تحت الجسر.. قصةُ مصورٍ عتيق ترك كاميرته قسراً

شام تايمز – زينب ضوّا

تتنوع الحكايا التي نسمعها من مارة في الشارع أو أصدقاء أو حتى رفاق، والتي تترك فينا تأثيراً خاصاً، وفي مرات كثيرة تُجبر الظروف العديد من الأشخاص على تغيير مفاصل معينة بطريقة أو بأخرى سواء كانت سعيدة أو حزينة، ومنهم من يضطر للتخلي عن عادات أو طرق في التفكير وحتى ربما يتركون مهنة يحبونها ويزاولون أخرى مجبرين.

جسر الذكريات

يروي العم “بديع زهرة” الملقب بـ “أبو فراس”، في الـ” 73″ من عمره، والذي يبيع الجوارب تحت جسر “فيكتوريا” بدمشق، قصّته لـ “شام تايمز” قائلاً.. “منذ عام 1972 امتهنت التصوير تحت هذا الجسر” لافتاً إلى أنه كان يملك العديد من الكاميرات والصور الأرشيفية والتي خسرها كلها في حي “التضامن” الدمشقي إثر الحرب.

وأشار العم “بديع زهرة” إلى أن الأزمة تسببت في تهجيره من بيته وأجبرته على استئجار منزل آخر، إضافة إلى خسارته لكل ما يملك، ما تسبب في ضرره بشكل كبير “حسب تعبيره”.

وأكد “زهرة” على أن الدخل لا يتقاطع أبداً مع القدرة الشرائية، بالتالي كيف يستطيع رجل مسن أن يعمل في مهنة لا يقوى جسده عليها.

وأشار “زهرة” إلى أن بسطة الجوارب التي يجلس عليها يومياً تنتج أجراً زهيداً لا يكفي حتى لشراء حاجاته اليومية، إضافة إلى عجزه عن دفع أجرة البيت في حي التضامن والتي تبلغ 100 ألف.

ولفت “زهرة” إلى أن الظروف الصعبة وخسارته لكل كاميراته أجبرته على ترك المهنة التي يحبها، منتقلاً إلى بيع الجوارب تحت جسر فيكتوريا.

وعبّر “زهرة” عن حبه لهذا المكان والذي يجلس فيه كل يوم مسترجعاً كاميراته ورفاقه الغائبين الذين كانوا يجتمعون تحت الجسر.

وأشار العم “بديع” إلى حزنه على الشباب في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سورية، منوهاً أن الحياة تغيرت كثيراً ولم تعد كسابق عهدها.

وشدد ” زهرة” على أنه لا وجود لأي دخل إضافي غير بسطة الجوارب التي يجلس عليها، لافتاً إلى أنه يعيش بمساعدة “الله والناس الطيبين في الحياة”.

شاهد أيضاً

الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون الجوع

شام تايمز – متابعة أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنه بعد مرور 200 …