شام تايمز الإخباري رؤية لسورية أجمل
مقالات مشابهة
شام تايمز – كلير عكاوي
استيقظ الملازم أول “حسن خضور” على صوت والدته عندما كان الطبيب يخبرها عن وضعه الصحي في المشفى، عند العاشرة صباحاً في الثامن من أيار عام 2016، بعد أن أصيب بشلل ثلاثي الأطراف، نتيجة رصاصة قنّاص إرهابي بـ “خان طومان في حلب”.
ولم تستطع إصابة جريح الوطن أن تؤثر على إرادته وإصراره في البقاء، فسعى جاهداً للاندماج في المجتمع وأسّس مشروعه “سوق الياسمين الالكتروني” عام 2019، وجعله مجاناً لأبناء الشهداء والجرحى، بحسب ما أكد لـ “شام تايمز”.
ووجد “خضّور” فرصته للعمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لاقى مشروعه انتشاراً وإعجاباً، عدا عن المبالغ المالية التي جناها وساعدته في علاجه ودراسته، علماً أنّه قدّم الإعلانات والدعايات للشركات والفنادق ومحلات الألبسة والمطاعم والهدايا والمعارض والمقاهي داخل حمص وخارجها.
ويعمل “خضّور” حالياً بقسم التسويق في شركة “ياسمينة الشام الالكترونية”، التي دخلت بخطوة رائدة سوق العمل العام الماضي في حمص، علماً أن جميع الموظفين فيها من جرحى الجيش العربي السوري ومديرها الجريح الشاب “محمد دنكاوي”.
بدوره المدير التنفيذي الشاب المتطوع في شركة ياسمينة الشام “علي الراس” عبّر لـ “شام تايمز” عن فخره بالبطل “حسن خضّور”، الذي سبق أن التحق بالكلية الحربية، ليتخرج منها ضابطاً رغم أنه وحيد لأهله على خمسة بنات واحدة منهن من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث كان يردّد دائماً أنّه وحيد لأهله ولكن ليس وحيداً لوطنه إلى أن عاد بطلاً.
وأوضح “الراس” أن إصابة “خضّور” لم توقف طموحه، فأصبح حالياً بالسنة الثانية في كلية الحقوق بجامعة “الحواش – ريف حمص”، حيث يعتبر أول حالة مصابة موجودة في الجامعة، مبيّناً أن “خضّور” أبدع في المجال التسويقي الالكتروني على الصعيد الشخصي وخلال عمله ضمن شركة “ياسمينة الشام”.
وأراد “خضّور” أن يكون نموذجاً لكل شاب أو شابة أصابتهم الحرب ففتح أيضاً محال لبيع البهارات المتنوعة في “المهاجرين – حمص”، قائلاً: “إن توقف الجسد عن الحركة فإن الإبداع لا يتوقف.. علينا أن نكون الشباب الحقيقي الذي لا يعرف الانكسار والخسارة”.
ولم تكن أغنية السيدة فيروز “بيطلع عبالي أرجع أنا وياك” مجرّد كلمات، بل إنها أمنيات يدندنها هاتف “خضور”، لعلّها تتحقق ويعود كل شيء إلى سابق علمه، وتبقى الندبة التي تركتها الرصاصة في جسده، عنواناً للإبداع ومقياساً للإخلاص في حماية سورية والدفاع عنها.
