الشريط الإخباري

عيد للأم.. أم ذكرى مؤلمة للأيتام!

شام تايمز – ديما مصلح

تحتفل الكثير من العوائل بعيد الأم، ولكن تبقى هناك زاوية مظلمة يعبر فيها اليتيم عن مشاعره المكللة بالحزن والفقدان لأمه، باسترجاعه لصور وذكريات تجمعه معها تتّحد فيها الجميلة والمؤلمة، وهذا ما جسدته الشابة “رهف” باسترجاع ذاكرتها المشؤومة في كل عيد لصور تستذكر فيها وفاة والدتها أمام عينيها غرقاً في بحر “إيجه” الذي يقع بين شرق تركيا وشمال غرب اليونان أثناء مغادرتهم البلاد إلى ألمانيا.

وروى والد رهف لـ “شام تايمز” أن ابنته فقدت حنان والدتها في عمر كانت بأمس الحاجة له هو فترة المراهقة، مشيراً إلى أن ابنته في فترة عيد الأم تكتئب وتدخل بصدمة وتحلم أثناء نومها بحادثة غرق والدتها.

وتابع الوالد أن رهف في هذه الأيام تذهب إلى الأسواق وعيونها مليئة بالحزن والألم، وتسأل بعض الصبايا في الأسواق ماذا يشترون لوالدتهم وتقول لهم.. “أنا والدتي متوفية ولكن أريد أن أشتري لها هدية”، وتقف مترددة لا تعلم ماذا تفعل.

أما “مؤيد” وهو طفل يبلغ من العمر ست سنوات، عبّر عن حزنه وفقدانه لعاطفة أمه المتوفية برسوماته الطفولية التي لا يملك غيرها، كاتباً خلفها عبارات تعبر عن مدى اشتياقه لها ثم يجهش بالبكاء، وفق ما ذكره خاله الذي يربيه بعد زواج والده ووفاة أمه لـ “شام تايمز”.

الأخصائية النفسية “د.مريم سمعان” أوضحت لـ “شام تايمز” أن دور الأم مهم بكل مراحل الحياة، ومن يفقد والدته يفقد جانب مهم في حياته وخاصةً في بداية مراحل الطفولة وحتى لو كبروا، يكون لديهم حالة تسمى بحالة “النقوص”، حيث أن أي شخص يقدم لهم هدية أو كلمة جميلة مباشرةً يطلبوا من هذا الشخص أن تكون أمّهم بديلاً عنها.

وطلبت “سمعان” أن نتعامل مع كل شخص فاقد لوالدته باهتمام ونستمع لآلامهم وشعورهم لكي يعبروا عن الفقدان، وبالنسبة للأشخاص الذين لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بالكلام، يجب أن نشاركهم بالرسم ليعبر عن شعوره، أو نسأل الطفل ماذا يريد أن يهدي أمه، ونوضّح له أن والدته ماتت كجسد وهي تسمعه وتراقبه، فهنا الطفل يرتاح نفسياً وهذه الحالة تسمى “المشاركة”.

كما بيّنت الأخصائية النفسية أن الأشخاص الذين توفيت والدتهم أمام أعينهم بأشكال مفجعة يعيشون حالة الصدمة ولا يستطيعوا أبداً أن ينسوا هذا الموقف، وبعد علاجهم تبقى أثاره أيضاً وخاصةً في يوم عيد الأم من الممكن أن يذهبوا إلى السوق ويشتروا هدايا لوالدتهم علماً أنهم متأكدين داخلياً أن والدتهم متوفية ولكن باللاوعي يعيشون حالة إنكار، ويجب التعامل مع هذه الحالات بأن لا نمنعهم من شيء ولا نقول لهم أن والدتهم متوفية، ونشاركهم الحديث من خلال طرح بعض التساؤلات أين تتخيل والدتك، وماذا تحب أن تهديها، وعن طريق المشاركة يصل الشخص إلى الأمان النفسي.

وبالنسبة للأطفال الذين فقدوا والدتهم وهم في دار الأيتام يجب التعامل معهم وفقاً لكل حالة، فالأطفال الذين لا يتفاعلون ولا يشتركون في الحفلات والفعاليات الذي يشكلها الدار، نحاول معه أن يعبر ما بداخله عن طريق الغناء أو الرسم أو التمثيل، فمن الممكن أن يصلوا إلى حالة اكتئاب أو عدوان إذا لم يتم علاجهم.

شاهد أيضاً

منتخب سورية العسكري للفروسية يشارك بالبطولة العربية في القاهرة

شام تايمز – متابعة يشارك منتخب سورية العسكري للفروسية في البطولة العربية العسكرية بنسختها الأولى …