادياً، بل أعادنا إلى زمن القادة العابرين للشعوب، كحافظ الأسد، وجمال عبد الناصر، وتشي غيفارا، مشهد يعيد الصورة إلى الوراء، ويؤسس إلى مستقبل أكثر اختلافاً وإشراقاً لأمة تتوق للنهضة بعد سنوات من الظلام والظلم، ورغم عفوية وكثرة مشاهد إقبال كبار السن ومصابي الحرب من مدنيين وعسكريين وحتى أصحاب الاحتياجات الخاصة على مراكز الاقتراع، والتي وثقتها عدسات الكاميرات المحلية والأجنبية والعربية التي واكبت الانتخابات، إلا أن أصواتاً من الخارج ما زالت تحاول تشويه الصورة، والتعمية عن حقيقة المشهد.

ولا يبدو مستغرباً أن يرتفع مستوى “الحنق” عند من هزمهم مشهد “26 أيار”، فللسوريين كلمة تجرح وتصيب وتحفر وتؤسس وتبني وتؤكد أن لا مصير لهذه البلاد، إلا ويكتب بأقلامهم.

شاهد أيضاً

بمشاركة الرئيس “الأسد”.. انطلاق أعمال القمة العربية الـ 33 في المنامة

شام تايمز – متابعة بمشاركة الرئيس “بشار الأسد” انطلقت أعمال الدورة الـ 33 لاجتماع مجلس …