شام تايمز الإخباري رؤية لسورية أجمل
مقالات مشابهة
شام تايمز – كلير عكاوي
لم يروي حكواتي قهوة “النوفرة” قصة عنتر وعبلة هذه المرّة، بل كان للحكواتي المعاصر دوراً بقراءة روايات حديثة الولادة، معجونة بخميرة الإبداع والتطور، في إحدى مقاهي دمشق.
الراوي “عمر صناديقي” في دمشق تحدّث لـ”شام تايمز”، أن فكرة الراوي المعاصر جاءت من حكواتي القهوة القديم لكن بطريقة حديثة ومختلفة، مشيراً إلى أن العمل دقيق على انتقاء نوعية القصص، فغالباً تكون قصيرة تحمل عبرة صغيرة، منها الكوميدية أو الرومنسية أو الاجتماعية أو المجتمعية التي تنقل هموم الناس وتلامسهم وتعكس واقعهم الحالي.
وأكد “صناديقي” أن القصص موجّهة إلى جميع الشرائح بداية الأطفال وصولاً إلى كبار السن، مبيّناً أن اللغة المعتمدة باختلاف أنواعها وعلى رأسها اللغة العربية الفصحى واللهجة البيضاء، إضافة إلى لغة الناس البسيطة المتداولة.
واعتمد “صناديقي” على اللباس الـ “ستايل” لكنّه قرأ رواياته من الكتاب وليس “التاب”، ثم دمج معها الموسيقا والإيحاءات والإيقاعات الموسيقية ليزيد المعنى جاذبية للجمهور، إضافة إلى الصوت والأداء الذي تميّز بهما الراوي المعاصر بحسب المحتوى عبر أسلوب مسرحي ملفت.
ومع دخول التلفزيون إلى سورية وانتشاره عام 1960 م، استبدلت عدة مقاهٍ في دمشق القديمة الحكواتي بالتلفزيون باستثناء مقهى النوفرة الذي ما زال محافظاً على هذا التراث، ولكن عصر التكنولوجيا جمع التراث والحداثة “على مخدة وحدة” في قفص ذهبي، وولّدا شكلاً جديداً للحكواتي باسم “الراوي المعاصر”.
بدوره مدرّس الإيقاع في المعهد العالي للموسيقا وعازف الـ “musique électronique” “سيمون مريش”، أكد أن فكرة الحكواتي موجودة خلال شهر رمضان في قهوة النوفرة منذ زمن بعيد، وعادة يروي القصص من ألف ليلة وليلة والزير سالم، أما فكرة الحكواتي المعاصر نقلت قصص حياتية قريبة من الناس، إضافة إلى “النهفات” التي يتعرض لها المواطن في هذه الأيام.
وقال “مريش”: الراوي عمر يكتب النصوص ثم أنا بدوري أضيف لها الطابع الموسيقي بحسب أسلوب الطرح الذي يعتمد غالباً على طريقة الكوميديا السوداء”، مشيراً إلى أن الهدف هو خلق الحماس والمتعة والابتسامة عند المتواجدين.
يشار إلى أن الفريق المعاصر تكمنه روح الصداقة ويعمل على طرح هذه الروايات في الكثير من الأماكن والمقاهي والحانات في دمشق، منذ بداية الشهر العاشر من العام الماضي، فيما لاقت هذه العروض نجاحاً وإقبالاً كبير عند الجمهور.
