شام تايمز الإخباري رؤية لسورية أجمل
مقالات مشابهة
شام تايمز – زينب ضوّا
في عيدهن تجتمع آلاف الأمنيات حبيسة السنوات، ويبقى سؤال “أين أمي”؟ الأول الذي نسأله عند دخولنا للبيت فإذا اصطفت أبيات شعر لتصف مكانة الأم الكبيرة ستحتاج معلقات.
كثيرة هي التحديات التي تواجه الأم في عملها، وفي المجتمع وصولاً إلى بيتها وتدبر شؤون أولادها، فهي تبقى في صراع مع الزمن فلا وقتها ملك لها ولا يكفيها حتى خصوصاً في ظل وجود طفل يُعاني من إعاقة أو أمراض تتطلّب أكثر ما يُبذل.
ومن المعروف بأن ذوي الاحتياجات الخاصّة يجب أن يكون لهم عناية صحيّة طبيعيّة كغيرهم من البشر ومُتابعةٍ حثيثةٍ من ذويهم، إضافة إلى إرشادهم لكيفيّة التصرّف في حال تعرّضهم لإشكالية أو خطر.
تقول السيدة “يسرى سلمان” مدرسة لغة فرنسية لـ” شام تايمز” إن ابنتها ” بيلسان” ولدت سليمة مثلها مثل أي طفل عادي لكن مع الأيام بدأت تسقط أثناء خطواتها الأولى على الأرض ولم تقوى بعدها قدميها على حملها، وعلى إثر التشخيص الطبي تبيّن أنها تعاني من “شلل أطراف سفلية” اضطرت من ورائها على ملازمة الكرسي المتحرك.
وأضافت.. “أكثر ما كان يؤلمني أنها عرفت حالتها وكانت طفلة واعية راضية ومتقبلة لوضعها، عرضتها على الكثير من الأطباء، لكن الجميع أكدوا على أن جسدها لا يحتمل العملية والتخدير”.
وأشارت السيدة يسرى، إلى أن بيلسان كانت مثالاً للصمود، حيث تحملت الظروف الصعبة التي مرت بها 13 عاماً إلى حين وفاتها في الثالث من أيار 2020، فعندها شعرت بألم في أطرافها نقلت إلى الطبيب لتلقي العلاج اللازم وعادت إلى البيت بحالة مستقرّة نسبيّاً، لكن بعد ساعات قليلة أحسّت بضيق في التنفّس ولم تتحمّل دقائق الإسعاف التي تفصل بين بيتها والمستشفى ففارقت الحياة وهي تنظر إلى أمها نظرتها البريئة مودّعة درب الحي ومقعد الدراسة.
وشددت والدتها على أن بيلسان كانت أماً لها ومصدر قوة كبيرة في أوقات انهياراتها، مضيفة أنها كانت منبع تفاؤل لكل زملائها في المدرسة ومعلميها وأقاربها منطلقة من مقولة “لا حياة مع اليأس”.
وقالت والدتها “في كل عيد كانت تقول لي لو خُلقت مرة ثانية في هذا العالم أود أن تكوني أمي، وللمرة الأولى تكون بيلسان في هذا العيد بعيدة عن حضن والدتها”.
يُشار إلى أن “يسرى سلمان” ليست المرأة الوحيدة في هذا العالم التي كان لها نصيب من طفل من ذوي الهمم أو المصابين بأمراض عضال، لكن يبقى الاهتمام أو ما يطلق عليه الاحتواء هو العامل الأساسي في نجاح هؤلاء الأطفال.
