البندورة تلفظ أنفاسها الأخيرة.. الفلاحون يناشدون الحكومة

شام تايمز – حسن عيسى

استفاق مزارعو الساحل السوري على كارثة زراعية من العيار الثقيل، تمثّلت بنضوج محصول البندورة قبل أوانه نتيجة موجة الحر التي شهدتها البلاد مؤخراً، الأمر الذي تسبب بكساد الأطنان من محاصيلهم وعدم قدرتهم على تسويقها، ما جعل خسائر البعض منهم تُقدّر بالملايين.

خسائر محصول البندورة تفاوتت بين مزارعٍ وآخر، وذلك بحسب تكاليف إنتاج كل منهم إذا ما قورنت بأسعار السوق، التي شهدت انخفاضاً كبيراً خلال الفترة الأخيرة نتيجة الكميات الكبيرة التي تدفّقت للأسواق بين ليلةٍ وضُحاها، حيث وصل سعر الكيلو في بعض أسواق الهال بمختلف المحافظات إلى 250 ليرة، في حين أن التكلفة كانت أضعاف ذلك.

وأكد مدير السورية للتجارة “أحمد نجم” في تصريحه لـ “شام تايمز”، أن المؤسسة تحاول قدر الإمكان تخفيف الخسائر الكبيرة على مزارعي البندورة في ظل الأزمة الحالية، مشيراً إلى أنه يتم على الدوام استجرار الأطنان من محاصيل المزارعين بسعرٍ يصل حتى 400 ليرة، وبيعه في صالات السورية للتجارة بهامش ربحٍ بسيط.

وأوضح “نجم” أن إجراءات السورية للتجارة بدأت باستبدال أقفاص الفلين بأقفاص بلاستيكية وتسليمها للمزارعين، تلا ذلك المداومة على استجرار كميات كبيرة من البندورة وطرحها في الأسواق، مبيناً أنه يتم التواصل مع المعنيين في وزارة الصناعة من أجل استجرار كميات أخرى إلى معامل الكونسروة، مشدداً على أن هذا الأمر ليس من اختصاص السورية للتجارة فقط، داعياً لضرورة تضافر جميع الجهود الحكومية لتلافي الآثار والخسائر الناتجة.

بدورهم أشار عدد من فلاحي “سهل عكار” في حديثهم لـ “شام تايمز”، إلى أن الهيئات الحكومية لم تقدّم لهم سوى حلول عبثية بعيدة عن جوهر المشكلة، مطالبين المعنيين بالتدخل لتخفيض تكاليف الزراعة وإعادة تنظيم أسواق الهال، وكبح جنون الشركات من خلال تسعير البذور والأسمدة والأدوية الزراعية ودعم معامل النايلون، إضافةً لتأمين السوق الخارجية الملائمة للتصدير.

وكشف “مصطفى” أحد مزارعي طرطوس الذين لقوا خسائر فادحة هذا العام، في حديثه لـ “شام تايمز”، أنه وبالاتفاق مع عدة مزارعين في الجوار فإنهم سيستبدلون محصول البندورة في الأعوام القادمة، بمحاصيل أخرى لها سوق احتياطي في حال تعرضوا لنفس الفاجعة، بحسب تعبيره، الأمر نفسه ينطبق على المزارع “فراس” من بانياس الذي أكد لـ “شام تايمز” عدم نيته تكرار زراعة هذا المحصول مستقبلاً.

النتائج المترتبة على ما حصل هذا العام لن تقتصر فقط على خسائر مادية وكساد في الإنتاج، بل إنها وبحسب نية العديد من المزارعين، ستسفر عن نتائج مستقبلية معاكسة تماماً لواقع اليوم، يتجلى ذلك بعزوف المئات من كبار المزارعين عن زراعة محصولٍ يعد من أهم المحاصيل الزراعية في سورية، وبالتالي شحٌّ في ذلك المحصول يسفر عن جنون أسعاره في الأسواق، والدوارة تدور.

شاهد أيضاً

“روضة الرفاعي”: الهدف من الفعالية هو إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال الأيتام

شام تايمز – جود دقماق انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية وتحقيقاً لهدفه الإنساني، أقام النادي الدبلوماسي …