“مدفع رمضان” حاضر في الذاكرة

شام تايمز – هزار سليمان

غاب مدفع رمضان عن مسامع السوريين لسنوات عدة، وصمت مع طغيان أصوات الحرب والقذائف الإرهابية في السنوات الماضية.

وقبل ذلك كان السوريون يعرفون جيداً مدفع رمضان، فهو مرتبط بذكريات قديمة، لطالما كانت متأصلة ومتجذرة لدى الشعب السوري، إضافةً إلى ارتباطها بشهر رمضان المبارك في سورية قبل أن تكون متعلقة بطقس ديني يظهر عند الإفطار.

ولطالما اُعتبر صوت المدفع إشارةً للبدء بالإفطار، فصوته يعيد للأذهان صورة تجمع أفراد العائلة حول المائدة، كل فرد من أفرادها ينتظر أن يلتقط كأس الماء ليروي ظمأه.

ويذكر الحاج “توفيق” من سكان دمشق والبالغ من العمر 80 عام في حديث لـ “شام تايمز” أنه كان ينتظر سماع صوت المدفع على سطح منزله الكائن في منطقة “المهاجرين” وهو يمسك بيده كأس الماء.

وأضاف الحاج أنه يعتمد في معرفة وقت الإفطار في الأيام الحالية من خلال الأذان أو الراديو، قائلاً: إنه “من الجميل أن يعود هذا التقليد”.

ولم تكن هذه العادة وليدة الصدفة، حيث تشير بعض الروايات التي لم تثبت صحتها، إلى أنها بدأت عندما أهدى أحد الأمراء الألمان مدفعاً للسلطان المملوكي “خشقدم” في القرن الرابع عشر في القاهرة، فقام الأخير بتجربته قبيل الإفطار، ما أثار الفرح بين أهالي القاهرة الذين توافدوا إلى “خشقدم” ليقدموا له الثناء على هذا في رمضان، معتبرين أن السلطان أطلق المدفع إشعاراً بموعد الإفطار.

وفي رواية أخرى، جرب بعض الجنود في عهد الخديوي “اسماعيل” أحد المدافع وصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أول يوم من رمضان، فظن الناس أن الخديوي، ابتكر تقليداً جديداً للإعلان عن موعد الإفطار، وعندما علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي “اسماعيل” بما حدث، طلبت من الخديوي إصدار فرمان بأن يجعل من إطلاق المدفع عادة رمضانية جديدة، وعرف وقتها باسم مدفع الحاجة “فاطمة”، وفيما بعد أضيف إطلاقه في السحور والأعياد الرسمية.

يشار إلى أن مدفع رمضان غالباً ما يوضع في أماكن مرتفع في كل مدينة، كالقلاع الأثرية، وبعدها تم وضعه في الأماكن والحدائق العامة.

شاهد أيضاً

وفاة المخرج السوري “عبد اللطيف عبد الحميد”

شام تايمز – متابعة نعت نقابة الفنانين والوسط الثقافي المخرج “عبد اللطيف عبد الحميد”، أمس …