الاحتلال الأمريكي.. عرابُ مسارات المصالحة “الكردية – الكردية”

شام تايمز – محمود عبد اللطيف

عادت محاولات الاحتلال الأمريكي للدفع بعجلة الحوار بين “قوات سورية الديمقراطية”، وأحزاب “المجلس الوطني الكردي”، بهدف إعادة الاجتماعات بين الطرفين للكثافة السابقة التي شهدتها في نيسان من العام الماضي، بهدف الوصول إلى توافق حول تقاسم السلطة في مناطق الشمال السوري.

يقول مصدر صحفي مقرب من “قسد”، إن التواصل المباشر والهاتفي بين المبعوث الأمريكي الخاص إلى سورية “ديفيد براونشتاين”، أخذت طابع اليومية منذ نحو أسبوع، وآخر هذه الاتصالات كان مساء أمس الأربعاء، بهدف مناقشة إعادة القوى السياسية للحوار وعقد مصالحة كردية – كردية في سورية تراها واشنطن ضرورة لوضع “قسد”، على سكة المشاركة في أي حوار سياسي قادم، بتحويلها إلى طرف مقبول نسبيا من بقية أطياف المعارضة، كما تراها ضرورة لإنهاء التوتر بين “قسد”، المرتبطة بـ “حزب العمال الكردستاني”، من جهة، وكل من حكومة إقليم كردستان التي يحكمها “تيار البرزاني”، من خلال الحزب “الديمقراطي الكردي”، والحكومة التركية التي تلعب دور “رأس الحربة”، في مخاصمة “قسد”.

وإحراق مكاتب “الوطني الكردي”، واعتقال قياداته في سورية من قبل قسد ومؤيديها كان سببا في توقف الحوار الذي كاد خلال شهر نيسان من العام الماضي أن يعيد طرفي الحوار إلى “اتفاق دهوك”، الذي وقعاه في العام ٢٠١٤ لتقاسم النفوذ في الشمال السوري، وهو اتفاق يجعل ٤٠ بالمئة من المقاعد فيما يسمى بـ “الإدارة الذاتية”، لصالح “قسد”، ونسبة مماثلة لـ “المجلس الوطني الكردي”، أما ما تبقى فيتم اقتسامه أيضا بين خلفاء الطرفين من القوى الكردية مع تهميش دور بقية المكونات في المنطقة.

“الوطني الكردي”، الذي يعقد لقاءات هو الآخر مع “براونشتاين”، داخل سورية والعراق بشكل مكثف خلال الأيام الماضية، يميل بالولاء لكل من أنقرة واربيل، وهو جزء من الائتلاف المعارض، ومقابل قبول “قسد”، بجعله شريكا لها في السيطرة على الشمال السوري، تتعهد أنقرة بإعلان الائتلاف نيته الحوار والبدء فيه مع “قسد”، بالمقابل تعتبر أربيل أن دخول “الوطني الكردي”، إلى خارطة السلطة في الشمال يعد بمثابة دخول لها إلى الشارع الكردي السوري، وهو أمر واجهه “حزب العمال الكردستاني”، بالقوة المسلحة أكثر من مرة منذ بدء الحرب على سورية، لكن تبعية “قسد”، للأمريكيين ستفضي في نهاية الأمر إلى المصالحة حتما.

وما تبحث عنه “واشنطن”، من هذه المصالحة هو التمهيد لجعل طاولة الحوار السوري ثلاثية لا ثنائية، لتكون “قسد”، أحد أطراف الحوار الفاعل في حال التوجه لإنهاء الأزمة السورية، وإعطاء القوى السياسية الكردية الموالية لواشنطن مكاسب مستدامة مثل “حكم ذاتي” يستنسخ التجربة العراقية في ذلك، يمكن القوات الأمريكية من الحفاظ على ما حققته من مكتسبات على الأرض من قواعد عسكرية وسيطرة بفعل الأمر الواقع على حقول النفط الاساسية في سورية.

وبرغم أن الإدارة الأمريكية أعلنت مع تسلم الرئيس “جو بايدن”، لمهامه بأنها غير ملزمة بحراسة النفط السوري، قامت بتكثيف دورياتها البرية خلال الأيام الماضية في محيط مدينتي المالكية ورميلان بريف الحسكة الشمالي الشرقي، لتصبح شبه يومية، وأحيانا أكثر من دورية في اليوم الواحد، ويأتي ذلك في إطار تعزيز حماية القوافل النفطية التي تهربها قسد إلى إقليم شمال العراق كخطوة أولى نحو تهريبه إلى أوروبا، إضافة لمحاولة واشنطن التضييق على القوات الروسية ومنعها من إقامة نقاط دائمة في المنطقة تبعا لاتفاق وقف إطلاق النار بين “قسد”، وتركيا الساري المفعول منذ تشرين الأول من العام ٢٠١٩، وتلعب القوات الروسية دور الضامن والمراقب لهذه الاتفاق.

شاهد أيضاً

الجو ربيعي حار والحرارة إلى ارتفاع

شام تايمز – متابعة تستمر درجات الحرارة بارتفاعها التدريجي لتصبح أعلى من معدلاتها بنحو 8 …