“رهف شاش” الحرمان يولد رغبة التعبير والألم يكتبها

شام تايمز – طرطوس – رهف عمار

مسير الحياة التي عشتها تشبه الحقل المزروع بالورود، ولكن في مدخله يوجد الكثير من الأشواك المؤلمة، تجاوزتها وبدأت بقطف أزهاري، هكذا بدأت “رهف شاش” الحديث عن قصة نجاحها وحالتها الخاصة، حيث ولدت “رهف شاش” بمواليد 1988 بجسد صغير وكبرت ولم يكبر معها جسدها، وعانت من آلام كبيرة بعظامها، ودخلت إلى غرفة العمليات عدة مرات.

وكشفت “شاش” لـ “شام تايمز” خوضها مخاوف غرف العمليات تسع مرات في طفولتها، بسبب خلع ولادة ونقص في الكلس، وبالفرنسية تسمى هذه الحالة النادرة تناذر “لارسن بورفن”، بعدها دخلت المدرسة كأي طفل طبيعي حتى صف الثامن الابتدائي، حينها لم تعد قدماها تحملانها للذهاب، ومنذ ذلك التاريخ انتهت رحلتها الدراسية واستأنفت الألم وعادت إلى العمليات مجدداً، كانت فترة خالية من كل شيء إلا من الأحلام بحسب تعبيرها.

وتابعت” شاش”.. “فقداني للمدرسة أيقظ بداخلي الحاجة إلى التعبير، عن ألمي وحلمي وحاجتي لتجسيد صوت المرأة التي في داخلي، فكانت هواية الكتابة ملجأ لي كلما اشتدت معاناتي، فبدأت بنشر خواطرها وكلماتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحظيت بتشجيع من المحيطين ومن عائلتي بشكل أساسي”.

وقالت “شاش”.. “في عام 2017 تمحورت أفكاري أكثر، وفي ليلة عيد ميلادي قررت حينها أن أبدأ بكتابة رواية، ولو حتى بشكل متقطع، وبالفعل بعد مرور سنة ونصف، كانت الرواية جاهزة للنشر، لكن الظروف المادية لم تسمح لي بذلك، إلى حين امتدت لأحلامي يد العون من السيدة الأولى “أسماء الأسد” حين التقيتها عندما كانت بزيارة لأحد جرحانا فذهبت عمداً لأراها وعند رؤيتها انفعلت بالبكاء، فكان سؤالها لي عن السبب وأخبرتها أنني أريد أن أنشر روايتي وحالت الظروف المادية دون ذلك، فأخبرتني أن الموضوع سيتم لكن بشرط أن أستمر في الكتابة.

واختتمت حديثها.. بالفعل تم إصدار روايتي الأولى بعنوان “نصف امرأة وجواد” التي تتحدث عن قصة “راية” أنثى التحدي وصوت “الشام” المدوي، تحتوي في وريقاتها على مكابدات أُنثى سورية قضمت الحرب أحلامها وتزامنت ضراوتها مع الإعاقة فبدأت حرب “راية” مع المجتمع والعدو وحربها مع الحب أيضاً، فالحب حرب ناعمة يعشق فيها الطرفان بعضهما أكثر، في هذه الرواية تحتاج الأنثى السلام وتجده في قلبها وتتحد معه فتكون بذلك في عين الله وقلب “جواد”، ولاقت هذه الرواية كل الدعم والنجاح، وهذا ما أيقظ بداخلي الرغبة أكثر فأكثر بالكتابة وبدأت بحياكة روايتي الثاني التي ستبصر النور قريباً، حسب قولها.

وتعتبر “رهف شاش” قصة نجاح ولدت من المعاناة، لم تستسلم لوضعها تحت مسمى “ذات احتياجات خاصة” فبدأت بتدريب نفسها على القيام بأعمالها اليومية دون مساعدة أحد والاعتماد على نفسها قدر المستطاع.

شاهد أيضاً

“المقداد” يبحث هاتفياً مع وزير خارجية أبخازيا التطورات في المنطقة والعلاقات بين البلدين الصديقين

شام تايمز – متابعة تلقى وزير الخارجية والمغتربين الدكتور “فيصل المقداد”، اليوم الخميس، اتصالاً هاتفياً …