“الكليجة” تراثٌ عريقٌ في ذاكرة وحاضر دير الزور

شام تايمز – خاص – ديما مصلح

يستقبل أهالي محافظة “دير الزور” العيد بطقوسهم المميزة في صنع حلويات العيد الخاصة بتلك المحافظة، ومنها “الكليجة” ذات المنشأ الفراتي العريق، إحدى أشكال التراث الديري الذي يصل عمره لأكثر من 100 عام، ما زالت حاضرة عند كثيرين، فيما اختفت عند العديد من العوائل بسبب موجة الغلاء العاتية.

تقول “أم تيم” ربة منزل لـ “شام تايمز” إن الناس لا يشعرون بقرب موعد العيد دون صناعة “الكليجة” في بيوتهم لتفوح رائحتها في الحارة، فتتسلل إلى أنوف الجيران الذين يجتمعون لصناعتها، يوم وقفة العيد الذي يخصص رسمياً لإعداد “الكليجة”.

وكشفت السيدة أنه في هذا الزمن اختلف كل شيء لديها، مع غياب الفرح والعيد في منزلها منذُ أن فقدت ابنها، وأنها لم تعد تصنع الكليجة منذُ حوالي سبع سنوات، علماً أنه إرث محافظتها، قائلةً: “كيف أصنع الكليجة وابني كان يعجن العجينة بيده معي”.

أما بالنسبة لأجواء حلويات العيد في منزل الموظفة “هبة” من أهالي دير الزور التي تستقر في محافظة الحسكة، فهي ما زالت تحافظ على شكلها الاعتيادي، مؤكدة أنها لم تلغي الكليجة من منزلها التي تعتبرها عادات وتقاليد وإرث عريق لمحافظتها إلا بسبب الظروف الراهنة، حيث لم تستطع تحضيرها في منزلها بسبب الأوضاع المأساوية في المنطقة لعدم وجود الكهرباء والماء، فاستبدلت صنعها واضطرت على شرائها من محل للحلويات.

ونوّهت الموظفة لـ “شام تايمز” إلى أنها لا تشعر بقرب العيد إلا إذا صنعت الكليجة مع عائلتها في المنزل، وعوضتها بشرائها لكي لا تمحو عاداتهم التراثية، ولا تغيب طقوسها في العيد.

المعلمة “أم محمد” تحدثت بدورها لـ “شام تايمز” عن اضطرارها لتخفيف كميات “الكليجة” بسبب غلاء المواد الأولية لصنعها.. “قبل الحرب على سورية كانت تكلفة صنع خمس كيلو من الكليجة لا تتجاوز 500 ليرة سورية”، مشيرةً إلى أن المبلغ في هذا الوقت لا يساوي تكلفة نوع واحد من بهارات الكليجة.
الجدير بالذكر أنه لا تخلو ضيافة بعض أهالي دير الزور من “الكليجة”، التي تميزهم عن غيرهم في باقي المحافظات، وتعتبر الكليجة جزء من تاريخهم العريق.

شاهد أيضاً

تخريج طلاب كورس “Tesol” الذي أقامه معهد غولدن مايلستون بالتعاون مع مؤسسة المدربين السوريين

شام تايمز – جود دقماق أقام معهد “غولدن مايلستون”، أمس السبت، حفل لخريجي طلاب طلاب …