نهفةٌ سوريّة جديدة تنضم للأزمات.. يا مرحباً بـ “الجراد”!

شام تايمز – سارة المقداد

تعيش دمشق على مر السنين الأخيرة أحداثاً مثيرة ومُغرية للتمسك بخيارِ البقاء، وكيف لا والبلاد أنهت خطوط الصدع التي شكّلتها نتائج الحرب، وحوّلت عاصمتها إلى عاصمةٍ سينيمائية لمّت شمل كل المشاهد التي تخطر على بال المتابع.

أحداثٌ متوالية وكأن البلاد على أطلال يوم القيامة، نلعبُ خلالها دور الممثلين في أفلامٍ متنوعة، ليست متشابهة تماماً ولكنها بنفس الآليات تقريباً، تفرضها نتائج الحرب، الحكومة وقراراتها كل حين، وأحياناً أمّنا الطبيعة، تليها الحرائق، الهزات الأرضية وغيرها.

فيلمٌ درامي ممزوج بالكثير من التفاصيل القادرة على تحويل مشاهد البلاد إلى فيلم رعب أو أكشن حتى، تخيّل أنك بدلاً من أن ترى الألعاب النارية خلال مناسبة سعيدة، أن تتساقط على رأسك يومياً ولكن بشكلِ طلقات، وعوضاً عن مشاهدة خيط من ألوان قوس القزح، يشارك طريقك سرب من “الجراد”.

ويبدو أن السّوريين  محظوظين في معاشرة كل المصائب دفعة واحدة، الليرة السورية تتأرجح، الطوابير كادت تملأ الشوارع، في ظل أزمة جوع وفقر لم يسبق لها مثيل جعلتهم يفتحون أفواههم للتكيف مع الأحوال المعيشية خصوصاً، والأزمات عموماً.

ولكن جملة “الناس فاتحة تمها للهوا” لم تعد تليق بهذه الأيام، فالجراد وصل إلى مشارف دمشق، ودخل بعض أحيائها، وما على المواطن إلا “تسكير تمو” وتقبّل كل ما يحدث مبتسماً وكأنه على خشبة مسرح، وسيحصل على جائزة “الأوسكار” .. أخيراً.

وتبدأ الحفلة بتكريم الأعلى ذكاءً لجلبه ما يريد بأقل سعر، والأكثر دهاءً لوصوله إلى مقعده بباص النقل الداخلي دون “تدفيش”، والأفضل حظّاً لحصوله على ليتر بنزين خلال وقت قياسي، ووزارة الزراعة على احتياطها مسبقاً لهذه الموجة.

ولم ينتهِ نجوم السجادة الحمراء هنا، فمنهم من فضّل الاصطفاف على نوافذ الأفران وأبواب الكازيات وبالقرب من موزعي الغاز، هرباً من أضواء الشهرة والصحافة، بعدما تحول إلى مثالٍ للصبر يحتذى به، ولكن “للصبر حدود”!

شاهد أيضاً

“الاقتصاد” تحدد أصناف الأقمشة المصنرة المصنعة محلياً

شام تايمز – متابعة أصدرت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية التعليمات المتعلقة بتحديد أصناف الأقمشة المُصنرة …